فلسطينيات يدرن أزمة "كورونا" بأقل الامكانيات
نشر بتاريخ: 2020-05-01 الساعة: 14:43سلفيت - مراسل وفا – شكلت نساء بلدة دير بلوط غرب سلفيت نماذج متقدمة في القدرة على إدارة الأزمات، وتغلبن على الوضع الاقتصادي الناجم عن انتشار فيروس "كورونا"، وحققن نجاحات كبيرة في التصنيع الغذائي كالمفتول، والمخللات، إلى جانب التوجه إلى الأرض لزراعة الفقوس والثوم والقمح، وتربية الدجاج اللاحم.
كما استطعن تدبير احتياجات منازلهن الأساسية، وازدادت بوتيرة مرتفعة قائمة الصفحات التي أنشئت على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تسوق وتبيع من خلالها الأعشاب والخضرة الموسمية، كورق دوالي العنب، والزعتر، والخس، والفجل، والزهرة وغيرها.
وفي هذا الإطار قالت رئيسة جمعية الإبداع التعاونية للتصنيع الزراعي في دير بلوط، أمنة مصطفى لـ "وفا": نفذنا العديد من المشاريع الإنتاجية التي تديرها السيدات، ما ساهم في تحقيق التمكين الاقتصادي، وخلال فترة الطوارئ التي فرضها فيروس "كورونا"، عملنا على زيادة الإنتاجية وخلق فرص عمل جديدة للتخفيف من أزمة البطالة، وأثبتت المرأة الفلسطينية أنها قادرة على إعالة أسر كاملة خاصة في ظل توقف الرجال عن عملهم.
وأضافت: بدأنا من خلال الجمعية ببيع ما يقارب 4000 طير من الدجاج اللاحم، قامت بتربيتها النساء، حيث توفر مزرعة الدواجن فرص عمل لبعض النساء براتب شهري، والان نتجه إلى صناعة رب البندورة لتغطية احتياجات السوق، من خلال ما زرعناه من بندورة في البيوت البلاستيكية.
وعن الصعوبات التي تواجه التصنيع الغذائي والتي فرضها الوباء، ذكرت مصطفى لـ "وفا": أن "كورونا" أثر بشكل سلبي على الربح، حيث ارتفعت أسعار الأعلاف إلى جانب صعوبة التنقل والتسويق، لكن نساء البلدة تغلبن على بعض الصعوبات من خلال العمل من المنزل وإتباع إجراءات الوقاية والسلامة العامة ولبس الكمامات، والتعقيم المستمر.
وقالت: منذ بداية شهر نيسان الماضي استطعنا إنتاج 4 أطنان من المفتول وبيعها للتجار استعداداً لشهر رمضان المبارك.
وتابعت، قدمت جمعية الإبداع التعاونية للتصنيع الزراعي في البلدة والتي تضم (21 امرأة و7 رجال) لمحافظة سلفيت 500 كيلو زيت زيتون كدعم لإجراءات مواجهة فيروس كورونا المستجد، وذلك ضمن مبادرة جمعت من أهالي البلدة بعنوان "قنينة زيت مني وقنينة زيت منك ".
وفي دير بلوط، تزرع النساء سنوياً ما مساحة ألف دونم، يعملن لساعات طويلة خلال النهار في مرج البلدة الذي تعتمد عليه عشرات البيوت بشكل كامل وجزئي، إضافة إلى شهرة البلدة من خلاله، والنساء العاملات فيه، حيث تعرف المرأة في دير بلوط بصلابتها وقوتها واهتمامها بعملها في الزراعة والفلاحة حتى بلوغها سنوات متقدمة.
إلى ذلك ذكرت المزارعة ابتسام موسى (50 عاماُ) والتي تعتني بزراعة 2 دونم ونصف في الأراضي السهلية، لـ"وفا": بعد أسبوعين يبدأ موسم الفقوس، لدينا تخوف كبير من عدم المقدرة على تسويق المنتج بسبب الحجر الصحي ومنع التجمعات، ومن المؤكد حتى هذه اللحظة أن لا يكون مهرجان لبيع المنتج والذي كنا نعتمد عليه في كل عام.
وأضافت: تعتبر الزراعة وصناعة المخللات والمفتول في البلدة ركيزة أساسية لإعالة الأسرة وتأمين الاحتياجات الغذائية بالإضافة إلى أقساط الجامعة وغيرها من المتطلبات الأساسية، والتي تجعل من المرأة مستقلة مادياً ولها دور مؤثر في النمو الاقتصادي.
وعن آثار كورونا على المزارعات قالت موسى: بعض المزروعات تحتاج إلى عناية ومبيدات لحمايتها من الأمراض التي قد تصيبها، وهي واحدة من الصعوبات التي تواجههنا هذه الفترة، بالإضافة إلى التباعد الاجتماعي بين المزارعات والالتزام بمسافة معينة بعدما كنا نلتقي صباحاً ونساعد بعضنا البعض.
أظهرت بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن هناك 50,400امرأة عاملة في القطاع الحكومي، بنسبة 31% من إجمالي النساء العاملات في فلسطين، ونحو 108,900 امرأة عاملة في القطاع الخاص، بنسبة 68%، ونحو 1,000 امرأة عاملة في إسرائيل والمستعمرات أي ما نسبته حوالي 0.6%.
وبلغ عدد العاملين في القطاع غير المنظم 320,600 عامل منهم 288,400 عامل من الذكور مقابل نحو32,200 من الإناث، وتمثل نسبة العاملين في هذا القطاع نحو 31.7% من إجمالي العاملين في فلسطين، علماً بأنه بلغت نسبة العاملين عمالة غير منظمة في فلسطين (بمعنى العاملين في القطاع غير المنظم بالإضافة إلى المستخدمين باجر الذين لا يحصلون على أي من الحقوق في سوق العمل سواء مكافأة نهاية الخدمة/تقاعد، أو إجازة سنوية مدفوعة الأجر، أو إجازة مرضية مدفوعة الأجر) قد بلغت حوالي 57% من مجمل العاملين، منهم 61% من الذكور و38% من الإناث، وبواقع 59% في الضفة الغربية و51% في قطاع غزة.
m.a