الرئيسة/  مقالات وتحليلات

حرب اسرائيل وإيران لحسم خريطة الشرق الأوسط الجديد 

نشر بتاريخ: 2025-06-14 الساعة: 21:13


موفق  مطر 

ما نراه أن قادة منظومة الاحتلال والاستيطان الاستعماري العنصرية " اسرائيل " يشهرون ادعاء الخطر الداهم على " وجود " دولتهم ، كلما احكموا رسم خطط جديدة ، في المهام الموكلة 
لإسرائيل ، وهم على يقين أن دولتهم ما أنشئت إلا كقاعدة للمشروع الاستعماري الدولي ، وما تصاعد وتيرة تقاريرهم  عن قرب تمكن ايران من تخصيب اليورانيوم بما يكفي لصنع قنبلة نووية ، وتزامن ذلك  مع خطة تغيير الشرق الأوسط التي تحدث عنها رئيس حكومة اسرائيل بينيامين نتنياهو علنا على منبر الأمم المتحدة ، إلا مقدمات للحرب الحالية بين ايران وإسرائيل ، التي لا نرى من اهدافها سوى حسم الصراع على النفوذ والهيمنة والسيطرة المباشرة بينهما ، مع الأخذ بعين الاعتبار ثقل الولايات المتحدة الأميركية ، وبعض دول اوروبا المرجح لكفة اسرائيل ، لإبقائها القوة النووية الوحيدة ضمن حدود المنطقة الجغرافية للشرق الأوسط الجديد ، حسب خريطة نتنياهو 
أما قادة إيران ، فإن تجربتنا معهم منذ الحرب الفلسطينية اللبنانية - الاسرائيلية سنة 1982 ، مرورا بمشاركتهم وضلوعهم مباشرة ، في مؤامرة اصطناع بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية ، ومساهمتهم الفاعلة ، في تثبيت اركان انقلاب حماس على الشرعية الفلسطينية ، والمشروع الوطني الفلسطيني ، ومحاولاتهم المستميتة لضرب استقلالية القرار الوطني الفلسطيني ، وزرعهم خلايا تخريب ، وتوظيفهم مجرمين مطلوبين للعدالة الفلسطينية  – في مخيمات فلسطينية في الضفة الفلسطينية – وإشهار ولائهم لإيران ، وتورطهم المباشر مع حماس في تقديم الذرائع لمنظومة الاحتلال ( اسرائيل ) لإطلاق حملة الابادة الجماعية على ملايين من شعبنا في قطاع غزة ، ووقوفهم في مدرجات المتفرجين على المجازر اليومية بحق اطفالنا ونسائنا ، أدلة قاطعة على أن فلسطين ، والحق الفلسطيني ( القضية الفلسطينية )  والقدس التي شكلوا فيلقا باسمها ، لم تكن إلا استغلالا سياسيا ودعائيا للمقدسات ، وعلى رأسها نفس الانسان الفلسطيني ، ولا نغفر مسارعة قادة حماس وتنافسهم لوضعها على أطباق ، وإهدائها لملالي طهران لجني الذهب !!.. وأي قول أو تصريح بأن ايران تدفع اليوم ثمن مواقفها من الحق الفلسطيني ، فإنه لا يصدر سوى عن مخادع ومضلل ، يموه بقصد أو عن جهل ، ويحرف الأنظار عن حقيقة الصراع بين منظومة  ورثة  امبراطورية فارس في طهران ، وقيادة الصهيونية الدينية التلمودية في تل ابيب .. أما القول بأن الولايات المتحدة وإسرائيل لا يريدان لدولة ( اسلامية ) امتلاك سلاح نووي ، فهذا مخالف للحقائق والوقائع المعلومة والمعروفة ، ومثالها الباكستان ( دولة اسلامية ) ، لكنها  لا توظف سلاحها النووي في مخططات هيمنة ونفوذ وسيطرة على دول عربية في الشرق الأوسط  ، بخلاف ايران المحكومة بإرث الإمبراطورية الفارسية ، الذي منحته وجها دينيا ومذهبيا ايضا لاستعادة امجادها . 
كشف نتنياهو عن اهداف حربه المباشرة هذه المرة على ايران فقال : " إن هجومنا سيغير وجه الشرق الأوسط ولن نبقى في المنطقة إن امتلكت إيران السلاح النووي " وبقراءة متأنية يتبين لنا التناقض في تصريحه بعد ساعات من بدء الهجوم على مواقع المنشآت النووية الايرانية ، فتغيير وجه الشرق الأوسط يتطلب قوة متفوقة عسكريا وتكنولوجيا ، وهذا متوفر لدى جيشه، بفضل الدعم ألأميركي اللا محدود بما فيه السياسي ، اما حديثه عن زوال أسباب وجود اسرائيل بسبب النووي الايراني ، فهذا كذب محض ، لأن جيشه يمتلك في ترسانته الحربية رؤوسا نووية ، والمفاعل النووي الاسرائيلي في ديمونا مازال محرما على المفتشين الدوليين دخوله ! فالضعيف الذي لا يمتلك اسلحة ردع هو الذي يحق له الخوف على وجوده ، ما يعني ان نتنياهو مازال يوظف قضية " وجود اسرائيل " لبلوغ هدف تغيير وجه الشرق الأوسط ، الذي قد يُرسَم على حساب وجود الشعب الفلسطيني على ارض وطنه التاريخي والطبيعي فلسطين ، لذلك  لا ضامن لنا إلا عقلنا الوطني ، ونمط تفكيرنا الانساني ، وأخذنا بالأسباب المعززة لبقائنا ووجودنا على أرضنا ، واستقلال قرارنا الوطني ،ومنع منظومة الاحتلال العنصرية من تصيد الذرائع  والمبررات ، وبيان الحق في جوهر الرواية الفلسطينية .

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2025