الأمن الوطني.. المبادر الأول للحالات الإنسانية
نشر بتاريخ: 2020-04-08 الساعة: 15:46
طولكرم - مراسل وفا- أثار انتشار مقطع فيديو للحاجة أم إسلام شيتوي من طولكرم على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تتحدث بألم وتخوف عن الوضع الذي آلت إليه البلاد مع انتشار فيروس كورونا، تعاطف كل من شاهده بالمشاعر والأفعال سواء داخل الوطن أو خارجه.
وذاع صيت هذه المسنة بعد اللقاء الذي أجراه معها تلفزيون محلي، وهي تجلس على كرسيها، حيث اعتادت كل صباح أن تأخذ مجلسها المعتاد وسط سوق الخضار، على مدخل ممر يؤدي إلى منزلها القديم المتهالك، تتكء على عصاها، ةتعاند جسدها الذي أنهكه المرض ولكنه لم يسلب بشاشة وجهها وإرادتها في تحدي كل الصعاب والألم.
"الوضع سيء" قالتها الحاجة أم إسلام بنبرة حزن ودمعة سالت من عيونها، أوصلت من خلالها رسالة بأن القادم أسوء إذا لم نقف إلى جانب بعضنا في مواجهة التحديات.
أم إسلام، في العقد السادس من عمرها، تسكن لوحدها منذ سنوات طويلة في منزل والديها القديم بعد وفاة زوجها، ولديها ابنة وحيدة متزوجة في الخارج.
جهاز الأمن الوطني وبتعليمات من قائده اللواء نضال أبو دخان وبإشراف وتوجيه مباشر من قائد المنطقة في طولكرم العقيد جمال أبو العز، لبى نداء الحاجة شتيوي، فكان أول المبادرين في تقديم كل ما يستطيع ضمن الواجب الإنساني لتوفير متطلبات الحياة الكريمة لها وحمايتها، خاصة في هذا الوقت حيث انتشار فيروس كورونا.
وقال العقيد أبو العز لمراسلة "وفا": "تلقينا مراسلة من اللواء أبو دخان، بتحريك طواقم الأمن الوطني فورا لمساعدة الحاجة أم إسلام، وقمنا بالكشف الأولي عن منزلها حيث كان مدمرا بشكل كبير وبحاجة ماسة إلى ترميم".
وأضاف:" قمنا بتوجه طواقمنا الفنية لترميم البيت، واصلت الليل بالنهار وعلى مدار يومين، وعملت على طلاء المنزل، وترميم المطبخ والحمام وتوفير سرير وفرش جديد لها مع جهاز فحص السكري الذي كانت بحاجة له، إضافة إلى مساعدة شخصية لها".
وأوضح أبو العز أن طواقم الأمن الوطني تتواصل مع أم إسلام، من خلال زيارتها والاطمئنان عليها، والوقوف على احتياجاتها ومتابعة وضعها الصحي وتوفير ما تحتاجه من الأدوية، وبما يوفر لها الحياة الكريمة في مواجهة التحديات وعلى رأسها انتشار جائحة كورونا .
ولا تخفي أم إسلام خوفها من إصابة العمال بفيروس كورونا ودعتهم للتقيد بتوجيهات الحكومة. وقالت: "بدنا نشد حالنا، بدنا نقدر لهذا المرض ونستوعبه، إذا الصين قويت على المرض، إن شاء الله يزيحه عنا، والله يحمي شعبنا والعمال وأهاليهم، ويبعد عنا كل سوء".
ويضيف العقيد أبو العز، "نحن رهن الإشارة وعلى أعلى جاهزية لأي طارئ، ونتفقد دائما أوضاع الناس ونبحث عن المحتاجين خاصة من يتعففون عن السؤال".
كما أشرفت قوات الأمن الوطني بعنصرها النسائي، على تأمين على خروج موكب زفاف مختصر لإحدى الفتيات من مخيم طولكرم إلى محافظة الخليل، ومشاركتهم في مراسم الفرح التي انطلقت من المخيم باتجاه شارع نابلس.
ويقول العقيد أبو العز "واجبنا في هذه المرحلة هو مساعدة الناس ومشاركتها أفراحها وأتراحها، والأهم تقليل حركتهم ودعوتهم إلى التزام منازلهم لحصر الوباء والحد من انتشاره، ومن أجل سلامتهم".
وأشاد بالواجب والجهد الذي يقدمه العسكري والذي يتحمل كل الصعاب على الحواجز الامنية طوال 24 ساعة، فهو العين الساهرة والدرع الحصين للوطن والقلب النابض بالإنسانية".
m.a