الرئيسة/  مقالات وتحليلات

إنها "مرة وإلى الأبد".. أفلا يدركون؟!

نشر بتاريخ: 2025-02-20 الساعة: 00:59

 

 موفق مطر


كتب الرئيس محمود عباس في صفحات كتابه الصادر العام الماضي بعنوان (محطات تاريخية مرت بها القضية الفلسطينية) حول خطاب الرئيس المصري جمال عبد الناصر - رحمه الله – سنة 1962 أمام أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني في غزة، حيث نقرأ في الصفحتين 70 و71 "تحدث فيه (الخطاب) بشكل غير مسبوق عن مسؤولية الحكومات العربية عن الهزيمة، وضياع فلسطين في حرب 1948 وهو القائد العسكري العربي الذي واكب احداث هذه الحرب بأكملها.. نحن بدورنا كنا شهودا على تواطؤ البعض في هذه الحرب".

وكتب الرئيس ايضا: "في ذات الخطاب تحلى عبد الناصر بقدر كبير من الجرأة عندما قال إنه لم تكن لديه خطة لتحرير فلسطين، وان من يقول ان لديه خطة لتحرير فلسطين فإنه يضحك على الفلسطينيين، وتأتي أهمية هذا التصريح في ذلك الوقت بالذات لتكشف المواقف الدعائية لبعض الأنظمة العربية التي ادعت مرارا وتكرارا بأنها تعد العدة لتحرير فلسطين، لتعزز صواب  الموقف الفلسطيني الداعي الى تنظيم الفلسطينيين، وضرورة اعتمادهم على انفسهم، وأهمية تمسكهم بقرارهم المستقل، وهو ما تجسد في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 وعندما اصبحت المنظمة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في العام 1974".

بعد 77 سنة نقول: ما أشبه اليوم بالبارحة، فسيرة السنوات التي تلت النكبة، تتكرر، لكن بلغة فارسية، أو بلسان وفعل ناطق بالعربية لكنه تابع حتى النخاع للفرس، المنكسرة والمنهزمة امبراطوريتهم، على يد العرب قبل قرون!

فهؤلاء على رأسهم جماعة (حماس) قد بلغوا حرفة بيع الأوهام والمواقف الدعائية، يحسدهم عليها (جلوب باشا)، الضابط الانجليزي الذي سمي قائدا للجيوش العربية التي كانت ستحرر فلسطين سنة 1948، فساسة حماس على رأسهم خليل الحية، الذين ذهبوا الى خامنئي لإهدائه انتصارا مخترعا، ليس موجودا إلا في برامج (الغباء الصناعي)، حولوا الكارثة والإبادة التي أقروا بها الى انتصار، ومثلوا بين يدي سيدهم، يباركون ادعاءاته حول تحرير فلسطين.

والسؤال الذي قد يحتاج لإعجاز ليتمكن الفلسطيني الوطني من الاجابة عليه: ماذا تقولون بجماعة فلسطينية ظل مشايخها يتحدثون عن التحرير، وتحالفوا حتى الولاء الأعمى مع الفرس، الذين اقسموا بأغلظ الايمان انهم سيحررون فلسطين، لكنهم ما جلبوا لكم إلا أم النكبات والكوارث" والبينة القاطعة للشك باليقين (غزة) ومخيمات جنين ونور شمس والفارعة.. والحبل على الجرار؟!  ونعود لكتب وكتيبات الرئيس ابو مازن، ففي حوار اجرته بادية فواز ياسين السنة الماضية ومنشور في كتيب صادر عن المطبعة الوطنية الفلسطينية بعنوان (فلسطين في الساحة الدولية) رد الرئيس على سؤال: "لماذا انشئت منظمة التحرير الفلسطينية؟" فكان جوابه وهو يشخص الواقع قبل تأسيس المنظمة مشابها لواقعنا اليوم، الى حد التطابق، إذ اجاب الرئيس: "لقد عانى الشعب الفلسطيني من التشتت واللجوء والاحتواء من الآخرين، فشكلت هذه المرحلة– ما بعد النكبة - خطرا على الوجود الوطني والسياسي للشعب الفلسطيني، وطمسا للقضية الفلسطينية  الأرض الشعب، وما صاحب ذلك من مشاريع لتوطين اللاجئين الفلسطينيين وتدويل للقضية الفلسطينية".

ثم قال الرئيس: "كانت الخطوة التاريخية الهامة الأولى بالنسبة لقضيتنا الفلسطينية هي بداية تأسيس الكيانية الفلسطينية عام 1964 بتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، التي اقامت منذ تأسيسها مكونات الكيانية الفلسطينية المعاصرة (الدولة) المتمثلة في المجلس الوطني، واللجنة التنفيذية، والصندوق القومي وجيش التحرير الفلسطيني".

وقال ايضا: "اما الخطوة التاريخية الثانية فكانت الاقرار العربي الرسمي بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في مؤتمر القمة بالرباط عام 1974، وأهمية القرار أنه حسم من هي الجهة المخولة بتمثيل الشعب الفلسطيني والحديث باسمه مرة والى الأبد.. وهذا التمثيل والاعتراف الدولي أوصلنا الى المحافل الدولية واعلان قيام الدولة والاعتراف الدولي بها، ونيل عضوية الدولة المراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة تمهيدا لنيل العضوية الكاملة، وبعد ذلك تجسيد الاستقلال الفلسطيني على ارض فلسطين".

ليت الذين تم تجميعهم، تحت مسمى "المؤتمر الوطني الأول" كقوة دافعة، تردي الهوية والكيانية الوطنية الفلسطينية وترجعها الى ما دون الصفر بمئة درجة، أن يعلموا، أن الكيانية الوطنية الفلسطينية، ليست طينة كالتي تصنع منها الفخاريات، فهذه مهما نفخت عليها النيران وزينت، فإنها تنكسر عند أو صدمة بصخور الكيانية الوطنية الفلسطينية الحقيقية، فهذه قد برزت من أرض فلسطين، حتى باتت حقيقة زمانية، محكمة الوجود الأزلي بقانون التقدم فقط، نحو المستقبل بعلاماته الحتمية.. الحرية والاستقلال والسيادة والقرار المستقل.

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2025