الرئيسة/  مقالات وتحليلات

(شاي ) بومبيو و(نبيذه) في مستعمرة بساغوت !!

نشر بتاريخ: 2020-11-17 الساعة: 08:23

موفق مطر  

" إن طريق الخلاص الوحيد في العالم هو اتباع المسيح " قول صحيح  يصدقه المؤمنون المخلصون الصادقون ، لكن عندما نعلم أن قائله هو مايك بومبيو وزير الخارجية لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، سندرك انه حق يراد باطل!. 

 لا نعرف أي مسيح يقصد بومبيو ، لكننا نعلم أنه يقصد أي مسيح إلا معجزة  الله المسيح ابن مريم ، المولود في بيت لحم لفلسطينية ، الذي قام الى الخلود في القدس مدينة الله بعدما  صلبه الظالمون ، نظنه يتحدث عن ( مسيح دجال مغرم بالظلم والحرب والخداع والكذب ) وليس المسيح رسول المحبة والعدل والسلام للانسانية . 

  

يؤشر لنا اشغال مايك بومبيو منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الذي استلمه في الرابع والعشرين من شهر يناير كانون الثاني من العام  2017 بعد ترشيح ترامب له وموافقة مجلس الشيوخ ، بعد عضويته في لجنة الاستخبارات ، واللجنة الفرعية المعنية بوكالة المخابرات المركزية في مجلس النواب ، على مدى انعكاس العقيدة الذاتية لشخصية مسئولة عن مهمة ومركز حساس في (دولة عظمى ) ) على قرارات رئيسها والتأثير على توجهاته ، عبر التحكم بنوعية المعلومات ودرجة ملامستها للوقائع والحقائق ، فبومبيو الحاصل على الدكتوراة في القانون من جامعة هارفارد والمحامي في أشهر شركات المحاماة في واشنطن ( وليامز كونولي القانونية ) سيصل خلال ألأيام القادمة إلى شرق رام الله  وهي  ارض فلسطينية تحتلها القوات الاسرائيلية منذ حرب حزيران من العام 1967 ليفتتح مصنع نبيذ  يحمل اسمه في مستوطنة محسوبة وفق القانون الدولي ، ليس بناء باطلا لا شرعية له أطلاقا وحسب، بل حلقة  من سلسلة جرائم منظومة الاحتلال الاسرائيلي بحق  الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته ، فيضرب بومبيو المحامي القانون الدولي ومبادىء وقيم المجتمع الدولي عرض الحائط ، ليبدوا كمن يشرب نخب فوز نظامه ترامب الاستعماري الجديد على الشرعية الدولية بالضربة القاضية ، وإدخالها العناية المركزية . 

يعلم المتنورون في العالم المحبون للسلام الى أي مدى تم استخدام الدين لتبرير الحملات الاستعمارية الدموية الفائضة بالعنصرية ، ويعلم كل متابع حثيث ودقيق لسياسة دونالد ترامب فظاعته وفظاظته في استغلاله لتناقضات وصراعات الجماعات المستخدمة للدين في العالم ، لذا لم يكن تعيينه لبومبيو وزيرا للخارجية إلا لأنه وجد فيه الشخص المناسب لتمرير خطته المسماة ( صفقة القرن ) فبومبيو اصولي متطرف صهيوني ، مستخدم للدين  كأي متطرف اصولي في العالم لا تربطه بالمسيحي المؤمن أي صلة ، لذا ليس مستغربا قوله :" ان الغرب المسيحي في حالة حرب مع الشرق الاسلامي " وهذا تحديدا ما يريد سماعه دائما القائمين على عمل  وخطط المنظمة الصهيونية الاستعمارية الاستيطانية ، فهم معنيون بتأجيج هكذا صراع للمضي – وراء ستار دخانه ولهيبه ومآسيه - في الاحتلال وتوسيع نطاق الحملة الاستعمارية الاستيطانية .  

لا غرابة اذا علمنا أن عضو ما يسمى ( حركة الشاي)  في الحزب الجمهوري الأميركي سيفتتح مصنع نبيذ في مستعمرة بساغوت المنشأة على أرض محتلة شرق محافظة رام الله الفلسطينية ، مع أن الشاي والنبيذ براء من الفعل المقصود والفاعل في كلا الحالتين ، لكن اذا علمنا معنى حركة الشاي ومنطلقاتها وأهدافها وجهودها في افشال محاولات تحقيق ولو بعض العدالة في بعض القضايا والحقوق الاجتماعية والصحية  والمدنية للمجتمع الأميركي سندرك أي علاقة وأي اندماج وانسجام سيحصل بين ( شاي بومبيو ونبيذه في بساغوت ) فحركة الشاي هي حركة أمريكية سياسيّة ضمن اطار الحزب الجمهوري لكن اعضاؤها محافظون يعارضون التأمين الصحي الشامل المموَّل من الحكومة. وصفت كخليط من الليبراليّين والشعبويّين اليمينيّين اسسها رجل الأعمال والسياسيّ دافيد هـ. كوك، وانطلقت الفكرة خلال حفل شاي في بورصة شيكاغو اجتمع خلاله اكثر من خمسين شخصية من هؤلاء وبدأوا باطلاق فعاليات ضد قرارات الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما بمنح معونات مادية لأصحاب المنازل الفقراء ، منها مسيرة دافعي الضرائب في واشنطن في 2009، وحججهم بذلك أنه لا يجوز منح الفاشلين  اية مساعدة !!.. كما عارضوا قانون إصلاح التأمين الصحيّ الأمريكيّ المعروف باسم "أوباما كير".. وكذلك قوانين التحكُّم بالسلاح وزيادات الإنفاق الفيدراليّ..لكنهم يؤيدون " الحرب الشاملة " ويؤيدون الاستجابة العسكريّة العنيفة  للحفاظ على التفوق الأمريكيّ في العلاقات الدوليّة.  

تمارس حركة الشاي الدعاية الشعبية الزائفة (أي أنها تتبنى خطابًا شعبويًا وتتبنى أهداف المؤسسات الممولة وغاليا  ما تكون من النخبة ،  وتستخدم وسائل إعلام ذات توجهات يمينيّة... وكتبت عن الحركة نيويورك تايمز  :" إن حركة الشاي التي كانت هامشيّة يومًا ما، أًضحت اليوم في قلب التحالف المحافظ والحزب الجمهوري. 

نحن على يقين بأن أي مسئول اميركي يقف في الجبهة المعادية لمصالح الغالبية العظمى من الشعب ، ويعمل على اسقاط ومنع قوانين تهتم بصحة الفقراء  ومحدودي الدخل من الجمهور ، وتقفل السبل بوجه مساعدات تخصصها الدولة لهم ، لن نراهم إلا في الجبهة المعادية للشعب الفلسطيني، في جبهة المحتلين  والمستعمرين الارهابيين... فليشرب بومبيو ما يشاء من النبيذ ، لكن عليه أن يعلم سلفا ان نخبه هذا الذي يحمل اسمه ومعصور في مستعمرة  ارهابيين مخلوط بدماء  آبناء آدم الفلسطينيين ، مخلوط بدماء المسيح الحقيقي وليس المزيف الذي يدعو لإتباعه .

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024