الرئيسة/  عربية ودولية

بريطانيا: انتخابات تشريعية لحسم مصير "بركست"

نشر بتاريخ: 2019-12-12 الساعة: 12:53

رام الله-وكالات-تجري اليوم الخميس الانتخابات التشريعية المبكرة التي ستحسم ما بين الخروج من الاتحاد الأوروبي بقيادة بوريس جونسون، أو تنظيم استفتاء جديد حول بريكست بقيادة العمالي جيرمي كوربن، وما سيقرر شكل الاتحاد الأوروبي ومستقبل المملكة المتحدة لعقود.

وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة السابعة صباحًا على أن يستمر التصويت حتى الساعة العاشرة مساء بالتوقيت المحلي، بعدما ظلت بريطانيا تراوح في مأزق بريكست منذ التصويت بنسبة 52% من أجل الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء جرى عام 2016.

والخروج من هذا المأزق كان تحديدا هدف رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون، حين دعا إلى هذه الانتخابات التشريعية الثالثة خلال أربع سنوات، آملا في الحصول على الغالبية المطلقة التي يفتقر إليها لطي صفحة هذه المسألة، التي تثير شرخا كبيرا في المملكة المتحدة. ويتقدم المحافظون على خصومهم العماليين بزعامة كوربن في استطلاعات الرأي حتى الآن، إلا أن الاستطلاعات الأخيرة تشير إلى اشتداد المنافسة بين الطرفين.

كوربن (أ.ب.)

كما أن الأمطار الغزيرة المتوقعة، اليوم الخميس، وصولا إلى هطول ثلوج في شمالي البلاد قد تثني العديد من الناخبين عن الخروج للإدلاء بأصواتهم من أجل اختيار نواب مجلس العموم الـ650 في انتخابات تجري وفق نظام الدائرة الفردية بدورة واحدة، على أن يفوز المرشح الحاصل على أكبر عدد من الأصوات في دائرته.

وأعلن جونسون (55 عاما) أنه "دعونا نحقق بريكست!"، مرددًا هذه اللازمة طوال حملة انتخابية باهتة.

ووعد رئيس بلدية لندن سابقا الذي حقق طموح حياته السياسية بتوليه رئاسة الحكومة على الرغم من هفواته الكثيرة، "امنحوني غالبية وسأنهي ما بدأناه، ما أمرتمونا بتنفيذه، قبل ثلاث سنوات ونصف". وأضاف موجها كلامه إلى الناخبين المؤيدين للخروج من الاتحاد الأوروبي: "تصوروا كم سيكون رائعا أن نجلس حول حبشة عيد الميلاد، وقد حسمنا مسألة بريكست".

ويقول جونسون الذي اتهم بالاستغلال السياسي بعد الاعتداء الدامي على جسر لندن في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر، أنه سيتمكن أخيرا من معالجة "أولويات" الناس وفي طليعتها الصحة والأمن.

ويعتزم جونسون في حال فوزه طرح اتفاق بريكست الذي تفاوض بشأنه مع بروكسل على البرلمان قبل عيد الميلاد، بهدف تنفيذ بريكست في موعده المحدد في 31 كانون الثاني/ يناير بعدما فشل ثلاث مرات.

وردد مرارا ممازحا "الاتفاق جاهز، عليكم فقط خبزه". ووصل به الأمر إلى القيام ببادرة رمزية حين حطم بجرافة جدارا غير حقيقي يرمز إلى "مأزق" بريكست.

لكن المعارضة نددت مجددا في اليوم الأخير من الحملة بأكاذيبه، ولا سيما وعده بالتوصل إلى اتفاق تجاري بعد بريكست مع الاتحاد الأوروبي خلال أقل من سنة، وهو وعد تعتبره بروكسل غير واقعي وفق ما أوردت الصحافة.

من جهته، اعتمد زعيم المعارضة العمالية، جيرمي كوربن، نبرة أكثر تحفظا وهدوءًا، غير أنه وعد بـ"تغيير حقيقي" بعد حوال عقد من حكم المحافظين، في تجمع أخير عقده مساء أمس الأربعاء في لندن.

وتهيمن على برنامجه عمليات تأميم لبعض القطاعات واستثمارات مكثفة، ولا سيما في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (إن إتش إس) التي أضعفتها سنوات من التقشف.

وراهن الزعيم العمالي على هذه المسألة التي تعتبر من أولى مواضيع اهتمام الناخبين، فاتهم المحافظين بأنهم يعتزمون بعد بريكست بيع هذه الهيئة التي تقدم خدمات مجانية والتي تلقى تقديرا كبيرا من البريطانيين لشركات أميركية.

وأعلن مختتما حملة واجه فيها اتهامات بعدم التحرك حيال معاداة السامية داخل حزبه، "الخيار المطروح أمامكم، أنتم شعب هذا البلد، هو خيار تاريخي حقا".

في المقابل، أبقى كوربن على موقف ملتبس حيال بريكست، فوعد في حال فوزه بالتفاوض مع الأوروبيين بشأن اتفاق جديد أكثر مراعاة لحقوق العمال، يطرحه في استفتاء يكون البديل فيه البقاء داخل الاتحاد الأوروبي، على أن يبقى هو نفسه "حياديا".

وأشار آخر استطلاع للرأس نشره معهد "يوغوف" في وقت متأخر، الثلاثاء الماضي، إلى تصدر المحافظين متوقعا حصولهم على غالبية مطلقة من 339 مقعدا، لكن هامش الخطأ فضلا عن احتمال اختيار الناخبين التصويت المجدي وصعود حزب العمال في الفترة الأخيرة، كلها عوامل قد تقود إلى برلمان بلا غالبية كما في العام 2017.

وقال مدير البحث السياسي في "يوغوف"، كريس كورتيس، متحدثا لوكالة فرانس برس "الناخبون... أكثر تقلبا من أي وقت مضى"، ويرى أن نتيجة المحافظين ستتوقف إلى حد بعيد على قدرتهم على جذب ناخبي الدوائر التي تصوت تقليديا للعماليين في وسط إنكلترا وشمالها، غير أنها مؤيدة لبريكست.

كما ينبغي النظر إلى نتائج الأحزاب الصغيرة مثل الليبراليين الديموقراطيين والقوميين الأسكتلنديين، التي قد تنتزع من المحافظين والعماليين على السواء بعض المقاعد، غير أن ذلك لن يكون كافيا للتأثير على نتائج الحزبين الرئيسيين.

anw
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024