الرئيسة/  مقالات وتحليلات

مطلوب (كيرن هايسود عربي) إعادة توطين العرب اليهود (الجزء الآخر)

نشر بتاريخ: 2019-09-08 الساعة: 09:54

موفق مطر وجب تسليط الضوء في الجزء الآخير من مقالتنا على (الكيرن هايسود) الصهيوني فحتى يتسنى لمن لم يقرأ الجزء الأول أخذ فكرة عن هدف عنوان الكتاب (مطلوب كيرن هايسود عربي) الذي كتبه الرئيس محمود عباس في منتصف الثمانينيات ومنشور على موقع الرئيس على شبكة الانترنت.
أسست الحركة الصهيونية ما عرف بـ (الكيرن كايميت والكيرن هايسود) حيث كان الاسم الأول لجمعية تعمل على تهيئة اليهود في العالم لقبول أفكار الحركة الصهيونية، فيما الهايسود بمثابة شركة تولت امر اقتلاع اليهود من مواطنهم وبلادهم الأصلية، وتأمين وصولهم وإسكانهم فيما وصفته الحركة الصهيونية بأرض الميعاد (فلسطين) أما بريطانيا الدولة الاستعمارية العظمى حينها فقد قدمت مساحات كبيرة جدا من اراض فلسطينية حكومية (املاك عامة) كهبة للصندوق.
خلاصة الجزء الأول من مقالنا المرتكز على كتاب الرئيس مضمونا، كانت أن اليهود وتحديدا العرب منهم والشرقيين السفارديم والمضللين من الغربين الأشكناز كانوا ضحايا الحركة الصهيونية، وأن معظمهم يبدأ بالبحث عن سبل التحرر والخلاص من قيودها بعد فترة بسيطة من وصوله الى أرضنا المحتلة.
أدرك العرب اليهود والشرقيون "السفارديم" أن الحركة الصهيونية اتخذتهم أدوات، عندما أخذت الآمال والأحلام التي وعدتهم بها الوكالة اليهودية تتبخر فور مغادرتهم اوطانهم الأصلية، وبدأوا يدركون الهدف الحقيقي للوكالة اليهودية، ويكفي وضع هؤلاء في مستعمرات ومواقع حدودية ليتلقوا النيران، فيما الأشكناز (اليهود الغربيون) كانوا منشغلين برسم الخطط للسيطرة على المناصب واعتلاء سدة القرار في المواقع المتقدمة بالمؤسسات وحتى الوزارات فيما بعد. ثم سرعان ما بدأت موجات الهاربين مما يسمى (نعيم الصهيونية) وفي الجزء الأول امثلة على ذلك.
اليوم وبعد سبعة وثلاثين عاما على الطبعة الأولى لكتاب الرئيس محمود عباس وثمانية اعوام على الطبعة الثانية نقول بوجوب تأسيس صندوق عربي أي (كيرن هايسود عربي) لإنقاذ العرب اليهود من جحيم الصهيونية، وإعادة توطينهم في بلادهم الأصلية التي اقتلعوا منها بمؤامرة تعتبر الأخطر في تاريخ البشرية.. بعد جريمة ابادة الهنود الحمر في ارض ما تسمى الان الولايات المتحدة الأميركية، وعلينا التذكر دائما أن الحركة الصهيونية قد فشلت في تحقيق هدف ابادة الشعب الفلسطيني، لكن وارثي مخططاتها لم ولن يتوقفوا عن تحقيق هدفين مزدوجين، الأول اقتلاعنا نحن الفلسطينيين من ارضنا وتهجيرنا، واقتلاع العرب اليهود ومواطني دول اخرى من بلدانهم وتهجيرهم وإجبارهم على الهجرة الى دولة الاحتلال (اسرائيل الناقصة) تحت ضغط مقولة كراهية اليهود في العالم (معاداة السامية) ودوي التفجيرات التي تطال مؤسساتهم في مدن العالم التي يتواجدون فيها بأرقام كبيرة، تفجيرات ثبت تواطؤ قيادات في الوكالة اليهودية وموساد (دولة اسرائيل الناقصة) في تدبيرها، لدفع الضحايا الى جحيمها.
اليوم نطالب بخطة عربية، وصندوق عربي لدعم العرب اليهود المتطلعين للعودة الى ديارهم وجذورهم، الى ثقافتهم التي لم تستطع كل برامج التغريب الصهيونية التأثير فيها، فهؤلاء لا يستذكرون تراثهم العربي والشرقي وحسب، بل يعيشونه بكل حيثياته وتفاصيله، ويأخذهم الحنين الى بلادهم الأصلية، في العراق واليمن والمغرب وسوريا وتونس ومصر وليبيا الى حد البكاء على ماض يتمنون تذوق بعض نعيمه في بلدانهم الأصلية، قبل ان تطالها يد مؤامرة الوكالة اليهودية وسلطات الاستعمار آنذاك وأمراض شخصيات رسمية وحزبية عربية آنذاك كانت مصابة بداء الحكم والقفز الى سدته بأي ثمن.
نريد تحرير العرب اليهود من كل القيود التي أجبرتهم على ان يكونوا بإرادتهم او رغما عنهم في الصف المعادي لنا، وبدأنا تكريس بتعزيز وسائل التواصل معهم بشكل رسمي عندما أسست منظمة التحرير الفلسطينية (لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي) منذ العام 2012، رغم علم الجميع أن التواصل الحقيقي قد بدأ سنوات عديدة قبل أن تصبح الفكرة مقبولة فلسطينيا وعربيا حتى.
"بدأ التقارب يظهر بيننا وبينهم خلال اتصالات متواضعة، وبعض النشاطات الثقافية الفنية التي تعبر عن ارتباطهم بأوطانهم الأصلية، وحرصهم على ثقافتهم الموروثة، وهذه تساعد على التقارب بيننا وبينهم، وازالة حواجز كثيرة فرضتها سياسات مرسومة منذ البداية نفذها اشقاء منذ البداية بوعي او دون وعي، لذا نقول لهم بكل مرارة: "الله لا يسامحكم ظلمتونا وظلمتوهم".
"يستشيط الصهاينة غضبا عندما يحصل أي تقارب بيننا نحن الفلسطينيين وبين العرب اليهود" لكنهم لا ينفعلون الى هذا الحد عندما يتم التواصل مع الأشكناز (اليهود الغربيين) والسبب واضح وبسيط للغاية، فهؤلاء العرب اليهود مازالوا عربا في شخصيتهم وثقافتهم وتاريخهم وحتى مستقبلهم الابدي فانهم لا يرونه إلا في بلدانهم الأصلية.
وضع الرئيس محمود عباس خاتمة لكتابه (الصهيونية بداية ونهاية) المنشور ايضا على موقعه، حيث جاء في البند الخامس منها ما يلي: "بدات الصهيونية غريبة، وستنتهي غريبة، كانت تبدو لنا قدرا فأصبحت نهايتها قدرا، اليهود ضحيتها، ونحن ايضا ضحيتها، ونحن واليهود سنتكفل بالقضاء عليها، لنعيش بعدها في وطن رحب واسع مليء بالخيرات تكفي الجميع، وتظلل الجميع بالخير والمحبة والمساواة".
نحن- الفلسطينيين- الضحية الأولى أما الضحية الثانية فهم العرب اليهود الذين تم اقتلاعهم بفكي كماشة الخديعة والإرهاب المنظم والمبرمج!
كتب الرئيس في البند الرابع من خلاصة كتابه الصهيونية بداية ونهاية: "رحل عنها الناس (عن الصهيونية) حينما اتيح لهم الرحيل، حينما وجدوا من يحميهم ويخفف عنهم، حاربوها وتصدوا لها وتحملوا في سبيل ذلك كل الوان الاضطهاد والاذلال والقهر، التقى منا ومنهم الفكر وتشابكت الأيدي وارتفعت الأصوات واحدة تدوي، لتسقط الصهيونية وستسقط".
لا يحتاج العرب في المستوى الرسمي للتطبيع مع مؤسسات حكم الحركة الصهيونية في اسرائيل، لكن العرب اليهود في اسرائيل يحتاجون عون العرب القادرين فعلا على وضع برنامج زماني ومكاني يحررهم من قيود دولة استعمارية عنصرية استثمرت أرواحهم وعقيدتهم وبناهم الفكرية والشخصية تماما كما استثمرت وجودهم المادي، ثم تركتهم بقايا صناعية، أو كركام خلفته الصدامات والصراعات على مدى مئة عام ونيف!
يمكن للعرب على المستوى الرسمي الغاء كل القوانين التي تمكن هؤلاء من العودة الى مدنهم العربية وبيوتهم في احيائها ليعيشوا بسلام وأمان، وبإمكانهم أيضا تقديم خدمة للقضية الفلسطينية اذا قدموا للعرب اليهود ما يساعدهم على استعادة املاكهم، ومساعدتهم في انشاء صورة حديثة للمجتمع تهيئ لاندماجهم بدون عوائق ثقافية او سياسية، فالديمقراطية فكرة عظيمة توفر مبدأ المساواة والعدل والاندماج لكن المال العنصر المادي الفاعل لتجسيد ذلك على ارض الواقع، لذا نحن بحاجة الى (كيرن هايسود عربي).

anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024