الخارجون عن القانون و"دواعش طهران"!
نشر بتاريخ: 2024-12-17 الساعة: 04:08
الكاتب - موفق مطر
اخذ الحق الفلسطيني (القضية الفلسطينية) وسيلة لبسط نفوذ هذه الدولة أو تلك، وتحقيق مكاسب سياسية داخلية، واختراقات إقليمية، وإنشاء قواعد تابعة، ليس ماليا ولوجستيا وحسب بل بنشر مفاهيم مستخلصة من خلطات خاصة حسبتها بميزان دقيق مرجعيات طائفية ومذهبية، وسياسية، لتسهيل عملية شق وحدة الشعب الفلسطيني الوطنية، وإضعاف جبهته الداخلية،تمهيدا لضرب حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، واسقاط المشروع الوطني، وسلب القرار الفلسطيني ليكون ورقة رابحة في المساومة مع دول استعمارية كبرى !! أما النظام الفارسي في طهران، فتدخلاته، ومحاولة تكريس وجوده عمليا على ارض فلسطين، عبر ظهور مجموعات فلسطينية مسلحة، تعلن ولاءها جهارا نهارا لطهران من جهة، ومن الجهة الأخرى (داعش) المصنعة في مختبرات ملالي واستخبارات طهران، مجموعات ظهرت في ذروة حملة الابادة الصهيونية على الشعب الفلسطيني، وتسللت الى مخيمات فلسطينية، وتموضعت فيها، وتتلقى أوامرها الممولة من ضباط ( فيلق القدس )، لتبدأ في مراكمة ذرائع، تحتاجها منظومة الاحتلال لتنفيذ الجزء الآخر من خطة الابادة والتهجير القسري في الضفة الفلسطينية بعد غزة ! ..فهؤلاء معنيون بتدمير المشروع الوطني الفلسطيني، ومنع الشعب الفلسطيني من تحقيق هدف الحرية وقيام دولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس، لتبقى قضية ما يدعونه (الجهاد والمقاومة ) من اجل فلسطين، حجتهم الأعظم والأشد تأثيرا، لاستمرار آلية قمع الشعب الايراني والتنكيل بأحراره، ونهب ثرواته، وتبديدها بحجة تصدير "الثورة الايرانية " وليس من باب المصادفة، انزال هذه المجموعات في شوارع مدن ومخيمات فلسطينية، بالتزامن مع سقوط آخر أحجار ( دومينو ) محورهم الهش !..لتسلب وتنهب ممتلكات حكومية رسمية، وتطلق النار على مقرات المؤسسة الأمنية الفلسطينية، وتروع المرضى والمواطنين في مستشفيات مدينة جنين، وتهدد أرواحهم وممتلكاتهم، وتزرع عبوات، وسيارات مفخخة بالمتفجرات في شوارع عامة تعج بالمواطنين، وتعلن بشرائط مصورة ( فيديوهات ) مسؤوليتها ومبايعتها لملالي الفرس في ايران، و(داعش )، والباعث على الريبة التي استدعت تدخلا سريعا من المؤسسة المكلفة بإنفاذ القانون، وحماية المواطنين من العبث بأرواحهم وممتلكاتهم، ولوأد الذرائع التي تنتظر اقدام هذه المجموعات على وضعها على سلة من ذهب، وتقديمها لحكومة منظومة الصهيونية الدينية، لاستكمال المرحلة الأخرى من الابادة، ونسف المشروع الوطني واقتلاعه من جذوره، فهذه المجموعات الخارجة عن القانون، نزلت بعملية ارهاب وإرعاب غير مسبوقة، وكل ذلك على مرأى ومسمع اجهزة استخبارات منظومة الاحتلال ( اسرائيل ) التي تراقب وتعلم كل صغيرة وكبيرة، بل وتقصف وتغتال من تعتبره تهديدا ... وهنا وفي اللحظة المناسبة اقتضت المسؤولية الوطنية، والمصالح العليا للشعب الفلسطيني تدخل سلطة القانون الفلسطيني، والمؤسسة المكلفة بإنفاذه لاجتثاث هذه الحالة المسيرة من طهران، لكن وبنفس اللحظة، اطلقت فضائية كبرى، لطالما جبلت رسائلها الاعلامية بالخديعة والتضليل والكذب على الناس، حملة مساندة وتغطية للخارجين عن القانون، تماما كما فعلت في مرات سابقة عندما ساهمت بتهيئة كل الارهاصات اللازمة لتبرير انقلاب حماس الدموي سنة الفين وسبعة، وإنشاء وتكوين الذرائع لمنظومة الاحتلال قبل وأثناء جريمة الابادة والتدمير المستمرة منذ السابع من اكتوبر من السنة الماضية .
إن خروج جماعة مسلحة عن القانون الفلسطيني، ومحاولة افرادها كسر ذراع السلطة الوطنية الفلسطينية، وإضعاف هيبة القانون والمؤسسة الأمنية، مستترة برموز مموهة بشعارات وطنية، وتطوع البعض كجنود مطيعين لخدمة اجندات دول وقوى اقليمية، بمسارات متعددة عبر تشكيل جماعات مسلحة، أو جماعات سياسية، أو منظمات مموهة بعناوين نبيلة اسماء لكنها في الأصل اشبه بكلمات سر صممت بمعرفة ما يسمى (الحرس الثوري الايراني)، لا يمكن اغفال خطرها الجسيم، في هذه اللحظة الفاصلة من تاريخ كفاح الشعب الفلسطيني، لذا فإن الضمير الوطني يحتم علينا موقفا اخلاقيا، وطنيا مع ضباط وأفراد المؤسسة ألأمنية، الذين نثق بقدرتهم على انفاذ القانون، وتخليص شعبنا من خارجين عن القانون، يسعون لأخذ المخيم والمدينة في الضفة الفلسطينية، الى مصير، طبق الأصل، لمصير مخيمات ومدن وبلدات قطاع غزة.
mat