الرئيسة/  مقالات وتحليلات

أثر السلم الأهلي والقضاء على الفلتان في المجتمع الفلسطيني

نشر بتاريخ: 2024-12-12 الساعة: 12:04

 

خضر رامية


أصبح السلم الأهلي حجر الزاوية لاستقرار المجتمعات وتحقيق نهضتها. السلم الأهلي ليس مجرد مفهوم نظري أو شعار يرفع في المؤتمرات والندوات، بل هو مطلب حيوي يرتبط ببقاء وحماية الأجيال القادمة من ويلات الفوضى والانقسام.

السلم الأهلي يمثل حالة من التناغم وتقبل بعضنا البعض في المجتمع، بغض النظر عن الاختلافات الثقافية  أو السياسية. إنه الأساس الذي يبنى عليه الأمن والاستقرار، ويعتبر مفتاحا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. فبغيابه، تتحول المجتمعات إلى ساحة صراع تغيب فيها العدالة وتنتشر الفوضى.

فالسلم الأهلي يمنع النزاعات الداخلية ويوفر بيئة آمنة تتيح للمجتمع التركيز على البناء والتطوير.

الانقسام الداخلي والفلتان يقودان إلى انهيار المؤسسات وضعف السيادة الوطنية، مما يفتح الباب أمام التدخلات الخارجية وحرف البوصلة الوطنية.

وهناك عدة صور للفلتان الذي يضرب مجتمعنا:

-  كالفلتان الاجتماعي الذي يضعف الروابط بين أفراد المجتمع ويساهم في تفكك النسيج الاجتماعي.

- والفلتان الأخلاقي الذي يفسد القيم المجتمعية ويشجع على الفساد والانحراف.

- والفلتان الإعلامي الذي يخلق حالة من التضليل ونشر الشائعات التي تزيد من حدة التوترات وشحن الاجواء بين الاطراف.

ولتحقيق السلم الأهلي لا بد من تعزيز سيادة القانون، فلا يمكن تحقيق السلم الأهلي دون تطبيق القانون بشكل عادل وشفاف على الجميع ومحاسبة كل من يساهم في زعزعة الأمن أو يشعل الفتن، وإحياء ثقافة الحوار وبناء جسور التواصل بين مختلف الأطراف والفئات، وتشجيع المصالحة الوطنية والعمل على استنهاض الفصائل الوطنية للوقوف عند مسؤوليتها بهذا الموضوع.

وبتقوية الأجهزة الأمنية لضمان تطوير النظام القضائي ليكون رادعا للجرائم ومرجعا للعدالة.

وتعزيز قيم التسامح والتعايش من خلال المناهج الدراسية ووسائل الإعلام وعمل جلسات توعوية من خلال مدراء المدارس للطلبة وإشراك رجال الدين من خلال وزارة الاوقاف بتخصيص خطبة الجمعة لنشر الوعي بأهمية السلم الأهلي.

فالسلم الأهلي هو صمام الأمان للمجتمعات وشرط أساس لتحقيق الاستقرار والازدهار. والفلتان بكل أشكاله يهدد هذا السلم ويعطل مسيرة التقدم.

لذا، فإن مواجهة هذه التحديات تتطلب وعيا شعبيا، وتكاتفا بين جميع مكونات المجتمع، إضافة إلى فرض القانون وتحقيق العدالة. وتذكروا دائما أن النضال ليس فقط بالسلاح، بل بالكلمة، وبالتعليم، وبالصبر.

"السلم الأهلي ليس خيارا، بل ضرورة تمس حياة كل فرد ومستقبل الأجيال القادمة".

"الوطن يحتاج إلى أبنائه متكاتفين، متحدين، ومخلصين".

Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024