الرئيسة/  مقالات وتحليلات

لغة "الحاوية" العنصرية على لسان ترامب!

نشر بتاريخ: 2024-10-27 الساعة: 14:42

 

- موفق مطر


ربما نحتاج الى بحوث ودراسات للإجابة على سؤال: هل العنصرية تكون المنهج الاستعماري، أم أن الافراط بالمنهج الاستعماري يؤدي الى تكوين العنصرية، لكن ماذا لو قلنا ان العنصرية هي أم كتب المرجعية النظرية للمستعمرين، وأن المستعمرين يستقوون ويتسلحون بنظرية التفوق العرقي (العنصرية) بالتوازي مع غزوات وحملات عسكرية على شعوب في بقاع الأرض ما زالت تؤسس مقومات نهوضها .. ونعتقد أن برهاننا المادي موجود، نسمعه ونراه كل يوم، ليس هذا وحسب، بل ان أثر افعاله  وقراراته بوجهيها الاستعماري والعنصري ماثلة للعيان، فقد ابرزها دون ادنى اعتبار للقيم الانسانية المعاصرة، والشرائع والقوانين الدولية التي تعتبر نموذجا لرؤية المجتمعات الانسانية المتمدنة الحضارية للحاضر والمستقبل، بمجال لا محدود من التطوير والسمو .

 إنه دونالد ترامب، الذي اعتبرناه " بلفور الثاني " عندما تفاخر بقرار اعتبار القدس عاصمة موحدة لمنظومة الاحتلال الاستعمارية الصهيونية العنصرية ( اسرائيل ) حيث منح ما لا يملك (القدس) لمستخدميه في القاعدة الاستعمارية الأعظم في الشرق الأوسط المسماة (دولة اسرائيل) ثم برزت عنصريته بشكل فظ عندما اتخذ الفلسطيني " نموذجا للسوء " خلال احاديثه ودعايته الانتخابية ضد الرئيس الأمريكي الحالي (جو بايدن) وقد كشف بلسانه أسباب هذا الحقد والكراهية للشعب الفلسطيني وقيادته، عندما قال يوما: "لقد قطعنا المساعدات عن الفلسطينيين لأنهم لا يحترموننا" وهو في الحقيقة كان يقصد "لأنهم لا يخضعون لخطته الاستعمارية التي صيغت كحل اقتصادي مالي، أما الاحتلال والاستعمار الاستيطاني فإنه يبقى بيد جنرالات وساسة الوكيل الاستعماري (اسرائيل)، وقد قلنا حينها ان ترامب بمنهجه: الاستعماري العنصري، يعتبر خطرا على الشعب الأميركي، وشعوب العالم، واستقراره وأمنه وسلامته، وعلى السلام كمنهج ورسالة، بعدوانه المباشر على الحقوق التاريخية والطبيعية والإنسانية والسياسية للشعب الفلسطيني، المعترف بها، ففلسطين كانت صارت وما زالت فصلا في قاموس وخريطة العالم الجيوسياسية، ومعيارا لعدالة ونزاهة وإرادة الشرعية الدولية، ونزيد على تقديرنا  بأنه سيتفوق على (ادولف هتلر) بسبب تضخم عقيدته (بالتفوق العرقي).

لقد وقف رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية  بشجاعة غير مسبوقة، بوجه خطة ترامب الاستعمارية، ووجه له صفعة بقوة 14 مليون فلسطيني، كبحت جماح طموحاته الاستعمارية التي منحها اوصافا نبيلة، (كالاتفاقيات الابراهيمية) للتعمية والتمويه على عنصريته الاستعمارية، أو على منهجه الاستعماري العنصري، فخرج من البيت الأبيض دون انتزاع موقف سياسي واحد من القيادة الفلسطينية للتباهي به كانجاز!!

أما اليوم فإن ترامب المكشوف والمعلوم جيدا بالنسبة لنا، والمتفاخر بعقيدته السياسية الصهيونية، قد وضع نفسه بمواجهة معظم شعوب وأعراق وأجناس العالم، كأفظع شخصية عنصرية استعمارية، أو افظع شخصية استعمارية عنصرية بقوله: "لقد تحولت الولايات المتحدة الأميركية الى حاوية لقاذورات الشعوب الأخرى" نطق بما يعتبر اشد تدميرا بمليار مرة من دمار قنبلتين  ذريتين  ألقيتا على مدينتي هيروشما وناغازاكي اليابانيتين، ذلك أنه على علم ويقين أن شعب الولايات المتحدة الأميركية يتكون من أعراق انسانية وجنسيات شعوب العالم كافة، حتى ولو بنسبة واحد من المليون، ثانيا: أنه قد افصح عما يعنيه بشعاره الانتخابي: "اجعل أميركا عظيمة"! ثالثا: قد كشف عن فحوى ومضمون خططه الاستعمارية الجديدة وفيضان العنصرية الذي سيغرق به دولا كثيرة، اذا وصل الى البيت الأبيض مرة ثانية، فنحن نتوقع أن يكون ضحاياه الذين ما زالوا يعتقدون (بنظرية التفوق) مثله، أما نحن فقد قمنا بواجبنا وكشفنا خطره، وخطر ما يمثله على حاضر ومستقبل الأمان والسلام في العالم.

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024