محاور وأهداف استراتيجية!
نشر بتاريخ: 2024-08-23 الساعة: 04:45
موفق مطر
رئيس حكومة منظومة الاحتلال الاسرائيلي الاستعمارية العنصرية بنيامين نتنياهو قال: "لن نتخلى عن انجازات استراتيجية كمحور فيلادلفيا ونتساريم مهما بلغت الضغوط"، وهذا اثبات وتأكيد جديد على صحة تقديراتنا ورؤيتنا لأهداف حملة الابادة على الشعب الفلسطيني وذروتها الدموية التدميرية في قطاع غزة، التي ما زال البعض يحصرها في مصطلحات وعبارات محدودة كـ: "الحرب على حماس" و"الحرب في غزة" حتى أن وسائل اعلام عملت على تضليل المتلقي في الدوائر الثلاث: الفلسطينية، والعربية والأجنبية، مستخدمة أسماء مذيلة بتعريف مثل خبير في (كذا) استراتيجي او رئيس مركز (كذا) الاستراتيجي فتمر اللعبة على المشاهد والمستمع مصدقا كلاما يبدوا كبيراً وعصيا على فهم العامة من الجمهور، لكن العارف بحيثيات الوقائع والمتابع لحظة بلحظة للأحداث يستطيع وضع النقاط على الحروف والخطوط الحمراء تحت كل كلمة ينطقها هؤلاء الذين استمرأ بعضهم لعبة التضليل المدفوعة الأجر ينفخون الكلام ويضخمون الوقائع التي يريدون ويمنحونها أوصافا ومسميات طاووسية مشتقة من قاموس (البزنس الاعلامي) ويعزفون على وتر الوسيلة الاعلامية ولا ندري نوع الضمير الانساني والمهني والأخلاقي الذي يجعلهم لا يرون حيثيات الابادة خلال 321 يوما أهم أهداف حملة الابادة الاستراتيجية حتى لو كانت غير معلنة رسميا لكن وزراء الصهيونية الدينية في حكومة نتنياهو يصرحون علنا بذلك ويدعون الى قتل المواطنين الفلسطينيين بالتجويع والأوبئة والأمراض ونسف مراكز الايواء وتشريد النازحين وإجبارهم على الهجرة القسرية حتى أن ثلاثة ارباع مدن وبلدات ومخيمات قطاع غزة بجامعاتها ومدارسها ومنشآتها الحيوية وبنيتها التحتية وكذلك في مخيمات ومدن فلسطينية في الضفة الغربيةباتت ركاما وغير صالحة للحياة أو للعمل كأماكن آمنة.
نعتقد أن منظومة الاحتلال الاستعمارية ستطور وتوسع سيطرتها على محاور استراتيجية اخرى في قطاع غزة ومنها محور مستوطنات غوش قطيف سابقا حتى سنة 2005 قبل اعادة انتشار قوات الاحتلال وفق خطة "اريئيل شارون" حيث يبتدئ هذا المحور بحاجز من شارع صلاح الدين المعروف سابقا بمفترق المطاحن أو حاجز ابو هولي ويفصل محافظتي خانيوس ورفح عن المنطقة الوسطى (دير البلح والنصيرات) حتى المحور المسمى اليوم بمحور نتساريم الذي يبدأ من ناحية غرب شارع صلاح الدين من عند "ميدان الشهداء" الذي كان معروفا أثناء ولاية مصر على قطاع غزة باسم "البوليس الحربي" أما من ناحية الشرق فإن الشارع موصول بمجموعة مستعمرات ومعسكرات لجيش الاحتلال وتقديراتنا أن منظومة الاحتلال تخطط لاحتلال قطاع غزة لسنوات وسيتأكد العالم من حقيقة هذا الهدف إذا اعلن جيش الاحتلال تطوير وتوسيع الشارع الرابط بين صلاح الدين من الشرق وشارع الرشيد الموازي للبحر غرب غوش قطيف حتى أن الحملات التدميرية التي تستهدف شمال شرق خانيونستوحي بقرب اعلانه محورا استراتيجيا حال استكمال تأمين المحور وتحديد من أي وجود سكاني فلسطيني فجنرالات منظومة الاحتلال يدركون جيدا حاجتهم الى واقع جديد يمنع قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران سنة 1967 واحتلالهم لقطاع غزة يؤمن لهم تحقيق هذا الهدف الى يوم تنشأ فيه وقائع جديدة فلسطينيا وعربيا وإقليميا ودوليا يوظفونها لفرض منظورهم للأمن والاستقرار في المنطقة وقد تبلغ المدة الزمنية في اقصر تقدير مابين اربع وخمس سنوات وهي فترة حكم الرئيس الأمريكي المنتخب القادم الى البيت الأبيض فالإدارة الأمريكية إما عدائية للشعب الفلسطيني وقيادته أو معطلة (بالفيتو) لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بحقوق الشعب الفلسطيني ناهيك عن تحالفات دولية وإقليمية آخذة بالتبلور في المنطقة تؤخر أي ضغوط دولية مؤثرة على اسرائيل من دول كبرى في مجلس الأمن والحلف الأطلسي فإسرائيل كانت وستبقى مشروعا استعماريا وستبقى مؤمنة بحماية بلا حدود والدليل القاطع في هذه الأيام حيث حركت الأساطيل ونشرت القوات للدفاع عن اسرائيل وللهجوم اذا اقتضى الأمر كما صرح وزير الدفاع الأمريكي. ونعتقد في هذا السياق أن دولة أو قوة اقليمية ايا كانت مرجعياتها السياسية لن تورط نفسها في حرب اقليمية من اجل سواد عيون الفلسطينيين لكنها لن تكف عن استخدام فصائل أو جماعات فلسطينية لتحقيق اهدافها التي لا علاقة لها بتحرير القدس والأقصى كما يروجون ويدعون فهذا هتاف تعبوي تقتضيه المناورات الفعلية لتحقيق اهداف استراتيجية غير معلنة ايضا أهمها الاستحواذ على نفوذ ما عبر جماعات مستعدة للعمل لصالح اجندات لا وطنية، أو سيطرة مباشرة على دول عربية اضعفتها وأنهكتها الصراعات الداخلية.
mat