الرئيسة/  مقالات وتحليلات

أبو مازن.. منطق رئيس الدولة في المنتدى العالمي

نشر بتاريخ: 2024-04-30 الساعة: 20:47

أبو مازن.. منطق رئيس الدولة في المنتدى العالمي

 موفق مطر

 

برهن الرئيس أبو مازن بكلمته على منصة المنتدى الاقتصادي العالمي على أن لفلسطين رجال دولة قادرين على منح الدولة الفلسطينية الصورة اللائقة بشعب مناضل من اجل الحرية والاستقلال فالحضور السياسي والاقتصادي العالمي الرفيع المستوى كان ينتظر مضمون ومنطق رسالة رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية  ورئيس دولة فلسطين في هذا المؤتمر في هذه اللحظة المصيرية العاصفة بمآسي ومعاناة حملة الابادة الدموية التي تشنها منظومة الاحتلال والصهيونية الدينية الاستعمارية على الشعب الفلسطيني..ونعتقد أن العالم المتابع باهتمام لأدق التفاصيل في هذا المنتدى قد تبلغ فحواها عندما وضع رئيس الدولة  الحقائق والوقائع والمواقف والمبادئ والأهداف الوطنية وإستراتيجية السياسة الفلسطينية مباشرة في فضاء ضمائر المسؤولين عن امن واستقرار وسلام هذا العالم وازدهاره اقتصاديا وتجلى هذا بالبعدين السياسي والأخلاقي لكلمة الرئيس واللغة الصريحة الواضحة والمحددة المقاصد التي تميز بها سيادته عن غيره من رؤساء وملوك وقادة العالم.

أيقظ  الرئيس ذاكرة العالم وأشار الى أسباب مآسي ومعاناة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس وفي كل مكان من فلسطين التاريخية والطبيعية وأشار بدبلوماسيته الصريحة  المعهودة   الى المسؤولين عن نكبة الشعب الفلسطيني الأولى والثانية أيضا والثالثة ايضا بقوله  :" عندما نتحدث عن غزة لا بد لنا أن نعود 75 سنة الى الوراء إلى الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية الذي ما زال الى يومنا هذا دون أي تحرك أو أي تغيير، فالشعب الفلسطيني يعاني من هذا الاحتلال والعالم يتفرج !! " .. ورغم الجرائم والمجازر الاسرائيلية فإن حركة التحرر الوطنية الفلسطينية قد نظمت ضوابط أخلاقية رافضة ومانعة  " للاعتداء على المدنيين أيا كانت توجهاتهم وانتماءاتهم " كما قالها الرئيس حرفيا . ونعتقد أن الرئيس قد شرح المقصود – غير منقوص - من مصطلح ( المدنيين ) بقوله :"  طالبنا بوقف العدوان على شعبنا وإمداد السكان في كل قطاع غزة بالمواد الإنسانية  " .. وأسقط مبررات حكومة منظومة الاحتلال بقوله :" لقد استغلت اسرائيل السابع من أكتوبر، وذهبت لتعتدي على اهل غزة بحجة الانتقام من حماس ولكنها في الواقع  تقتل المدنيين وتنتقم من الشعب الفلسطيني !.

حمًل الرئيس ابو مازن ( العالم المتفرج ) مسؤولية تكرار مآسي 1948 و1967 ومن نكبة جديدة افظع من سابقاتها اعتبرها " أكبر كارثة في تاريخ الشعب الفلسطيني " ستحصل اذا اجتاح الجيش الاسرائيلي رفح حيث تَجَمًعَ أكثر من مليوني نازح خلال الأشهر السبعة الماضية ووضع النقاط على الحروف ليعرف القاصي والداني اننا نعرف المسؤول الأول عن نكباتنا بقوله :" إن إسرائيل تحتاج لمن يأمرها، الى من يتحدث معها بقوة، لإيقاف هذه الجريمة وبأن هذا العمل غير جائز والجهة الوحيدة القادرة في العالم - التي نحملها المسؤولية - هي الولايات المتحدة الأميركية " ..لكن الرئيس لم يكتف بالتشخيص وحسب بل قدم العلاج الأمثل ليس لفلسطين وحسب بل للعالم ومركزه الحيوي الشرق الأوسط بقوله :" لا بد في النهاية من حل سياسي يجمع قطاع غزة والضفة الغربية والقدس في دولة فلسطينية مستقلة من خلال مؤتمر دولي " وعاد الرئيس ليختم من ذات النقطة التي ابتدأ منها مطالبا " العالم المتفرج " المؤثر فعلا بانسجام سياساته وقراراته والكف عن رؤية ( الحق الفلسطيني ) بعين اسرائيل وأن تبلغ الولايات المتحدة وبعض دول اوروبا المستوى المقبول من العدالة كحد ادنى والاعتراف بدولة فلسطين اسوة باعترافها بإسرائيل  حيث ذكًر ممثلي هذه الدول الحاضرين في المنتدى " بأن الدولتين نشأتا بقرار اممي واحد 181 سنة 947". 

تحدث الرئيس في المنتدى الاقتصادي العالمي وعكس عقلية  المناضل مفكر والباحث القائد المبدع من اجل اعلاء مصالح الشعب  وتحقيق اهدافه الوطنية تحدث بمنطق رئيس دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بعد نيل الاستقلال والعضوية الكاملة في الأمم المتحدة .. دولة تحترم القانون الدولي وتفي بالالتزامات المترتبة على كل دولة عضو تعيش بسلام مع جيرانها وإقليمها ومع دول العالم  تحدث عن الأمن للجميع في سياق حل الدولتين  والسلام العادل والشامل تحدث بصراحة وصدق لأنه معني أولا وأخيرا بأمن الشعب الفلسطيني ومستقبله وببقائه الحضاري على ارض وطنه التاريخي والطبيعي فلسطين.

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024