الرئيسة/  مقالات وتحليلات

يقصفون الثقافة لإثبات حسن نواياهم (للخواجا )!

نشر بتاريخ: 2023-09-12 الساعة: 22:03

 

موفق مطر

" لكن إثارة الجدل حول الرقم اليهودي – في المحرقة - لا يقلل باًي حال من بشاعة الجريمة التي ارتكبت بحقهم. لأن مبداً قتل الإنسان - مجرد إنسان- هوجريمة لا يمكن أن يقبلها العالم المتحضر ولا يمكن اًن تقر بها الإنسانية " .الكاتب د. محمود عباس ، ورغم ذلك فنحن لسنا هنا بصدد الدفاع عن رئيس الشعب الفلسطيني ، قائد حركة تحرره الوطنية ، الرئيس محمود عباس أبو مازن ، لأنه بالأصل ليس متهما ولن يكون ، فنحن ما عرفناه وخبرناه إلا الانسان الباحث الدكتور المناضل القائد في صفوف رمز حركات التحرر الوطنية في العالم ، الوفي لقسم الاخلاص لفلسطين وانتزاع الحق التاريخي والطبيعي للشعب الفلسطيني ، عرفناه ومازال رمزا للنبل في الكفاح المشروع ، في المواثيق والقوانين الدولية الأممية ، وصادقا مخلصا بالقول والعمل ، ما عرفناه إلا شجاعا بالحق ناطقا ، عقلانيا ، عارفا ، عالما ، ومعلما ، صريحا ، لا يبتغي مغنما ولا ألقاب زعامة ... نحن هنا ليس بصدد الدفاع عن المناضل القائد المثقف الرئيس أبو مازن ، وإنما لتركيز الضوء على مستترين بقناع الثقافة ، بما فيها الكتابة والآداب والفنون ، ما زالوا ينخرون في عقل الانسان العربي وذاكرته ووعيه ، ويملأون فجوات معتمة مظلمة حفروها عن قصد بأزميل التحريف والتزوير ، ومطرقة التجهيل ببكتريا سامة ، تلتهم الحقيقة التاريخية المادية ، والمنطق الصحيح السليم لأعدل القضايا ، وأفظع مافي فعلتهم النكراء ، استباحة عقل الانسان الفلسطيني والعربي ببلدوزر ( الكذبة الصهيونية العنصرية ) أو ما تسمى ( الرواية الصهيونية ) !! فهؤلاء ينتهزون الفرص لإثبات حسن نواياهم ( للخواجا ) على حساب المعرفة والعلم ، وما أكدته الأبحاث والدراسات العلمية ، عبر تمنطقهم بمقولة ( الشعب اليهودي ) ويصطفون كمتطوعين في جبهة الهجوم والتحامل المعادية على رئيس الشعب الفلسطيني د. محمود عباس أبو مازن ، ويساهمون عن قصد بتزييف وتحريف مواقفه ومؤلفاته وكتبه المعلنة بوضوح لا لبس ، فإنهم بهذا التناقض إنما يقصفون جبهة عقل الانسان العربي عموما والفلسطيني خصوصا لإخماد وتبديد بريق جواهر الثقافة الوطنية والعربية والإنسانية التي كانت ومازالت عماد رؤيته لقضاياه المصيرية ووجوده الحضاري الانساني ، وكذلك حقوقه التاريخية في ارض وطنه العربي الكبير ، وفي ارض وطن الشعب الفلسطيني في الإطار ليس هذا وحسب ، بل اصرارهم على مخالفة منطق ومبادىء الثقافة ، ومنه العلوم السياسية المعاصرة ، وإصرارهم على منح العنصريين المبررات لانشاء ( دولة دينية ) وتحويل الدين الى ( قومية ) فأدعياء الثقافة، والنشطاءفي الحياة الأدبية والفنية هؤلاء ، ظنوا أنهم بتبنيهم الموقف الصهيوني الأمريكي والإسرائيلي من حديث الرئيس ابو مازن عن " المحرقة " وتسجيل موقف من حقائق اقتبسها الرئيس عن مؤلفين ومثقفين وكتاب وباحثين وصناع تاريخ من شخصيات – منهم يهود – ينتمون لشعوب من أعراق و جنسيات دول عديدة في العالم ، ظنوا أنهم يستطيعون اخفاء مواقفهم السياسية المعلبة والمصبوبة سلفا ، كعوائق وحواجز ، وعوارض ومعارضة عبثية لا موضوعية مناهضة لمنهج الرئيس السياسي القائم على الالتزام التام بالثوابت الوطنية الفلسطينية كما وردت في اعلان ميثاق الاستقلال عن المجلس الوطني الفلسطينية عام 1988 ، ونعتقد الى حد اليقين أنهم يعلمون جيدا أن الرئيس ابو مازن قد سبقهم بأكثر من أربعين سنة مسجلا موقفه الثابت ورفضه المطلق للجريمة ضد الانسانية أيا كان مصدرها ، فمقدمة وصفحات كتابه الأول التي ذكرناها في بداية مقالتنا ، قاطعة للشك ، وكاشفة عن نوايا حقيقية لحرفيين أهانوا الثقافة الوطنية والعربية الانسانية للشعب الفلسطيني والأمة العربية ، فالمثقف كاتبا كان أو اديبا أو فنانا أو غيرهم لا يكون كذلك اذا بقي اسير تعميمات التنظيمات والجماعات السياسية ، ولا يتحرر وينطلق في فضاء الفكر والإبداع الانساني ،مفعلا قدراته المعرفية والعلمية ، ومناهجه البحثية لاستبيان الحقيقة ، أو الكشف عن بعض جوانبها ما استطاع الى ذلك سبيلا ، لكن بروزه في اللحظات الفارقة والمفصلية ،متنطقا حزاما ناسفا ليفجره في فضاء الثقافة الوطنية الفلسطينية الرافضة بالمطلقة لمقولة ( شعب الله المختار ) التي اشتقت منها مقولة : ( الشعب اليهودي ) و مقولة : ( الدولة اليهودية ) المرفوضة أصلا من نسبة عالية من معتنقي اليهودية على تنوع اعراقهم وجنسياتهم وثقافتهم ومراجعهم الفكرية والنظرية ، فهذه ذرائع بمثابة منشطات مقوية لجماعات الاسلام السياسي الارهابية التي دمرت أوطان شعوب عربية تحت عنوان اقامة ( الدولة الاسلامية ) ، لأن تثبيت مقولة " الشعب اليهودي " في بيان سياسي لمثقفين فلسطينيين وعرب ، والكذب على الجمهور ، وتشويه حقيقة انسانية الرئيس ابو مازن أخطر أضعاف المرات من تفجيرات الارهابيين ، الذين يستهدفون المواطن فيقتلونه أو يدمرون مقدراته وموارد رزقه ، أما هذا المستتر بقناع الثقافة فإن فيروساته المشبعة بالأنا السياسية القاتلة ، فإنها إذا استوطنت العقل ، فإنها ستقضي على كل مسارات الحياة الثقافية في وطننا فلسطين ، ووطننا العربي، وبذلك فقط يتسنى للصهيونية التمدد عبر بوابة التطبيع ، والفراغ اللامحدود بالذاكرة الفردية والجمعية ، فنحن كنا ومازلنا نناضل لتحرير الانسانية من (سطوة الصهيونية) عبر انتصارنا لروايتنا الفلسطينية والعربية الموثقة في كتب تاريخ الشعوب والحضارات الانسانية ، أما اليهود الذين اجتثتهم المنظمة الصهيونية من اوطانهم الأصلية ، تحت شعار الشعب اليهودي ، وتحاول انكار ثقافاتهم الأصلية ، وصهرهم فيما يسمى ثقافة صهيونية دينية وسياسية مبتدعة ، فنحن وعلى رأسنا الرئيس ابو مازن من المؤمنين بضرورة تفكيك قيود الصهيونية عن حاضرهم ومستقبلهم ، بعدما تبين لهم زيف منطلقاتها ، وعنصرية روادها، ومنظومة الحاكمين باسمها ، ونوجه اصحاب البيان بكل مافيه من مثالب الى قراءة كتاب الدكتور محمود عباس، أي الرئيس أبو مازن " المطلوب كيرن هايسود عربي " ليدركوا سقوط حجتهم على الرئيس ابو مازن ، وهم يعلمون سلفا أنهم بتجنيهم عليه ، قد استهدفوا الفكرة بوجهيها : المناضل القائد المثقف ، أو المثقف المناضل ، والرئيس الانسان المثقف ، ولا ندري كيف غاب عنهم أن هذه السمات الشخصية هي التي يعملون على منع شعوبنا وامتنا من امتلاكها ، أكثر من عملهم على منعنا من امتلاك اسلحة حتى لو كانت نووية ... لذا اعتبروا ابو مازن اخطر فلسطيني على وجود المشروع الاستعماري الصهيوني المسمى اسرائيل .

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024