الرئيسة/  مقالات وتحليلات

هل يعيد التاريخ نفسه..!؟

نشر بتاريخ: 2023-08-20 الساعة: 10:08

 

بقلم : د. خالد جميل مسمار


تفتحت عيناي على ثورة الجزائر ..

كنت أستمع إلى "صوت العرب" وهو يذيع نشيد الجزائر الثورة (( قسما بالنازلات الماحقات والدماء الزاكيات الطاهرات)) ونشيد (شعب الجزائر مسلم)

وكانت الثورة المصرية .. ثورة الضباط الأحرار بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر تدعم بكل قوة ثورة الجزائر كما كانت تدعم ثوار أفريقيا ضد الاستعمار الفرنسي خاصة والغربي بشكل عام.

درست في القاهرة..

وعاصرت كثيرا من قادة القارة السمراء .. أمثال باتريس لومومبا _ أحمد سيكوتوري أصدقاء عبدالناصر.

تابعت مؤتمر باندونغ.. والقادة التاريخيين نهرو وناصر، وشو إن لاي وسوكارنو.

كان عصرا ذهبيا للنضال العربي والنضال الأفريقي ضد الاستعمار الغربي..

تحررت الجزائر .. وتحررت بلدان أفريقية كثيرة وانطلقت أثناءها ثورة الفتح .. الثورة الفلسطينية التي قادتها حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، واستلمت فتح وقائدها ياسر عرفات راية الثورة العالمية من فيتنام .. وعجت معسكرات فتح بالثوار من مختلف أنحاء آسيا وأفريقيا للتدريب على أيدي الفدائيين الفلسطينيين.. وأخذ قائد ثورتنا أبو عمار يجوب القارة الأفريقية داعما ومؤيدا وأصبح رمزا لثوار العالم بكوفيته الفلسطينية التي أصبحت رمزا لكل قائد.

ولكن بعد استشهاد جمال عبدالناصر ..

وبعد استشهاد ياسر عرفات..

انحسر الدعم لأفريقيا .. وتغلغل فيها الاستعمار مرة أخرى بأشكال مختلفة يسرق خيراتها كما تغلغل الصهاينة في بعض أقطارها..

كم كان هذا محزنا لي شخصيا.. فكتبت ودعوت إلى العودة لانتشال أفريقيا من الاستغلال الاستعماري لكل مواردها الطبيعية الغنية..

ولكن كانت العودة بطيئة سواء من قبلنا نحن الفلسطينيين أو القادة العرب وأحرار العالم..

وكم كان رائعا أن يبدأ الأفارقة بأخذ زمام أمورهم مرة أخرى.. وأن يعيدوا الأمل إلى شعوبهم المقهورة من خلال وعي ضباط صغار في جيوشهم الوطنية رأوا الاستغلال البشع لمواردهم الغنية من قبل الغرب الاستعماري ..

فظهر في بوركينا فاسو شاب صغير برتبة صغيرة وتولى زمام أمر بلده وطرد المستعمرين ولحقه ضابط آخر في النيجر مؤيدا من جماهير شعب النيجر ..

مما يذكرني بثورة مصر .. ثورة ٢٣ يوليو بقيادة الزعيم جمال عبدالناصر.

ها هي أفريقيا تعود وتسير على خطى الاستقلال والحرية وطرد المستعمر من جديد لتكون قوة لشعوبها المضطهدة.. وتكون عونا لقضيتنا الفلسطينية ضد المحتل الصهيوني.

فتحية لشعوب قارة أفريقيا المناضلة التي تعود لاستلام زمام أمورها وتحقق الازدهار لبلدانها وتطرد لصوص خيراتها.

والنصر دائما وأبدا للشعوب المناضلة.

 

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024