الرئيسة/  مقالات وتحليلات

التنسيق بين (الإخوان المسلمين والصهيونية الدينية) لضرب الوطنية الفلسطينية

نشر بتاريخ: 2023-03-21 الساعة: 01:49

موفق مطر


لا جديد على مواقف رؤوس فرع جماعة الاخوان المسلمين في فلسطين المسمى (حماس) سوى الاستغلال الدنيء لدماء وأرواح المواطنين الفلسطينيين في جنين ونابلس وحوارة وأريحا وبكل مكان في الضفة الفلسطينية المحتلة، دماء فلسطينيين سفكها (اخوانهم اليهود) في جيش حكومة (الصهيونية الدينية) و(العظمة اليهودية) تحت امرة ملكهم بنيامين نتنياهو.

لا جديد سوى شرعنة دعارتهم السياسية بإظهار التحالف بين (الاخوان المسلمين وفرعهم في فلسطين) ومشتقاتهم ومن امثالهم مع (الإخوان اليهود) المجرمين العنصريين، تحالف على أسس العداء المطلق للهوية الوطنية الفلسطينية، ولحركة التحرر الوطنية الفلسطينية، وبرنامج عمل استراتيجي لضرب وإسقاط منظمة التحرير الفلسطينية، ووأد تمثيلها الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وما جهر اسماعيل هنية (كبير سحرتهم) الضال والمُضَلِلْ، بهذا العداء المطلق للسلطة الوطنية الفلسطينية، ونسخ التحريض الصهيوني الاستعماري العنصري الصادر عن (اخوانهم اليهود) بالعبرية على قيادة ورئيس الشعب الفلسطيني محمود عباس ابو مازن، وترجمته الى العربية، وبثه كالسموم في مؤتمرات ولقاءات صحفية، وفي هواء فضائيات ووسائل اعلام يصرف الاخوان المسلمون عليها مئات ملايين الدولارات، لتعفين جذور الانتماء الوطني والعروبي لدى الأمة وتفوهات موسى ابو مرزوق، نائبه فيما يسمى المكتب السياسي (مغارة ضباع المؤامرة) يثبت لكل باحث عن الحقيقة أن هؤلاء لا يمتون لفلسطين وثقافة وأخلاقيات وقيم شعبها بصلة، فالهوية الوطنية الفلسطينية، والانتماء لفلسطين لا يحسب بمكان الولادة! فكم من اشقاء عرب وأجانب أحرار انتموا لفلسطين، واستشهد كثير منهم في الميادين أو ارتقت روحه، وهو فخور بأنه سيلاقي وجه ربه بانتماء طاهر نقي خالص لفلسطين الشعب والأرض (الوطن والحق التاريخي والطبيعي)، أما أن يأمر (كهنة المعبد) هؤلاء اتباعهم للنزول الى الشوارع وتحت نصب الجندي المجهول في غزة المدمر بأيديهم وكذلك في عواصم أوروبية مازالت تمنح الاخوان جرعات للبقاء على قيد الحياة، تحت عنوان المؤتمر الشعبي الفلسطيني، للعبث بالحقائق والوقائع على الأرض، ولنشر اكاذيبهم، وللقيام بدور الطابور الخامس لصالح منظومة الاحتلال، وحرف انظار الشعب الفلسطيني والأمة العربية والأحرار في العالم عن (اخوانهم اليهود) عن جيش وحكومة العدو، عن مجرمي الحرب ومرتكبي الجرائم ضد الانسانية بحق الشعب الفلسطيني، ودعوتهم لمنتسبيهم والمضللين من الجمهور الفلسطيني بالانقضاض على أجهزة السلطة الوطنية الأمنية، فهذا أمر لا يحتاج لعباقرة لتحليل ما يحدث وراء ستار من دخان (الادعاء بالمقاومة) التي باتت وبكل اسف (مقاولة) مكشوفة الاركان والقواعد والشخوص!

لا جديد في وتيرة تخوين السلطة الوطنية الفلسطينية المتصاعدة اليوم سوى تزامنها مع متغيرات دولية وتحديدا في دول اقليمية باتت ترى في سياسات ونفوذ جماعة الاخوان المسلمين عبئا، فلجأ فرعهم المسلح في فلسطين (حماس) للعب على ورقة المقاومة المسلحة في الضفة الفلسطينية، لتوسيع رقعة سيطرة الانقلابيين التي ابتدؤوها في غزة 2007، وإسقاط المشروع الوطني، بعد ضمان الاستيلاء على مؤسسات (كالبلديات) وغيرها يدعي هؤلاء وبانسجام تام مع تنظيرات بن غفير وسموتيرتش أنها ستكون ممثلا للفلسطينيين، بعد اسقاط السلطة الوطنية، والغاء الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا وحيدا للشعب الفلسطيني، وبذلك يضمن رؤوس حماس مساحة اوسع لتنفيذ مشروعهم المرتبط بأجندات قوى خارجية ودول اقليمية، مشروع يدرك نتنياهو اهميته لذلك يسمح بمرور الأموال لرؤوس حماس بالحقائب عبر شريان مطار بنغوريون، والهدف من كل ذلك اسقاط مشروع دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس من برنامج الشعب الفلسطيني النضالي والكفاحي، والتوجه نحو الخضوع للحلول الاقتصادية المالية، التي نجحت حماس بتطبيقها في غزة، حيث المعادلة القائمة الآن (المال والتسهيلات مقابل الهدوء لمستوطنات غلاف غزة).

هناك أمر آخر يجب الانتباه له، وهو أن الصهيونية الدينية الحاكمة الآن لمنظومة الاحتلال تحتاج وبقوة لظهور حماس العلني في الضفة الفلسطينية، وتعمل على تصويرها كعدو!! لتثبيت اركان دعاية الصهيونية الدينية ومخططاتها وبرنامجها السياسي القائم على اساس استخدام المصطلحات الدينية كحماس تماما، وبذلك يرى مستخدمو الدين في الولايات المتحدة الأميركية وجود طرفي صراع يستخدم كل منهما الدين، تجسيدا لرؤياهم حول معركة هارمجيدون المتخيلة في ادمغتهم فقط، لتبرير دعمهم اللا محدود لقاعدتهم الاستعمارية الأقوى في الشرق الأوسط المسماة (دولة اسرائيل).

بقي امر مهم نعتقد بوجوب اخذه على محمل الجد، وهو أن رؤوس حماس معنيون بارتقاء شهداء من صفوفها، ومن مجموعات اخرى، لاستغلال تضحيات الشباب في تأجيج الشارع الفلسطيني، واستكمال المؤامرة عبر حرف غضب الشارع نحو السلطة الوطنية، بدل توجيهه نحو الاحتلال والمستوطنين، وبذلك ينفذون خططا معدة سلفا في مكاتب الاستخبارات الاسرائيلية، عبر نشر تعاميم تخون الأجهزة الأمنية، وتتهم القيادة السياسية الفلسطينية وكذلك الأجهزة الأمنية بالتنسيق مع الاحتلال لضرب المقاومة!! وكل هذا للتغطية على مسؤولية رؤوس من حماس وغير حماس، كانوا سببا مباشرا في تمكين قوات الاحتلال الخاصة من الوصول الى شباب منتسبين في صوفها، وآخرين في جنين ونابلس عبر تتبع اتصالات هاتفية حافلة بوعودهم للشباب الضحايا: (بأموال وسلاح وذخيرة).

 ويبقى هذا القول لرؤوس حماس: نحن على ثقة ويقين أن السلطة الوطنية حريصة على روح كل فلسطيني، ولا يمكن بلوغ خيانة الأمانة مهما كانت التضحيات، وعليكم اقناع الجماهير، من ذات مضمون دعاياتكم المنحرفة اخلاقيا، واتهامتكم للأجهزة ألأمنية والسلطة بالتنسيق مع الاحتلال لضرب المقاومة!! فقد وصل جيش الاحتلال الى قيادات عسكرية وازنة في حماس في قطاع غزة، وحسب منطقككم -المسقط كذبا وظلما على السلطة الوطنية في الضفة الفلسطينية- فهذا يعني حتما وجود تنسيق أمني عالي المستوى مع رؤوس "اخوانكم اليهود" ضد المقاومين بالسلاح من حماس وغيرها.

 

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024