شيرين أبو عاقلة كوفاء رسول للحق
نشر بتاريخ: 2022-05-11 الساعة: 18:10
موفق مطر
لا تخشى منظومة الفصل العنصري المسماة ( اسرائيل ) ردود الفعل على جرائمها ضد الانسانية ، من اي جهة كانت ، فدولة الارهاب ، و" العدو الأول للصحافة " كما صنفها الاتحاد الدولي للصحفيين ، ليس في قاموس عملياتها العدوانية الاجرامية الارهابية إلا ( القتل العمد ) المخطط له سلفا والممنهج ، أما القتل الخطأ فمحذوف من كراس اخلاقيات جيش المنظومة الصهيونية الارهابي الذي كان ومازال نموذجا لجيوش دول دكتاتورية مستترة بالديمقراطية ، أسست كيانات سياسية ، تحكمها وتوجهها لخدمة أهدافه ، فدولة الارهاب المسماة "اسرائيل " هي في الحقيقة دولة الجيش الذي نشأ من تركيبة التنظيمات الصهيونية الارهابية الحافل سجلها بالجرائم ضد المواطنين الفلسطينيين أهل البلاد الأصليين ، وما الصحفية شيرين أبو عاقلة إلا فلسطينية ريادية في مهمتها الانسانية والمعرفية ، رأى رؤوس المنظومة الارهابية العسكريين ضرورة ازاحتها الى الأبد من مشهد الصراع ، فالصحفية المشهود لها بالنزاهة المهنية ، والانتماء الوطني شيرين ابو عاقلة المقدسية الحاضرة في كل لحظة من زمن ووقائع صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الشعبية في القدس وفي الشيخ جراح ، وفي كل بقعة من ارض الوطن شهدت وتشهد الصراع بين الحق الفلسطيني التاريخي والطبيعي ، والباطل الصهيوني الاسرائيلي الاجرامي الارهابي ، قرر الغزاة اطفاء منارة بصيرتها الفلسطينية ، وتغييب رسول للحقيقة من واقع الحياة الدنيا ، عند مدخل يؤدي الى مخيم جنين ، فيما الفاصل بين ذكرى النكبة ال74 والمخيم بضع ايام فقط !!! فهل كانت هذه الجريمة مصادفة ؟! .
انفجرت الرصاصة التي اطلقها قناص في جيش منظومة الاحتلال الاستيطاني العنصري الاسرائيلي برأس الزميلة الصحفية الفلسطينية المقدسية شيرين أبو عاقلة ، لكنا على يقين أن الهدف الأبعد لقيادتيه العسكرية والسياسية كان رأس القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة ، وبصيرة الرأي العام العالمي التي أخذت تتلمس حقيقة هذه المنظومة ، وتدرك خطورتها على القيم الانسانية ، والأمن والاستقرار في أهم منطقة حضارية حيوية في العالم ، أما رئيس حكومة منظومة الاحتلال الاسرائيلية العنصرية نفتالي بينيت فبات هو المتهم الأول في جريمة حرب وضد الانسانية سنكون شركاء فيها، إن سمحنا بمرورها كسابقاتها من الجرائم دون محاسبة حقيقية فعلية من المنظمات الدولية على رأسها الجنائية الدولية ، رغم ايماننا أن شهداء الصحافة وشهداء الشعب الفلسطيني ضحايا مشروع صهيوني استعماري عنصري ارهابي على ارضنا ، فنحن نرى في قتل الصحفية ابو عاقلة في هذه اللحظات بالذات تحديا مرفوعا على الغطرسة والاستكبار، حتى أننا نكاد نسمع رئيس المنظومة العنصرية الارهابية نفتالي بينيت ولسان حاله ينطق في اللحظة التي قتل جنوده المجرمون الصحفية الزميلة شيرين ابو عاقلة : سنقتلكم ، صغيركم قبل كبيركم ، سنقتل بناتكم ونساءكم ، اطفالكم وشبابكم وكهولكم ، سنقتل روايتكم ومن يحكيها بالحق ، سنقتل رسل الحقيقة منكم ومن أبناء جلدتكم أو من أي عرق أو جنسية أو عقيدة كانوا ، سنقتلهم ماداموا ينتصرون لروايتكم ، وماداموا لا يخضعون لنفوذنا ومشيئتنا ودعايتنا .. فالصحفية شيرين ليست هدفنا الأول ولن تكون الأخير، فكلكم بالنسبة لنا ومن يتبنى روايتكم في مرمى نيراننا !.
قد تكون الرصاصة التي قدر لها ارهابيو ( اسرائيل) تفجير رأس الصحفية شيرين ابو عاقلة ( الضحية ) بمثابة طلقة انذار أخيرة ليستفيق العالم من سباته ، ليكف عن الكيل بمكيالين، ويسترجع كرامته المهدورة تحت جنازير دبابات جيش الاحتلال والمستوطنين ، وليدرك أولا وأخيرا أن حكومة بينيت تتخذ اغتيال وقتل المدنين الفلسطينيين والصحفيين منهم ومن جنسيات اخرى طقوسا دموية يومية ، وان هذه الدولة الخارجة على القانون لم تعد مجرد العدو رقم واحد للصحافة في العالم ، وإنما العدو رقم واحد للانسانية كلها وتطلعاتها نحو السلام والتعايش بين الشعوب .
اليوم الخميس يودع رئيس السلام ، الرئيس الانسان محمود عباس ابو مازن رسولا من رسل الحقيقة الفلسطينية الأزلية، يودع الصحفية شيرين ابوعاقلة بمراسم وبموكب يليق باسمها ورسالتها السامية ، فصاحب الرؤى النبيلة ، الرئيس الذي يكتب للتاريخ يدرك قيمة الصحفي الذي يدفع حياته ثمنا لتدوين صفحة في كتاب تاريخ كفاح ونضال وصمود الشعب الفلسطيني المفتوح ، وحياته على أرض التي ابتدأت منذ بزوغ فجرالبشرية وحتى اليوم وما بينهما من طبقات الحضارات الانسانية المتتالية .. تمنت رؤية علم فلسطين تحت قبة سماء القدس الحرة المستقلة وبثه للعالم كسبق صحفي، أما وقد قتلوك وروحك مفعمة بروح المحبة والسلام كما كرسها المسيح عيسى عليه السلام ، فإن روحك ستكون معنا إن حيينا أو مع أبنائنا لنؤكد للعالم روايتك الفلسطينية ( روايتنا الحق ) الصادقة غير القابلة للطعن أو التشكيك .. فلروحك السلام يا شيرين ولك منا الوفاء بالثبات على العهد .
mat