ملف الحركي: الاتحاد العام لطلبة فلسطين، والعمل النقابي
نشر بتاريخ: 2017-12-03 الساعة: 09:56مقدمة تاريخية
يعود تاريخ الحركة الطلابية الفلسطينية إلى بدايات القرن العشرين، أواخر العهد العثماني حيث انخرط الطلاب العرب الفلسطينيين في الأحزاب والجمعيات والنوادي الثقافية والخيرية والرياضية والكشفية مثل: جمعية الإخاء،والمنتدى الأدبي، والجمعية القحطانية وجمعية العهد وحزب اللامركزية، والتي اهتمت بالجانب السياسي المرتكز على عداء الصهيونية، وعلى المطالبة بالإصلاح واللامركزية إضافة إلى الجوانب الثقافية والاجتماعية.
أنضم الطلاب العرب في الأستانة (اسطنبول حاليا) لجمعية الإخاء العربي التي ولدت عام 1908 بعد إعلان الدستور التركي العثماني، وقام إسماعيل الحسيني بتأسيس فرع للجمعية في القدس.
وفي العام 1912 تأسست جمعية العلم الأخضر وهي جمعية طلابية هدفت لتقوية الروابط بين الطلاب العرب في المدارس العليا وتوجيه القوى إلى النهوض بالأمة العربية، وكان من مؤسسي الجمعية ثلاثة فلسطينيون هم: عاصم بسيسو ومصطفى الحسيني وشكري غوشة، وكانت الجمعية بمثابة اتحاد طلابي.
في العام 1913 تأسست في نابلس جمعية مكافحة الصهيونية على أثر حملة صحيفة (الكرمل) لصاحبها نجيب نصار في دعوتها للعمل الواعي والمنظم ومواجهة الخطر الصهيوني، فقام الطلبة الفلسطينيون في جامعة الأزهر في مصر بإنشاء (جمعية مقاومة الصهيونية) في نفس العام.
ولم يبتعد الطلبة والشباب الفلسطيني عن المشاركة في التنظيمات السياسية التي انتشرت في فلسطين منذ العام 1918 تحت عنوان الجمعيات الإسلامية - المسيحية . وفي نفس العام قام عدد من الشباب الفلسطيني المؤمن بالوحدة العربية ومن بينهم الحاج محمد أمين الحسيني بتأسيس النادي العربي في القدس ودعا الشباب إلى عقد مؤتمر انتخبوا له لجنة دعوها (اللجنة التنفيذية لمؤتمر الشباب العربي الفلسطيني) وقام شباب آخرون بتأسيس المنتدى الأدبي في القدس أيضاً، واستمر نشاط الناديين حتى العام 1921.
شهدت البلاد منذ العام 1928 موجة تأسيس المراكز والفروع لجمعيات الشبان المسلمين تحت لواء رائد الفكرة المصري د. عبد الحميد سعيد، وضعفت هذه الموجة مع تأسيس الأحزاب الفلسطينية في الثلاثينات.
إلا أن الطلاب وضمن أفق مواجهتهم للانتداب البريطاني والحركة الصهيونية وعلى إثر هبة البراق 1929، عقدوا مؤتمرًا طلابياً في قاعة جمعية الشبان المسلمين في مدينة عكا من 12-14/8/1930 ضم أكثر من أربعين مندوباً ترأس مؤتمرهم إبراهيم الشنطي ومحمد علي الصالح وتحسين كمال ويونس نفاع واتخذوا قرارات بتشكيل فرقة كشافة، وتشجيع البضائع الوطنية، وطرح مشروع قرش الطالب ووضعوا قانوناً لمؤتمر الطلبة يحدد حق أي طالب أنهى الخامس الابتدائي بالاشتراك بالمؤتمر، وعلى أن يعقد المؤتمر القادم العام التالي في نابلس. وتشكل من المؤتمر ( اللجنة التنفيذية العليا للطلبة).
عقد المؤتمر الأول للشباب والذي ضم جمهرة طلابية في 4 يناير 1932 في يافا، واتخذ صبغة سياسية قومية اقتصادية وشكل لجانا منها لجنة التعليم القومي، ولجنة تشجيع التجارة الوطنية والميثاق القومي الذي يرفض الاستعمار، ويدعو لتوحيد جهود الاستقلال لأقطار الأمة وترأس راسم الخالدي اللجنة (التنفيذية للمؤتمر تلاه يعقوب الغصين بعد أقل من عام، وكان يوم 16 أيلول 1932 يوما مشهودا في البلاد ساهم فيه مؤتمر الشباب بيوم صندوق الأمة أو (مشروع القرش) مساهمة بارزة، وعقد المؤتمر الثاني للشباب في حيفا عام 1935 بألف مشارك وتناول المؤتمر الحالة السياسية في فلسطين والمسائل الوطنية وشراء اليهود للأراضي، ودعا المؤتمر لرفع مستوى الوعي الوطني والقومي في المدن والقرى وإلى نبذ التفرقة ومواجهة الإخطار والعناية بتنمية الاقتصاد الوطني، وانضم مؤتمر الشباب لاحقاً للجنة العربية العليا (1936 - 1939) .
وفي مدينة يافا 11/5/1936 عقد الطلبة الفلسطينيون مؤتمراً شاملاً حضره مندوبون عن معظم مدارس فلسطين مشاركة منهم لبقية قطاعات وطبقات الشعب الفلسطيني في النهوض الوطني العام حيث طالب المؤتمر بمواجهة الاحتلال البريطاني من أجل الاستقلال ودعا إلى مواجهة الهجرة الصهيونية، وانتخب قيادة للاتحاد ووضع قانوناً، ثم خرج المؤتمرون يتظاهرون فواجهوا السلطات الإحتلالية البريطانية التي أوقعت بينهم عديد من الجرحى. ويعد هذا المؤتمر المحاولة المحددة الثانية لتشكيل اتحاد طلبة فلسطيني بعد اتحاد مؤتمر عام 1930، وتواصلا للجمعيات والنوادي وجمعية العلم الأخضر.
قيدت الحركة الطلابية والشبابية في الوطن منذ أربعينات القرن من خلال منظمتا النجادة والفتوة، وعبر الحركة الكشفية إلى أن أعيد إبراز الدور الطلابي عبر روابط الطلبة الفلسطينيون خارج الوطن في الفترة من (1948 - 1959)..
تشكل الروابط
تشكلت في القاهرة رابطة الطلبة الفلسطينيين في جامعة الملك فؤاد (القاهرة حالياً) التي كانت تقوم بالتعريف بظروف الشعب الفلسطيني والمخاطر التي تهدد الأمة، وأوجدت مكاناً يتجمع فيه الطلبة لممارسة النشاطات الثقافية والاجتماعية، وشملت عضوية الرابطة لاحقاً طلبة الأزهر، وكان الطالب موسى أبو غوش من أوائل من ترأس الرابطة التي أصدرت مجلة (فلسطيننا)، كما كان لفتحي البلعاوي زعيم الطلبة الأزهريين دوراً بارزاً في الحركة الطلابية.
ومنذ العام 1952 توسعت قاعدة رابطة القاهرة لتشمل أعداداً كبيرة من الجامعيين الفلسطينيين، وأخذت دورها في طرح القضية الفلسطينية والمشكلات الطلابية محلياً وعربياً وعالمياً وحصلت على اعتراف الجامعة العربية بها وحضور مؤتمر الطلاب العالمي كعضو مراقب عام 1956 والمشاركة في مهرجان الشباب العالمي في وارسو عام 1955 وتم ذلك عند تولي ياسر عرفات لرئاسة الرابطة (1952 - 1957).
ومع تضاءل دور الهيئة العربية العليا في خمسينات القرن العشرين ظهرت الرابطة كممثل حقيقي للكيانية الفلسطينية ونهضت بالعبء القومي، وقامت برئاسة ياسر عرفات بحث الأعضاء على تلقي الدورات العسكرية والقيام بأعمال فدائية مستفيدة من مناخ التعبئة المصرية أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ولقد تشكلت روابط أخرى في الإسكندرية وأسيوط ودمشق وبيروت، وتشكلت هيئة إدارية عام 1958 من رابطتي القاهرة والإسكندرية وأصدرت مجلة (صوت فلسطين).
1. تأسيس الاتحاد:
ساهمت رابطة الطلبة الفلسطينيين في القاهرة مساهمة رائدة في تشكيل الاتحاد العام لطلبة فلسطين، بالاختصار الانجليزي لاحقا "غوبس" (GUPS) حيث وجهت الدعوات لكل من روابط الإسكندرية ودمشق وبيروت وأسيوط لعقد أول مؤتمر طلابي فلسطيني في القاهرة.
وفي ذكرى تقسيم فلسطين 29/11/1959 عقد المؤتمر بحضور ممثلي الاتحادات الطلابية العربية والأجنبية بالإضافة لممثلي اتحاد الطلاب العالمي، ووضع المؤتمر دستور الاتحاد ولائحة تنظيمية لعمله، واعتبر أن مهمته الأساسية هي خلق الإنسان الثوري القادر على المشاركة في معركة التحرير والإعداد للمعركة وتوعية الشباب الفلسطيني.
وذلك في خضم الخلافات التي ظهرت في المؤتمر التأسيسي (الأول) هذا حول أولوية العمل السياسي أو النقابي. وبعد تشكيل الهيئة التنفيذية الأولى برئاسة زهير الخطيب باشرت عملها بإنشاء الفروع، حيث كان لفرع (كونفدرالية) ألمانيا الغربية دوراً بارزاً في تاريخ الاتحاد، واستطاعت الهيئة التنفيذية أن تبلور اللوائح والدستور بشكل واضح كما نشط الاتحاد على الصعيد الخارجي حيث شاركت وفود عدة في مؤتمرات مختلفة أبرزها مؤتمر اتحاد الطلاب العالمي، ومؤتمر بغداد ومؤتمر بكين.
2. مؤتمرات الاتحاد:
عقد الاتحاد بين عامي 1959 - 1990 عشر مؤتمرات وبين العام 1959 - 2000 عقد 37 مجلس إداري. وكانت المؤتمرات على الشكل التالي:
المؤتمر الوطني الأول القاهرة 29/11/1959
المؤتمر الوطني الثاني غزة 28/10/1962
المؤتمر الوطني الثالث غزة 1963
المؤتمر الوطني الرابع القاهرة 6/12/1965
المؤتمر الوطني الخامس عمان 31/7/1969
المؤتمر الوطني السادس الجزائر 15/8/1971
المؤتمر الوطني السابع الجزائر 16/8/1974
المؤتمر الوطني الثامن بيروت 18-26/12/1978
المؤتمر الوطني التاسع الجزائر 12-17/2/1984
المؤتمر الوطني العاشر بغداد 3-8/5/1990
أما جلسات المجلس الإداري والذي يعتبر أعلى سلطة في ظل غياب المؤتمر العام فقد بلغت 37 جلسة (مؤتمر مصغر) كان آخرها المنعقد في مدينة غزة ما بين 29/6 - 1/7/1998.
2. مسيرة المؤتمرات:
تعرضت مسيرة المؤتمرات إلى تذبذبات تأثرت بالمناخ السياسي العام، وطبيعة القوى السياسية وتحالفاتها، فانتقل الاتحاد من أيدي القوميين والبعثيين إلى أيدي فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة التحرير الوطني الفلسطيني- (فتح)، وخاصة في ظل الانطلاقة المسلحة عام 1965 والانضمام لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وكانت الصراعات في الجسم الطلابي ممثلاً بالاتحاد ومؤتمرات الفروع والمؤتمر الوطني (العام) تعكس حيوية وديمقراطية الفعل الفلسطيني، واندفاع وحماسة وجذرية الطلاب.
فالمؤتمر الثاني 1962 كان من المقرر عقده في دمشق 28/9/1961 وتم إيقافه لحصول الانفصال في الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا ونقل إلى غزة.
وفي المؤتمر الثالث المنعقد في غزة 1963 برزت لأول مرة قوة حركة (فتح) التي كانت تعمل حينه باسم المستقلين وبزعامة هاني الحسن، وهايل عبد الحميد (أبو الهول) من كونفدرالية ألمانيا.
وفي المؤتمر الرابع 1965 الذي رئسه هاني الحسن ونوابه سعيد المدلل ومهدي بسيسو كانت م.ت.ف، وحركة (فتح)، قد أخذت موقعها في الحركة النضالية والسياسية فضعف ثقل القوميين لصالح التنظيمات الملتفة حول (م.ت.ف) وكانت الخلافات الشديدة قد أفرزت هيئة تنفيذية برئاسة تيسير قبعة وأخرى برئاسة إياد السراج وانتهى هذا الخلاف بعد شهر وتشكلت هيئة تنفيذية جديدة.
كان من المفروض أن ينعقد المؤتمر الخامس في العام 1967 ولأسباب منها وقوع حرب حزيران "النكسة"، تأجل إلى العام 1969 حيث عقد في عمان وفي ظل عنفوان الثورة وثقلها الكاسح في المؤتمر الذي انتخب مجلس إداري من 25 عضواً لرسم الخطة المناسبة لتطبق قرارات المؤتمر، والإشراف عليها، ولانتخاب هيئة تنفيذية في أول اجتماع له.
وعقد المؤتمر السادس بعد أحداث أيلول في الأردن 1971 وافتتح بحضور ممثل الرئيس الجزائري هواري بو مدين وصلاح خلف (أبو اياد) وذلك في الجزائر.
وعقد المؤتمر السابع بعد أقل من عام على حرب تشرين/ أكتوبر 1973، في ظل الصراعات السياسية الحادة حول فهم حرب تشرين وقرار الأمم المتحدة 338 ومؤتمر جنيف ومواقف الأنظمة العربية، وتشكل جبهة الرفض الفلسطينية وفي ظل هذه الظروف خاضت (فتح) الانتخابات بقائمتين تحالفت إحداها مع الجبهة الشعبية، وانتخب المجلس الإداري صخر بسيسو رئيساً للاتحاد.
وفي منطقة سوق الغرب في بيروت عقد المؤتمر الثامن عام 1978 والذي تأخر انعقاده نتيجة الواقع السياسي في لبنان آنذاك، وعقد في ظل زيارة الرئيس السادات إلى القدس واتفاقيات كامب ديفيد، وإنشاء جبهة الصمود والتصدي فكان لحيوية النقاشات وطبيعة الواقع السياسي أن أفرزت هيئة تنفيذية ومجلس إداري ممثلا فيهما أهم التنظيمات الفلسطينية.
وعقد المؤتمر الوطني التاسع في 1984 بعد تأخره عن المدة القانونية، تم لسبب قرار التعبئة العامة للطلاب (المعايشة مع الفدائيين في القواعد العسكرية في لبنان) الذي تلاه الاجتياح الصهيوني للبنان وحصار بيروت 1982 والصمود التاريخي للمقاومة الفلسطينية، وما تلاه من انشقاقات في الصف الفلسطيني حيث افتتح المؤتمر بكلمة ممثل الرئيس الجزائري وكلمة الأخ القائد العام ياسر عرفات.
وقد أكد البيان السياسي الصادر عن المؤتمر على التمسك ب(م.ت.ف) والكفاح المسلح والقرار الوطني المستقل ودعم صمود الأهل في الوطن.
وعقد المؤتمر الوطني العاشر تحت شعار (بتلاحمنا الوطني وتصعيد النضال والكفاح المسلح وتعاظم الانتفاضة نحمي وحدتنا ومنجزات شعبنا ونقيم دولة فلسطين بقيادة (م.ت.ف)، وتحت اسم دورة الشهيد القائد الرمز خليل الوزير (أبو جهاد) عقد المؤتمر بين 3-8/5/1990 في مدينة بغداد في ظل تواصل الانتفاضة ومبادرة السلام الفلسطينية.
ولأول مرة يتم إضافة عدد من كوادر الأرض المحتلة إلى عضوية المؤتمر من المبعدين، وكان الخلاف على أشده في المؤتمر حول الوضع التنظيمي على عكس المؤتمر التاسع الذي شهد الوضع السياسي الخلاف الشديد، فكان التيار التجديدي يطالب بالتغيير في الأطر والدستور وعضوية المجلس الإداري والتيار المحافظ يطالب التمسك بالأشكال القديمة فكان أن تم التطعيم بالمجلس الإداري الذي ضم 33 عضواً بينهم ثلاثة من المبعدين.
وبعد انتهاء المدة القانونية للهيئة التنفيذية لم ينعقد المؤتمر الحادي عشر حتى الآن (عام 2017) للظروف السياسية المعقدة التي أفرزت محادثات السلام العربية الإسرائيلية، ثم اتفاقيات أوسلو وما تلاها من عودة كوادر (م.ت.ف) إلى الوطن، والانخراط في عملية إعادة الترتيب والبناء وفي ظل الاختلاف الكبير في شكل العمل النقابي الطلابي بالداخل عنه في الخارج ثم الانقلاب على غزة عام 2007.
الا أنه تم عقد الدورة 37 للمجلس الإداري وذلك في مدينة غزة والتي سميت دورة الشهيد إبراهيم أسد (رئيس الاتحاد السابق) وبحضور الأخ الرئيس ياسر عرفات وعدد كبير من كوادر (م.ت.ف) والاتحاد والسلطة الوطنية تم افتتاح المؤتمر، ثم انتقلت جلسات المؤتمر لتنعقد برئاسة بكر أبو بكر، وكان أبرز قرارات المجلس إضافة أسماء عشرين أخاً ممثلين لجامعات ومعاهد وكليات الوطن إلى عضوية المجلس الإداري ليصبح العدد 53 عضواً، وتم إقرار أن يكون المقر المؤقت للاتحاد في رام الله وتشكيل فروع للاتحاد في الوطن، وتم انتخاب د. إبراهيم خريشي رئيساً للهيئة التنفيذية.
4. أهداف الاتحاد:
الاتحاد العام لطلبة فلسطين هو المؤسسة النقابية الطلابية الفلسطينية الوحيدة. وهو يسعى إلى:
1. الدفاع عن المصالح المادية والأدبية والثقافية لأعضائه.
2. تحسين الظروف المعيشية والمادية لأعضائه
3. ضمان مختلف الوسائل لتشجيع الطلبة في دراستهم.
4. توفير سبل العلم للطالب الفلسطيني بمختلف مراحله الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعية.
كما يسعى الاتحاد، كمنظمة تضم جزءاً من الطليعة الواعية من شعب فلسطين إلى:
1/ إعداد الشباب العربي لمعركة التحرير.
2/ فضح المؤامرات الإمبريالية والصهيونية والرجعية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، والعمل على حماية الثورة من كل ما تتعرض له من مؤامرات في شتى المجالات.
3/ تنمية وعي الشعب الفلسطيني حول أسس التنظيم الشعبي السليم.
4/ توثيق الروابط بين الاتحاد والمنظمات الشعبية الفلسطينية.
ويسعى الاتحاد كمنظمة طلابية إلى:
1) وحدة الحركة الطلابية العربية وتدعيمها.
2) توثيق العلاقات بالمنظمات الطلابية العربية والآسيوية والإفريقية، وبالمنظمات الطلابية الوطنية الأخرى.
3) تمثيل طلبة فلسطين في مختلف المجالات الطلابية والدولية.
5. مبادئ الاتحاد:
يؤمن اتحاد طلبة فلسطين:
-بأن التنظيم الشعبي الطلابي هو القاعدة الأساسية للثورة الفلسطينية التي هي الطريق إلى التحرير.
-بأن الاعتراف بالشخصية الفلسطينية المستقلة دعامة أساسية لنضال شعب فلسطين في سبيل التحرير.
-بأن كفاح شعب فلسطين هو طريق الوحدة العربية الجماهيرية وأن وحدة الجماهير العربية هي خطوة أساسية للتحرير.
-بالدور الطليعي الذي يجب على الطالب الفلسطيني أن يقوم به في قيادة شعبه.
ويؤكد دستور الاتحاد أن الاتحاد قاعدة من قواعد الثورة الفلسطينية يعمل من أجل تحرير فلسطين بكافة الوسائل، وهو يمثل طلبة فلسطين في جميع أنحاء العالم. أما المقر الدائم للاتحاد فهو مدينة القدس، واختيرت رام الله مقراً مؤقتاً له.
يحق لكل طالب وطالبة من أصل فلسطيني أن يكون عضواً في الاتحاد. وتنقسم العضوية إلى عضوية عاملة، وعضوية مراقب، وعضوية شرف. ويحق لكل الطلاب المنتسبين إلى الكليات والجامعات والمعاهد العليا الترشّح للعضوية العاملة .
6. البناء التنظيمي للاتحاد :
1-المؤتمر الوطني العام : يضم ممثلي الفروع المنتخبين من جمعياتها العامة على أساس اللائحة الداخلية الخاصة بانتخابات المؤتمر. ينعقد المؤتمر الوطني العام مرة كل 3 سنوات، فيناقش التقارير المقدمة من الهيئة التنفيذية، ويضع خطة عمل للاتحاد للفترة القادمة. وهو أعلى سلطة في الاتحاد، ومن حقه تعديل الدستور واللوائح التنظيمية. كما يقوم بانتخاب المجلس الإداري .
2-المجلس الإداري :أعلى سلطة في غياب المؤتمر، ويتكون من 53 عضواً بعد المؤتمر العاشر. ينتخب الهيئة التنفيذية للاتحاد، ويعقد دورة كل ستة أشهر لمتابعة أعمال الهيئة التنفيذية في تنفيذ مقررات المؤتمر الوطني العام .
3-الهيئة التنفيذية: وهي أعلى سلطة في غياب المؤتمر العام والمجلس الإداري، وتعتبر القيادة اليومية للاتحاد. وتشكل من 11 عضواً.
4-الهيئة الإدارية: وهي القيادة اليومية لفرع الاتحاد. ويجري انتخابها من قبل الجمعية العامة للفرع في اجتماعها السنوي حسب اللائحة الداخلية .
ويشارك الاتحاد في عضوية المجلس الوطني الفلسطيني ب 15 عضواً، ويمثله رئيس الهيئة التنفيذية في المجلس المركزي ل ( م. ت . ف ) ويرأس اتحاد الطلبة العرب، ونائب رئيس اتحاد الشباب العربي، ومنسق غرب آسيا في منظمة طلاب آسيا الباسيفيك ومسؤول العلاقات الدولية في ((I.U.Sو مسؤول الشرق الأوسط في حركة الطلبة والشباب التابعة للأمم المتحدة وعضو في اتحاد الشبيبة الاشتراكية الدولية .
إن أبرز قادة منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية هم من القادة السابقين للحركة الطلابية الفلسطينية ورؤساء وأعضاء الهيئة التنفيذية لهذا الاتحاد وسلفه رابطة الطلبة الفلسطينيين في القاهرة أمثال: ياسرعرفات وهايل عبد الحميد، فتحي البلعاوي، أمين الهندي، صخر بسيسو، روحي فتوح، زهير الخطيب، تيسير قبعة، توفيق الطيراوي، عزام الأحمد ، ناصر القدوة، حسن عصفور، نعمان العويني، واصل أبو يوسف، كايد الغول، ناصر أبوعزيز، ابراهيم خريشي، بكرأبوبكر، فهمي الزعارير، موسى أبوزيد، أحمد عقل، ود....والقائمة تطول.
7. من نشاطات الاتحاد :
أسهم الاتحاد العام لطلبة فلسطين في القضية الوطنية الفلسطينية بجهد ملحوظ . سواء على الصعيد العسكري أو السياسي أو النقابي الطلابي الخدماتي أو التنظيمي والتثقيفي.
فعقد عديد من الندوات والمهرجانات والدورات التي كان أبرزها ندوة فلسطين العالمية (القاهرة 1965) وعمان (1971) والكويت (1972) ودورة سوق الغرب في بيروت (1982)
كما شارك في مختلف الندوات والمهرجانات العالمية خاصة مهرجانات الشباب العالمية والتي عقد آخرها في كوبا 1997 وفي مؤتمرات شبيبة البحر المتوسط والشبيبة الاشتراكية ومؤتمرات اتحاد الطلبة العرب ، واتحاد الشباب العربي.
خلال حرب 1967، انطلقت قيادة فرع الاتحاد في لبنان (أسعد عبد الرحمن، توفيق الطيراوي، توفيق الجعبي ) على رأس نحو 120 طالباً من أعضاء فرع لبنان إلى سورية حيث أجرى لهم جيش التحرير الفلسطيني تدريباً عسكرياً سريعاً وزودهم بالأسلحة وتوجهوا إلى عمان وهناك علموا بسقوط الضفة الغربية في أيدي القوات الإسرائيلية فعادوا أدراجهم عدا أسعد عبد الرحمن الذي دخل إلى الضفة الغربية سراً، واشترك مع زملاء له في تنظيم المقاومة السرية للمحتل الإسرائيلي هناك إلى أن وقع أسيراً في أيدي القوات الإسرائيلية بعد أسابيع قليلة من وصوله إلى الضفة الغربية.
ومنذ العام 1968 دأب الاتحاد العام لطلبة فلسطين على إقامة معسكرتدريبي مرة كل سنة، خلال الإجازة الصيفية، يجري فيه تدريب وتثقيف الطلبة الملتحقين بهذا المعسكر حتى الخروج من بيروت عام 1982 .
وتحمل فرع لبنان مسؤولية إبراز الوجه الفلسطيني في لبنان، منذ حرب 1967 وحتى صدامات نيسان 1969، وقام بتنظيم المظاهرات الاحتجاجية والمؤيدة للمقاومة الفلسطينية. وحين انفجرت الحرب الأهلية اللبنانية منذ نيسان 1975.
شكل فرع لبنان الكتيبة الطلابية وضمت أعضاء من حركة فتح ، ومنها سقط شهداء كثيرون مثل قائدها سعد جرادات (نائب رئيس الاتحاد في لبنان ) وأيمن أبو عبد الله وفهيم البرغوثي وآخرون .
وتعاظم دور الاتحاد عبر مساهمته في خوض النضال العسكري ضد الاعتداءات الإسرائيلية منذ إعلانه للتعبئة العامة، ومشاركة الطلبة في ملحمة بيروت الصمود عام 1982 . حيث كان لفروع الاتحاد في الهند والباكستان ويوغسلافيا ورومانيا والجزائر والاتحاد السوفيتي وفروع أخرى دوراً بارزاً في الدفاع عن الثورة .
لقد أخذ الاتحاد على عاتقه مهمة إبراز الكيانية الشخصية الفلسطينية حتى قبل تشكل منظمة التحرير الفلسطينية (م. ت. ف) فتعامل مع النضال العسكري كأولوية كما ساهم في إعداد وتعبئة الجماهير الطلابية لخوض النضال العسكري والسياسي كما حصل في لبنان والوطن.
ولم يهمل الاتحاد القضية الاجتماعية والمطلبية حيث يقوم بدعم القضايا الطلابية مركزيا من خلال الفروع مثل (توفير القبولات الجامعية، الدعم المادي، المنح، الكتب، نظام الجامعات، تسهيلات السكن والمعيشة القرطاسية...الخ).
ففي العام 1980 على سبيل المثال أعفى الاتحاد 550 طالباً في جامعة بيروت العربية من دفع الرسوم، وقام فرع الكويت من العام 1987-1990 بتوفير آلاف القبولات والمنح للطلاب في العالم وساهمت فروع الهند والباكستان وهنغاريا وبلغاريا ورومانيا واليونان والمانيا وروسيا في ذات الموضوع، كما نشطت الفروع في الدول الاشتراكية (سابقاً) ومن أوروبا الغربية في الفعاليات العسكرية والإعلامية والتعبوية .
أما مشاركة الطلاب على الصعيد العالمي فقد استمرت مع تغير المنظمات الطلابية العالمية وتوجهاتها في ظل انهيار المعسكر الاشتراكي فبلور الاتحاد العام لطلبة فلسطين مع هذه المنظمات مفاهيم الاستقلال والديمقراطية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان والبيئة والتنمية في إطار العلاقات الدولية .
8-الاتحاد اليوم
كان العام 1998 هو العام الأخير للمارسة الديمقراطية في الاتحاد العام لطلبة فلسطين (كان المؤتمر الاخير في بغداد عام 1990) إذ انعقد المجلس الاداري في غزة، ونجم عنه عدة تغييرات، وتم انتخاب هيئة تنفيذية جديدة برئاسة الاخ ابراهيم خريشي، وخيضت على مدى سنوات مهمة إدخال اجسام جديدة على الاتحاد من التنظيمات خارج المنظمة، وكانت بين مد وجزر، ولم تكلل بالنجاح، ومع تقدم السنوات وانكماش العمل النقابي عامة وفي ظل وجود تجارب مختلفة وأدوات مغايرة وطرق تفكير متابينة ظل وضع الاتحاد معلقا، ما يستدعي حسن إدارة الملف من قبل الكتل الطلابية في فلسطين وخارجها إن كان الهدف إعادة تنشيط الحركة الطلابية الجامعة وليس الحزبية الفئوية.
يكتب د.رائد الدبعي حول حالة الاتحاد اليوم عام 2016 : "هناك تلكؤ غير مبرر في عقد المؤتمر العام للإتحاد لما يزيد عن العقدين ونصف، إذ عقد المؤتمر الأخير للإتحاد في بغداد، عام 1990، أي في خضم انتفاضة شعبنا، قبل تفكك الاتحاد السوفييتي، والبدء بالمفاوضات، وفشلها، و قبل أزمة الخليج الأولى، وتأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية، وانعقاد انتخابات رئاسية وتشريعية لمرتين، واحتلال العراق، وتفجر انتفاضة الاقصى، وانتهائها، وبدء انتفاضة القدس، بل أن الجيل الذي ولد عام انعقاد المؤتمر الأخير للإتحاد ، قد غادر صفوف الطلبة منذ ما يقارب الخمس سنوات بعد تخرجه من الجامعة"
ويضيف الدبعي:"لا قيمة لكل التصريحات التي تتغنى بدور الشباب وتضحياتهم، في ظل اختطاف حقهم بالمشاركة الحقيقية في القرار، ولا مصداقية لكل شعارات تمكين الشباب والطلبة، وإشراكهم في رسم مستقبلهم، في ظل التعاطي معهم في سياق القصّر الجهال، غير القادرين على قيادة المؤسسة التي تحمل إسمهم وقضيتهم، وليس هناك مبرر لحجب مؤتمر الإتحاد العام لطلبة فلسطين منذ ما يزيد عن ست وعشرين عاما، والابقاء على هذا الاطار معطلا، يعتاش على جهود بعض ممثليه في الفروع الناشطة، دون أن يكون لقيادته أي تواصل او تأثير أو توجيه، لفروعه الممتدة في جميع أصقاع الأرض، بل أن حالة اليأس من الوضع الراهن للإتحاد، جعلت بعض فروعه تتبنى أسماءا مغايرة تعبيرا عن احتجاجها على واقع الإتحاد كما هو الحال في أنقرة، التي قرر طلبتها العمل تحت مسمى " الوحدة الطلابية ".
المفارقة أن عددا كبيرا من صناع القرار في المجتمع الفلسطيني هم من قادة الاتحاد العام لطلبة فلسطين سابقا، منهم روحي فتوح، وزهير الخطيب، وتيسير قبعة، وتوفيق الطيراوي، وعزام الأحمد ، وروحي فتوح، وناصر القدوة، وواصل أبو يوسف، وكايد الغول، وبكر أبو بكر، وابراهيم خريشة آخر رئيس منتخب للهيئة التنفيذية للإتحاد، ويقع على عاتقهم جميعا، وعلى منظمة التحرير الفلسطينية، باعتبار الاتحاد ذراعها الشبابي الممثل بالمجلس الوطني والمركزي، أن تترجم شعاراتها حول الشباب الفلسطيني وأهميتهم في المجتمع إلى ممارسة فعلية، إذ أثبت شباب الوطن، وطلبته على وجه الخصوص، أنهم الموجّه الحقيقي للأحداث، وما انتفاضة شباب شعبنا المتفجرة في الوطن المحتل إلا دليل واضح على ذلك، كما أنه من واجب قيادتنا أن تترجم تعليمات السيد الرئيس حول ضرورة منح الشباب دورهم الطبيعي في صناعة القرار، والاهتمام بقضاياهم على وجه الخصوص، من خلال منحهم فرص حقيقية للمشاركة في القرار، وانتخاب من يمثلهم في هذا الإطار الوطني الهام والجامع، لكي يتم إعادة منح الاتحاد الدور الذي يستحق في كل العالم، في ظل النضال السياسي والدبلوماسي الذي يقوده شعبنا ضد الإحتلال، والذي يحتاج ان تواكبه دبلوماسية شعبية للتكامل نحو ذات الهدف.
9-مقترحات الاستنهاض والحل
لا شك أن الهيئة التنفيذية للاتحاد وعديد الكوادر المخضرمة للاتحاد قامت بجهد متميز في محاولة للخروج من حالة الشلل السياسي والنقابي والتنظيمي، ومع الفشل المتكرر الا أن الاوراق المتعلقة بالدستور وآليات الربط بين الداخل والخارج التي استغرقت عشرات الاجتماعات والحوارات بالاضافة للحفاظ على الصلة ولو الواهنة مع فروخ الخارج، وبصلة أيضا ضعيفة مع مجالس الطلبة بالوطن مازالت قائمة وتحتاج لجهد مخلص ودؤوب يعيد الاتحاد الى أحضان الطلاب لا أجدادهم.
وفي ذلك يقول د.رائد الدبعي في مقاله آنف الذكر: " أن أي جهد لإعادة بناء الإتحاد يجب أن يتم في أجواء من الشفافية والمشاركة، ومشاورة أصحاب العلاقة من رؤساء مجالس طلبة، وممثلي فروع الإتحاد في مختلف الدول، وممثلي الحركات الشبابية والطلابية في جناحي الوطن، لكي يصير إلى بناء الاتحاد من جديد، وفق أسس سليمة تضمن تمثيل حقيقي للشباب والطلبة، بعيدا عن المناكفات الحزبية والحسابات الشخصية الضيقة، وتضمن انتخاب قيادة شابة على رأس هذا الجسم الوطني الهام، وتستلم الراية من الجيل السابق، إذ أنني أعي تماما، وقد استمعت من الكثير من أعضاء اللجنة التنفيذية الحاليين، رغبتهم الحقيقية والصادقة بتسليم الراية لجيل الأبناء، إذ اضحى من غير الممكن، بل أضحت نكتة ساخرة، أن العديد من أبناء أعضاء اللجنة التنفيذية الحالية للإتحاد قد غادروا مقاعد الدراسة إلى ميدان العمل، فيما لا يزال آباءهم والذين أصبح بعضهم أجدادا يمثلون الطلبة على أبواب العقد الخامس والسادس من العمر."
وفي تصورات لاستنهاض الحركة الطلابية اليوم يطرح الناشط والمدون المقيم في رام الله حمزة أسعد من الاشكاليات الواجب حلها سبعة كالتالي: اشكالية التبعية أو الوصاية من الفصيل كما يسميها، حيث نرى نحن أهمية الفصل بين العمل التنظيمي التثقيفي الفكري وبين العمل النقابي المفترض أن يتخذ مساحة حركة واسعة،ويطرح أسعد ثانيا اشكالية العلاقة بين الوظيفي السلطوي وبين ضرورة وجود استراتيجية وحدوية بين الطلاب بعيدا عن التأثيرات السلطوية،وثالثا يطرح تبعية خطاب الطلاب لخطاب الفصيل، بينما يراه بكر أبوبكر ضرورة التزام بمعنى التنظير والتعبئة بفكر الفصيل الوطني بين الطلاب مع هامش حركة وحرية واختلاف أوسع مع المواقف التنظيمية الرسمية، ويطرح بالنقطة الرابعة تفعيل الاتحاد العام لطلبة فلسطين لا غيره،أما الخامسة فيرى عدم نزع السياسي عن اتحاد الطلاب وقصره على الخدماتي فقط،
ويرى الناشط حمزة أسعد ضرورة تمدد عمل الطلاب لخارج أسوار الجامعة حيث أن "انحسار الحركة الطلابية داخل أسوار الجامعات جعلها تغيب عن الحراكات الشبابية، فقلما تجد لها حضورا فعالا في التجمعات الشبابية" ويضيف سابعا: ضرورة استثمار الشابكة (انترنت) في الحراك الطلابي " بما أتاح من مواقع تواصل اجتماعي. هذا كله يشكل رافعة مهمة للعمل الطلابي، إلا أننا نشهد غيابا لها على هذه المواقع، والتي منها يمكن الخروج لوسائل وأساليب جديدة على أرض الواقع تفاجئ الواقع الذي تمت السيطرة عليه لتربكه وتأخذه إلى أرضها."
وفي ذات الشأن النقابي يطرح د.منذر رجب رؤيته لأزمة العمل النقابي الفلسطيني ومنه الطالبي كالتالي:
1- جدلية العلاقة بين السياسي والنقابي: شكل انحياز مؤسسات العمل النقابي الفلسطيني تاريخياً، لقضايا النضال الوطني والعمل السياسي على حساب النشاط النقابي والعمل المجتمعي التنموي إلى إضعاف هذه المؤسسات وعجزها عن إمكانية تحقيق إنجازات نقابية فعلية على الأرض وتحولت النقابات في كثير من الأحيان إلى منظمات سياسية تعنى بالتحرر الوطني أكثر من اهتمامها بتطوير أدائها والدفاع عن حقوق أعضائها والارتقاء بهم نقابيا.
2- سيطرة الحزبي على النقابي: لم تستطع الأحزاب والحركات الفلسطينية من الفصل والتمايز ما بين العمل الحزبي والنقابي وغدت النقابات تتشكل ضمن رؤية وبرامج الأحزاب السياسية وأصبح الولاء الحزبي داعم أساسي لبقائها وثبات توجهاتها على حساب استقلاليتها.
3-تشتت الجسم النقابي: شكل ارتهان النقابي الفلسطيني للأحزاب والحركات السياسية التي يتبع لها إلى عدم وجود صوت موحد للنقابيين الفلسطينيين وأضفى على نشاطهم حالة من الاستقطاب السياسي الشديد الأمر الذي أضعف هذا العمل وشتته.
4- ارتهان النقابي للراتب: عدم تفرغ الكثير من النقابيين الفلسطينيين وتقاضيهم رواتب نظير ما يقومون به إما من السلطة الحاكمة أو من الممول الخارجي أدى إلى إيجاد حالة من التحكم في قرارات وتوجهات المؤسسات النقابية وإضعافها.
5- ضعف الأداء الديموقراطي: غياب الانتخابات الدورية وانعدام الشفافية والاستقلالية والانفتاح عوامل أدت إلى تكلس الأداء الديمقراطي للنقابات ويعود ذلك إلى عوامل داخلية وخارجية أهمها تشتت الجسم النقابي بفعل اعتداءات الاحتلال المتكررة بحقه، فضلا عن تدخل الأحزاب السياسية في عمل وتشكيلات النقابات.
ويطرح الى ذلك الحل كخلاصة كالتالي: "من أجل إحداث تنمية سياسية واجتماعية حقيقية وحتى تكون الحركة النقابية الفلسطينية مواكبة للمتغيرات والمستجدات النقابية العالمية عليها تقديم أداء ديمقراطي عصري يعتمد على المهنية والشفافية والاستقلالية وأن تكون متحررة من تحكم الحزبي والسياسي في أدائها وتوجهاتها وتمويلها حتى تكون قادرة على نقده ووضع ما لديها من مطالب نقابية على أجندته"
10- مواصفات العمل النقابي
يعرف العمل النقابي، أو النقابة ببساطة أنها: "اطار يدافع عن الحقوق المادية والمعنوية لشريحة معينة داخل المجتمع.والطبقة/الشريحة هي مجموعة بشرية لها ظروف اجتماعية متقاربة مما يجعل مصالحها كدلك متقاربة.
وبالتالي يصبح عمل افرادها علي ايجاد ارضية للعمل التضامني من اجل الدفاع الجماعي المشترك عن الحقوق المادية والمعنوية امرا ملحا.
والخلاصة هي ان العمل النقابي الحقيقي ليس عملا مفتعلا او اراديا بل هو ضرورة ملحة ونتيجة طبيعية لظروف مادية ومعنوية ومستوى اجتماعي معين."
من الممكن أن نورد مواصفات العمل النقابي الفاعل من منظور أن العمل المنظم هو العمل ذو الجدوى بتحقيق النتائج لا سيما أن العمل النقابي هو عمل منظم بالتأكيد لذلك نطرح 10 نقاط نراها ذات صلة ببناء العمل النقابي السليم كالتالي:
1-ضروري: هو عمل ضروري وليس ترفا، فهو يتعامل مع حاجات أو أهداف ومتطلبات الشريحة المحددة (معلمين، عمال، طلاب، صحفيين...الخ) لاسيما أن العمل المنظم ومنه النقابي قد أصبح لا غنى عنه مع تطور المجتمعات وتوسعها، بحيث أصبح الانسان متعدد الانتماءات لأكثر من تنظيم: سياسي ونقابي ومجتمعي، ويحتاج لاشباع احتياجاته بمختلف الاتجاهات.
2-جهد قيادي/جماعي: إذ أن الهدف أو الأهداف الجماعية لا تتحقق بكتف واحد، وانما بمجموع الحبل المجدول، وعليه فلا مناص من الاستعانة بالكوادر النقابية وأيضا بالكفاءات والخبرات بالمجالات المختلفة الى جانب قيادة النقابة أو الاتحاد، مع ضرورة تطبيق آليات العمل الاداري/القيادي الفاعل من تخطيط وتنظيم ومتابعة ومحاسبة وتحقيق الانجازات ضمن عمل الفريق.
3-تكاملي تناغمي: فالعمل النقابي يتكامل مع العمل التنظيمي للفصيل، ومع العمل السياسي في إطار الثورة أو الدولة وفي سياق خدمة المجتمع بجميع فئاته وشرائحه.
4-مؤثر: مؤثر في حياة الناس إذ أنه يلبي متطلبات الفئة المعنية في النقابة، ويقوم بعملين معا حيث لا يقصّر في بناء القدرات النقابية بالتجربة والتدريب والتكوين في نفس الوقت الذي يخوض فيه النضال المطلبي داخل المجتمع والبلد.
5-ديمقراطي: بما أن العمل النقابي هو عمل منظم وضروري وجماعي وتكاملي فهو ديمقراطي يؤمن بالحوار والتعاون في ظل تفهم الاختلاف والاتفاق وحسن الاستخدام للغة والخطاب في آلية الاتصالات.
6-فن: نعم هو فن يجب أن يكتسب معه القائد النقابي خاصية أو ميزة القدرة على التعامل مع فئات المجتمع وخاصة الشريحة المستهدفة بالنقابة ليكون قادرا على استقطابها والتأثير فيها وتحفيزها للعمل ومن هنا تظهر اللمسات الشخصية والانسانية.
7-قانوني: العمل النقابي تحكمه قانون النقابة "الدستور أو النظام الداخلي أو اللائحة"، كما تحكمه قوانين البلد أو قوانين المحيط مادامت محققة لحرية العمل النقابي وديمقراطيته بما لا يتعارض مع القوانين الدولية
8-تغييري سلمي: إذ أنه يُسهم في تغيير المجتمع والفرد، وقوانينه بما يخدم الشريحة والمجتمع، وعن طريق وسائل النضال النقابي السلمية من تجمعات وتظاهرات واضرابات ومفاوضات...الخ.
9-منصة: هو منصة ايجابية من الممكن أن يستثمرها الكادر لبناء تجربته وذاته وهو منصة قد تفيد في حالات الانتقال للعمل التنظيمي او السياسي أيضا.
10-تطوعي: من أهم نقاط العمل المنظم وخاصة النقابي أنه عمل نقابي أي غير مأجور والمكافأة فيه تحقيق الأهداف، وخدمة الحق والمطلب وأهداف التنظيم النقابي والسياسي، ومن هنا فهو يرتبط بالايمان والقناعة وارادة العمل والتغيير.
والى ذلك من الممكن أن نشيرهنا الى أهم 3 عناصر في بناء النقابة أو الاتحاد ببساطة وهي : الاستقلالية والديمقراطية والجماهيرية.
(ملحوظة: الصور لملصقات من اصدار الاتحاد مركزيا او من الفروع،إضافة لصورة مجلة الزيتونة، مجلة الاتحاد، والصورة مع الخالد ياسر عرفات وصلاح خلف لعدد من أعضاء اللجنة التنفيذية لاتحاد الطلاب منهم صخر بسيسو وناصر القدوة والسفير لؤي عيسى والسفير فريز مهداوي، والسفير زهير الوزير)
amm