تغيير وجه الشرق الأوسط .. من المقصود؟!
نشر بتاريخ: 2025-05-06 الساعة: 09:49
الكاتب / موفق مطر
شهدنا خلال الأيام الماضية "فوضى منظمة "صممت واتخذت ذريعة لإرهاب المواطنين في قطاع غزة، وإرعابهم وإخضاعهم، ولوأد انتفاضتهم على فرع جماعة الإخوان المسلمين المسلح في فلسطين (حماس) فهذه الجماعة تسببت بنكبات تباعا، ومجاعة، وانتشار الأمراض، وهبوط درجة الفقر إلى قاع الأرقام، ومنحت الذريعة لمنظومة الاحتلال لإطلاق وتنفيذ خطة الإبادة الدموية الجماعية، كما فعلت فروعها الأخرى في أقطار عربية مستقلة.
ولكن بطرق أخرى، حيث دمرت البنية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وهشمت قواعد الأمن والاستقرار الفردي والجمعي، وفتحت الأبواب أمام دول طامعة في الاستحواذ على مواقع نفوذ سياسي وأمني ووجود على الأرض، وسهلت عمليات اختراقات اقتصادية، ساهمت بتدمير الاقتصاد الوطني للبلاد، وجففت مشاريع شرائح عديدة، بعد سيطرتها عبر خديعة التسليم بالديمقراطية – التي كانوا يعتبرونها زندقة! – واستخدام صناديق الانتخابات، كتمويه على صناديق الرصاص، للتمكن، وتمكين الجماعة للانقلاب بشكل أو آخر على النظم السياسية في أقطار عربية، ثم تتحول برلماناتها وحكوماتها إلى مجرد أدوات خادمة لمصالحها فقط، وتوظيف واستثمار مفاتيح ومقدرات الدولة، وخزائن الشعب العامة، المالية والاقتصادية، لرفع أرصدة الجماعة، وترك المواطن يعاني للحصول على لقمة عيشه، المسروقة أصلا، وكل هذا تحت يافطة "الحكم الرشيد" الذي ألبسته حماس "قناع المقاومة" لتبرير أفعالها وأعمالها المدمرة لمصالح الشعب الفلسطيني العليا، ولمشروعه الوطني، وإصرارها على وضع مصيره ومستقبل وجوده على أرضه، في خانة المجهول!
وما نكبة الانقلاب المسلح الدموي سنة 2007، واستيلاؤهم على السلطة في قطاع غزة، تحت سمع وبصر حكومة وأمن وجيش منظومة الاحتلال (إسرائيل) ونكبة 7 أكتوبر 2023 التي فاقت مخاطرها نكبتي 1948 و1967 إلا براهين مادية قاطعة، تبين موقع (الإخوان الإسلامويين) و (إخوان الفارسيين) الحمساويين، في معادلة "السبب والمتسبب ".. ومهمتها ضمن الأدوات اللازمة للصهيونية الدينية لتغيير وجه الشرق الأوسط كما قالها علنا أمس الأول بنيامين نتنياهو، الذي رد على معارضيه الذين أكدوا – بحكم مواقعهم السابقة كرؤساء حكومات ووزراء وقادة أجهزة أمن واستخبارات – حرصه على إبقاء سيطرة حماس على قطاع غزة! وتمرير الأموال بالحقائب، حتى تحين ساعة الصفر، و"امتلاك الشرعية المحلية والدولية "– كما قال نتنياهو – بقصد شرعنة الاحتلال والاستيطان وأخذ موقع الضحية! لحجب بصائر العالم عن كونه السبب المباشر لنكبات الشعب الفلسطيني، وما كان له أن يفعل خطة الإبادة دون متسبب منحه الذريعة!
أما الأخطر في قول نتنياهو، فهو تعمده إظهار قدرة حكومته على ضرب قيادات وأركان حزب الله وحماس، كعلامات بارزة على نجاح منظومته بتغيير الشرق الأوسط، لكن الحقيقة التي لا يبوح بها الآن، أن حملة الإبادة والتهجير والتدمير، وذروتها في قطاع غزة، وحملة جيشه العسكرية القاتلة والمدمرة على مدن ومخيماتها في الضفة الفلسطينية، وإجبار عشرات آلاف المواطنين على النزوح، ثم هدم وإحراق منازلهم، وطمس معالم المخيمات باعتبارها رموزا لقضية اللاجئين، ومنع الشعب الفلسطيني من استكمال استقلاله في دولة ذات سيادة، هو التغيير والهدف غير المعلن لحكومة الصهيونية الدينية التي يرأسها نتنياهو، كشرط لتمكين أصحاب المشروع (الاستعماري الدولي – الصهيوني) لرسم إسرائيل الكبرى.. فنتنياهو الذي يفاخر بتغيير الشرق الأوسط، قد واكب كرئيس حكومة ما سمي "الفوضى الخلاقة "حسب مصطلح هيلاري كلينتون و"الربيع العربي "حسب مصطلح الإخوان المسلمين منذ 2010 .. وعلينا التذكر دائما أن الأدوات المصممة للقيام بدور ومهمة المتسبب، لها صلاحية محددة غير مدونة، لكنها تنهى في اللحظة الأنسب!.
mat