الزهار .. عندما خرج من النفق وتقيأ !!!
نشر بتاريخ: 2021-06-01 الساعة: 10:03موفق مطر
لابد أن يعلم محمود الزهار أن من لا يؤمن بالوطن باعتباره مشروعا مستمر متجددا بلا نهاية لبناء انسان عقلاني متحرر وسليم من أمراض التخوين والاستكبار والفئوية والجهوية والحزبية المقيتة ، فإنه لا ولن يرى فلسطين كما يراها الوطنيون ، وكما جسدتها منظمة التحرير الفلسطينية وطنا تاريخيا طبيعيا ابديا لشعبها العربي الفلسطيني ..وأن المتهالك بالتقيؤ السياسي فاقد بصيرة لأنه بالأصل جاهل بنظرية الوطن
الدكتور محمود الزهار المتحكم كما يبدو في الصف القيادي الأول لحماس في قطاع غزة وبعد اختفاء غير معلومة اسبابه خرج من احدى أنفاق السنوار ( 500 كم ) ليظهر في لقاء على فضائية فلسطين اليوم :" نحن لا نستطيع ان نقبل ابداً ابداً ابداً – كررها ثلاث مرات - ان تكون منظمة التحرير ( شريك في هذه اللعبة ) لأنها لم تكن ..... اقول لك كانت تتمنى ان تهزم المقاومة ليعودوا الى غزة ويعودوا لفرض سيطرتهم عليها ".
ما يعنينا هنا اطلاقه مصطلحي (اللعبة) ( بروفة واضحة ) وهو ذات المصطلح الذي استخدمه السنوار وكلاهما قصدا أعمال حماس ( العسكرية ) ردا على العدوان الاسرائيلي ، لكن العائد بسيرة ( التقيؤ ) السياسي - كما وصف نفسه في احدى الفيديوهات المسربة - تقصَّدَ اشعال النار في صورة وحدة وطنية فلسطينية شعبية مثالية تجسدت فعلا على كل أرض فلسطين التاريخية والطبيعية اثر العدوان على القدس والمقدسات والمقدسيين في حي الشيخ جراح وجرائم الحرب التي ارتكبت بحق مليوني فلسطيني في غزة ، فراح يتهم" منظمة التحرير الفلسطينية بالتعاون مع الاحتلال ألإسرائيلي وأنها " ليست شريكا – بما سماه - النصر " ..ما يعني أن هذا الطرح القديم المتجدد للزهار ينسف مانطق به السنوار قبل اسبوع تقريبا عندما قال في خطابه :" يجب أن نجلس إلى الطاولة لترتيب منظمة التحرير، ووضع استراتيجية وطنية".
فالوضع الفلسطيني الآن متقدِّم، ويجب استثماره" السنوار قال هذا رغم محاولته التقليل من شأن المنظمة بتساؤله :" ماذا تساوي منظمة التحرير بدون القوة العسكرية لحماس والجهاد الاسلامي " رغم أن الحقيقة التي يعرفها ويدركها الشعب الفلسطيني ويجب ان تقال هي أن القيمة الحقيقية لحماس والجهاد ستكونا رافعة لمصالح وقضية الشعب الفلسطيني عندما يدرك قادتهما معنى الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، المجسد لاستقلالية القرار الوطني الفلسطيني ، فمنظمة التحرير التي يصفها الزهار بالتعامل والتعاون مع منظومة الاحتلال ( اسرائيل ) هي التي قررت انشاء السلطة الوطنية الفلسطينية التي صار بعد الانتخابات التشريعية في العام 2006 وزيرا للخارجية في حكومتها التي كان رئيس مجلس وزرائها هو ذاته رئيسه حاليا في جماعة حماس اسماعيل هنية .
يبرر الزهار صب حمم تقيؤاته السياسية على المنظمة بأن واحدا من قيادتها لم يتحدث عن تحرير فلسطين"!!!!! لكن اذا دققنا النظر جيدا واستطلعنا موقع فلسطين في منهج وسلوك محمود الزهار عضو جماعة الاخوان المسلمين فرع فلسطين المسمى ( حماس ) فإننا لن نستغرب اصراره على تحويل بوصلة الصراع وتوجيهها نحو منظمة التحرير الفلسطينية كلما وصل الجميع الى مرحلة وطنية ايجابية ، فهاهو نسمعه ونشاهده يتحدث عن فلسطين في جلسة خاصة غير علنية مريحة ( بالجلابية البيضاء ) لأفراد من جماعته الاخوانية قائلا :" فلسطين بالنسبة لنا مثل الذي يحضر السواك وينظف أسنانه فقط ، لأن مشروعنا أكبر من فلسطين غير الظاهرة على الخريطة ".وقال مؤشرا على مجسم كرة أرضية : " فلسطين ليست الهدف الأساسي للحركة ولمشروعيها بل مجرد خطوة أو مرحلة من مراحل المشروع الأكبر" .وقال ايضا :" عندما اسمع عن دولة فلسطينية على حدود 1967 بأنها من الثوابت اشعر بالتقيؤ ".
يصادق هذا المنحى عند الزهار ما كشفه تقرير خاص جدا لفصيل فلسطيني يساري رصد قولا للزهار بأن" غزة لا تعنيه كثيراً وبالتأكيد الضفة الغربية كذلك بل ان القدس لا اهمية لها في ظل المقام الاول الذي تحتله الصحوة الاسلامية العالمية الراهنة التي تجتاح ملياري مسلم تقريباً في معظم انحاء العالم!"
m.a