الانسانية باللغة الوطنية الفلسطينية
نشر بتاريخ: 2021-05-26 الساعة: 08:08موفق مطر
قسم الاخلاص لفلسطين يعني الوفاء بالعهد والقسم على حماية شعبها وصون مقدراته وتحصين قلعة صموده ، وفوق كل هذا وضع تضحيات شعبها في نسق المقدسات ، فكل مناضل ومقاتل ارتقت روحه في ميدان الصراع النضالي الكفاحي شهيد ، وكل مواطن شيخا كان أو امرأة او طفل ارتقت روحه في خضم الصراع بفعل عدوان الاحتلال وجرائمه ومجازره شهيد ، وكل بيت دمرته آلة حرب منظومة الاحتلال الاستعماري العنصري الارهابي سيبقى شاهدا على وفائنا حتى ترفع أركانه من جديد لتعود اليه أنفاس أهله الأحياء الطيبين وأرواح الشهداء الخالدة
بعض الوفاء نقدمه بتسريع الحلول الأنسب للمهجرين والمشردين ، وتأمين الحماية والرعاية ،والبدء بتنفيذ مخططات إعادة الإعمار، لكن الأعمار الانسانية التي قصفت وهي اشبه بفروع غضة طرية من شجرة العائلة الوطنية الفلسطينية ، أو التي قطفت بعدما كانت زهرة برية تليق بها الحياة في الربيع وكل ربيع ، أو الأمهات اللواتي حلمن برؤية اطفالهن بلباس العيد ، وكبرت احلامهن حتى بلغت الأمل برؤيتهن في أثواب حفلات التخرج الجامعية ، وكذلك الشباب والرجال الذين حسبناهم سنديانات في وجه الاعصار الصهيوني المدمر ، أو نحسبهم قد افتدونا وأنابوا عنا في المواجهة من نقطة الصفر، ودافعوا عن شرفنا وكرامتنا وعزتنا ، ودفعوا نيابة عنا ضريبة الحرية والتحرر ، فإننا لا يمكن اعادة اجسادهم الى الحياة الدنيا ، لكننا قادرون إن شئنا أردنا أن نطمئن أرواحهم بألا يغطي ركام وغبار ودخان اعصار الغزاة والعدوان والاحتلال والإرهاب الاسرائيلي العنصري دماؤهم .. وألا ننغمس في احتفالات التمويه على تضحياتهم ومعاناة الجرحى والمشردين من اهلهم الاحياء ، وألا نخرط بيانات وخطابات انتصارات وهمية ، وألا ننخرط في فتنة رسمت خريطتها في ذات مقر قيادة أركان جيوش حرب منظومة الجريمة ضد الانسانية ( اسرائيل ) .
القائد الوطني السياسي الذي يستحق هذا المسمى هو الذي ينتصر للشهداء والأمهات الثكالى،ولآباء حبسوا دموعهم حتى لا يراهم أولادهم فتنهار سمة الرجولة والعزة والصمود والشموخ ، هو المدرك بأن الخطاب الانفعالي لن يأت للشعب بالأمل ، وأن تلال الكوبونات وصناديق المواد الغذائية وأرتال الشاحنات التي تحمل الخيم والمساعدات التي يطلقون عليها ظلما مسمى ( الانسانية ) لن تمنع عنه حق استشراف الأمل بحرية واستقلال وسلام دائم .. هو المؤمن بأن الإنسانية عند الشعب الفلسطيني المناضل المكافح تعني تقديم وإعلاء المبادئ على المصالح ، وتطبيق شريعة الأمم الحرة المتحضرة وردع شريعة الغاب التي كرستها الصهيونية الاستعمارية العنصرية ، وعملت على نشر طفيلياتها في كل بقاع العالم .
وهو المؤمن بأن الإنسانية بالنسبة للشعب الفلسطيني تعني انتصار الشعوب الحرة التقدمية والدول ذات السيادة المسماة ديمقراطية وتقدمية لشرفها المخطوط في نصوص قوانين ومواثيق واتفاقيات دولية ، كما موقفا يشبه موقف فلسطين على الأقل إن لم يكن معها ، وثبات يشبه ثبات قيادتها الوطنية ، وصمودا وصبرا يشبه صبر شعبها الصغير العظيم ، فإن كان لديهم ما يخسرونه إذا قرروا التشبه بنا ، وهذا صحيح – فنحن خسرنا الكثير ومستعدون للأكثر ولكن لم نخسر كرامتنا وآمالنا وطموحاتنا بالحرية والاستقلال ، فالأصل بقاء الانسان حرا كما خلق وألا يخضع للظالم وألا يمنح الذل فرصة ولو لمرة واحدة ليصبح منهجا لحياته وسلوكه وعمله وقراره .
القائد الرمز الشرعي والسيادي تسيره المبادئ الأخلاقية الوطنية والأهداف المشروعة المرفوعة على الحكمة والعقلانية والشجاعة وتاج كل هذه الأمور وغيرها الإنسانية ، هو وحده القادر على المضي في درب الانتصار للشهداء والأحياء والصامدين والصابرين والعاملين على احياء ارض وطنهم فلسطين ، لذا فإنا نرى الرئيس محمود عباس ابو مازن لا يعبأ لسهام التجريح والتشكيك وحتى التخوين ، فالإيمان عنده بحق شعبه في الحياة هو درعه الواقي ، فهو رئيس انسان وللسلام أولا وأخيرا ، سيخوض حقول الغام زرعت حوله في دوائر محلية وإقليمية ودولية حتى لا يقوى على الحراك ، لكنه وبإعجاز سيجتازها بأدواته الدبلوماسية السياسية ، وبالمقاومة الشعبية السلمية التي لن تتوقف مدفوعا بالوفاء لأرواح مئات آلاف الشهداء ارتقت من ارض فلسطين الى سمائها وآخرهم أرواح رضع وأطفال وعائلات ابيدت ، فالقائد الوطني الحقيقي لا يحتفل إلا عندما يتحقق الانتصار باستكمال قيام أركان الدولة والاستقلال والسيادة ...فكيف يحتفل والقدس عاصمة فلسطين الأبدية ومدينة الله مازالت مسيجة بأسلاك الاحتلال ومسلط عليها ارهاب منظومة دولة الاحتلال والعنصرية ( اسرائيل) ؟!
m.a