جيل فلسطيني رابع وأسلحة مجرمي الحرب (الذكية ) !!!
نشر بتاريخ: 2021-05-17 الساعة: 10:08موفق مطر
صحيح أننا لا نمتلك طائرات وصواريخ أو أي اسلحة استراتيجية ، لكن فينا ولدينا مخزون اعظم واقوى وأشد تأثيرا منها في المنازلات والمعارك ورسم دوائر الصراع ، وقد لا يصدق المرتكزون على منطق القوتين الاقتصادية والعسكرية كمعيار لقياس وتصنيف الدول والشعوب العظمى أن الشعب الفلسطيني المؤمن بهويته الوطنية وجذوره الانسانية العربية الفلسطينية قادر على اثبات جدارته بتبوء مكانة الشعب العظيم ، ودفع فلاسفة وحكماء علوم السياسة وفقهاؤها لإعادة النظر بالمقاييس والمعايير المعتمدة ...فلا شعب في العالم تتالت على ارضه الحملات الاستعمارية كما حدث مع الشعب الفلسطيني ، وكلها كانت مشاريع احتلال واستعمار استيطان وكانت الابادة أو التهجير على رأس قائمة اهداف خطط المستعمرين ، وحتى لا نتوغل كثيرا في التاريخ فإن الحملة الاستعمارية البريطانية التي هيأت كل الظروف لحملة الغزو والاستيطان والاحتلال والاستعمار العنصري الصهيوني وابتداء تجسيدها عمليا بوعد بلفور عام 1917 قد تكون شاهد اثبات على ما نذهب اليه ...لكن الشعب الفلسطيني قد حمى شجرة الانسانية المقدسة من اجل زمانه اللانهائي على ارض وطنه، ومن أجل زمان افضل للإنسانية.
أحداث الأيام الماضية التي صنعها الشعب الفلسطيني تكفي وحدها لكتابة رسالة لكل المعنيين بقراءة التاريخ ، وصياغة مكونات ومقومات الدول والشعوب ، فشباب فلسطين من الجنسين اول الذين انقذوني من اختناق كاد ان يكون محتوما بسبب كثافة الغازات الخارقة الحارقة للرئة والعينين عند حاجز الاحتلال الارهابي الاسرائيلي في المدخل الشمالي لمدينة البيرة ، حاجز المعسكر والمستوطنة المسمى ( بيت ايل ) اثناء مواجهات شعبية مساندة لشعبنا في القدس وغزة وبمناسبة مرور 73 عاما على النكبة في 15 ايار عام 1948 قد زادوني بشحنة ثقة لانهائية بإيماني بالفكرة التي كتبناها في المقدمة ، أما الصور التي تأتينا من القدس ومن كل مدينة وبلدة في فلسطين التاريخية والطبيعية المحتلة ، من اللد ويافا وحيفا وعكا والجليل وكفركنا والطيبة وأم الفحم والرملة فإنها تحمل لنا بشرى البقاء ليس على أرض الوطن وحسب ، بل بقاء الايمان المتجسد بالفعل للحفاظ على الهوية ، هوية الشعب الحافظ والحامي والضامن لهوية أرض وطنه ، فقد برهن شبابنا على فشل رؤساء المشروع الصهيوني في تذويب وصهر الشخصية الوطنية الفلسطينية وصبها في قوالبهم ، او تجريد اجيال فلسطينية من عقيدة الانتماء ودفعهم للتماهي والانسجام رغم اساليب الاغراء المادية والنفسية ، فقد اثبت شبابنا اخلاصهم وقدرتهم على تحمل أمانة حماية الجذور الفلسطينية الضاربة في أعماق فكر وعقل وقلب وشرايين وفعل وعمل وسلوك كل واحد فيهم باعتبارهم الجيل الرابع ، فالقدس لم توحدنا وحسب كما قال الرئيس ابو مازن ، بل بعثت على دنيا فلسطين اشعاعا يبشر بصبح الحرية والاستقلال ، ومنحتنا ثقة لا لبس فيها بإمكانية التحرر من ارهاب وعنصرية الاحتلال ، فوحدتنا وتوريث الصدق في الانتماء سلاحنا الاستراتيجي الذي لا نحتاج فيه الى فولاذ وبارود ، وإنما الى الانسان المواطن الوطني وهو المادة الأعظم التي تجعل منا شعبا عظيما ، مادة لا تفنى و لا تقوى عليها المضادات حتى لو اجتمعت عليها كل قبب العالم الحديدية .
مجرمو الحرب في المنظومة العنصرية المسماة اسرائيل يقدمون كيانهم على شكل دولة لكنهم في الحقيقة والواقع ائتلاف منظمات وجماعات خارجة على الناموس الانساني ، راكبة صهوة الديمقراطية وتدعي أنها احزاب ، استطاعت بحكم نفوذها وسيطرتها منع أي موقف سياسي او انساني من جرائمها وقيدته بقوانين ( اللاسامية ) في معظم دول العالم المؤثرة ، لتمارس جرائم الحرب والإبادة ضد الشعب الفلسطيني .
مجرمو الحرب مرتكبو الجرائم ضد الانسانية سيصنفهم التاريخ اعداءً للإنسانية وأخلاقها وقوانينها وشرائعها ، مجرمون صنعوا في مختبرات دول استعمارية كبرى بتزويج نطف الشيطان مع ذرات الجحيم ، انتهجوا قتل الأمهات الفلسطينيات وأجنتهن في بطونهن ، ووضعوا الرضع والأطفال هدفا لصواريخم وقنابلهم (الذكية!!) .
جيل فلسطيني رابع بعد النكبة لا يقر ولا يستسلم ولا يخضع للقوى التي فرضتها على اجداهم ، وإنما ينتصر عليها برسالة للعالم مخطوطة بتضحياتهم " إننا هنا كنا وهنا باقون وهنا سنكون ".
m.a