القدس ومعركة السيادة وحماية المقدسات
نشر بتاريخ: 2021-05-09 الساعة: 13:46الكاتب: محمد أبوقايدة
تمر القضية الفلسطينية في أحلك الظروف سوادة في تاريخها المعاصر، في ظل الحالة الدولية الراهنة والوضع العربي والإقليمي المتردي وحالة الإنقسام الفلسطيني المدمر، من هنا جاء رفض حكومة الإحتلال الإسرائيلي اليمينية المتطرفة بقبول فكرة حل الدولتين، أي إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من حزيران لعام 1967
وبناء عليه فإن حكومة الإحتلال الإسرائيلي وضمن إطار سياسي ممنهج، وخطة مدروسة ، تعمل على تصفية القضية الفلسطينية وتقويض فكرة دولة فلسطين، بفرض الوقائع الجديدة على الأرض، ويرتكز هذا الإطار والخطة على ثلاثة محاور رئيسة وهي مرتكزات ما يسمى ب" صفقة القرن".
المحور الأول: ويتمثل في استكمال مشروعها الاستيطاني وإضفاء الشرعية على المستوطنات وتوسيع الاستيطان والاستيلاء على أراضي الضفة والعمل على فصل جنوبها عن شمالها من خلال هدم قرية الخان الأحمر
في بادية القدس، وتقطيع أوصال الضفة في مناطق مختلفة كالريسان والمزرعة الغربية والمغير وغيرها من المناطق.
المحور الثاني: ويركز على ادامة الانقسام وتعطيل المصالحة والوحدة الوطنية وفصل قطاع غزة عن الوطن الأم، بالمساعدة في إقامة كينونة سياسية هزيلة في القطاع بمباركة أمريكية ودول إقليمية.
المحور الثالث: والذي يتمثل في تهويد القدس وطمس هويتها الفلسطينية العربية خاصة بعد اعتراف الإدارة الأمريكية بها كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية اليها وهذا ما سنتحدث به في محور هذا المقال.
فقد لوحظ في الآونة الأخيرة بأن القدس والتي تعتبر بوابه السماء وسيدة الأرض والعاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة تتعرض إلى هجمة محمومة من قبل حكومة الاحتلال التي تتبع سياسة الأسرلة في المدينة المقدسة والتهجير القسري لسكانها الأصليين من بيوتهم كما يحدث فى حى الشيخ جراح والملاحقة والابعاد والاعتقال، واستهداف رموز السيادة الوطنية الفلسطينية في المدينة وقيادات الحركة الوطنية في القدس من
أبناء حركة فتح وفصائل العمل الوطني ٠
وبالتأكيد فإن هذه الهجمة دليل واضح على فشل حكومة الاحتلال في فرض سيطرتها على القدس كما تدعي دوما.
ليس هناك أدنى شك بأن حكومة الاحتلال تهدف من وراء هذه الهجمة إلى تغيير الطابع الديموغرافي للمدينة وطمس هويتها الوطنية الفلسطينية وتوجيه ضربة للسيادة الوطنية فيها وخصوصا بعد التصدي لتسريب العقارات في المدينة.
على الاحتلال أن يدرك بأن كل هذه الإجراءات ضد أبناء الشعب الفلسطيني لن تفلح في كسر إرادة وصمود أهلنا المقدسيين الصامدين الصابرين على ارضهم المؤمنين بعدالة قضيتهم وقدسيتها، ولن تحول دون مواصلة الدفاع المستميت عن مدينة القدس الفلسطينية العربية، والوقوف بكل صلابة في مواجهة مسربي العقارات والمستوطنين والمدعومين من حكومة اليمين المتطرف وافشال كافة مشاريع التهوید الإسرائيلية في اعقاب نقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية اليها وحتما سينتصر أبناء القدس في كل معاركهم العادلة كما انتصروا في معركة البوابات الالكترونية سابقا.
يتوجب على كافة القوى والفصائل التوحد في تلك المواجهة والمعركة، التي يخوضها المقدسيون فى حى الشيخ جراح وساحات المسجد الاقصى واسنادهم ودعمهم بكافة الإمكانات المتاحة لأن معركة القدس هي المعركة المصيرية في الحفاظ على مقدساتنا وتقوية أهلنا في القدس، وترك التجاذبات السياسية الى ما بعد افشال مخطط التهويد والاستيطان.
إن المعركة الحقيقية هي في القدس والانتصار سيكون هناك لمقدساتها و على عتباتها وأسوارها وأبوابها ومساجدها وكنائسها، فكل التقدير لأهلنا في القدس ولأبناء حركة فتح الذين يخوضون معركة القدس ملتحمين بالقيادة السياسية الشرعية الوحيدة وعلى رأسها الرئيس محمود عباس الذي رفض إجراء الإنتخابات بدون مشاركة اهل القدس والذي يقف سدا منيعا في مواجهة كل المؤامرات التصفوية التي تحاك ضد قضيتنا ومقدساتنا وتبقى القدس عاصمتنا الأبدية ولنا عاصمة تعيش فينا.
mat