الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الارادة الفلسطينية تنتصر على ارهاب ( ايتمار ) و(جماعة المعبد )

نشر بتاريخ: 2021-05-09 الساعة: 09:34

 موفق مطر  

ستضيف سلطة قضاء منظومة الاحتلال الاسرائيلي العنصرية جريمة جديدة  الى قائمة جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية إن منحت المستوطنين الارهابيين الضوء الأخضر للسيطرة على بيوت العائلات الفلسطينية المهددة بالإجلاء لأنها ستكون شريكة في جريمة وصفها المجلس الأعلى لحقوق الانسان التابع للأمم المتحدة بأنها ترقى الى مستوى جريمة  الحرب ، وهذا ما يجب ان نسلط الضوء عليه  كشفه للرأي العام العالمي المضلل بالرواية الصهيونية الاستيطانية ، فنحث المسئولين في الدول المساندة والداعمة لمنظومة الاحتلال على تحكيم ضمائرهم الانسانية ، واستشراف مخاطر الاستمرار في مسار الصمت  والتغافل عن جرائم حرب  (صديقتهم اسرائيل ) ! . 

الآن وبعد بلوغ معركة القدس مرحلة متقدمة ، وبروز ردود افعال دولية هامة ادناها الاعراب عن القلق  وأحسنها المشتقة من روح القانون الدولي  وإمكانية محاسبة منظومة الاحتلال على جرائمها ، لا نريد من فصائل اغرق ناطقوها أو قادتها  وسائل الاعلام ببيانات تهديد باستخدام سلاحهم  إلا الكف عن وضع قضية القدس في منصة المزاد ، والعمل على حث  المنتسبين عندهم ومناصريهم للالتزام بقواعد المقاومة الشعبية السلمية التي اتخذها المقدسيون سبيلهم ، فاللحظة تاريخية ، لا تحتمل سرقة هبة القدس ، أو حرف الأنظار عنها  ( بفرقعات صواريخ  ) ستقلب المعادلة لصالح نتنياهو والمستوطنين  المجرمين ..فالكل الفلسطيني متفق على المقاومة الشعبية  السلمية ، أي على صراع الارادات ، وقد اثبت المقدسيون صوابها وإمكانية تحقيق انتصارات ، والأهم الآن أن يتجه الجميع لتطبيق القرار الصادر عن اجتماع الأمناء العامين للفصائل  تشكيل قيادة موحدة للمقاومة الشعبية مادام الجميع قد قال بضرورة جعل القدس ساحة اشتباك  وفرض الارادة الفلسطينية فيها ، ، فالوطني يرفع علم فلسطين فقط في كل مكان في القدس ، فراية الوطن توحد ولا تفرق ، أما الراية الحزبية فإنها تفرق وتشتت وتشرذم اذا رفعت في المعارك الوطنية المصيرية فما يحدث في القدس اليوم امتحان ، ونأمل المنافسة على النجاح بامتياز ... 

لم تقبل منظومة الاحتلال الاستعماري العنصري مشهد المواطنين الفلسطينيين في القدس  وهم يسقطون علمها ارضا ويحطمون خيمة نائب في الكنيست ( ايتمار بنغبير ) ، وانهيار المستوطنين  وهروبهم ما اضطره لسحب مكتبه من حي الشيخ جراح بكراسي بلاستيك بلغت بعد المواجهة مستوى اغلى وارقى انواع الكراسي المعروفة في العالم  ككراسي الأغنياء الوثيرة  وحتى كراسي البرلمانات التي تتصارع عليها الاحزاب والقوى والأشخاص المتيمون بالجلوس على الكراسي حتى لو كان الثمن ثوابت ومقدسات !!. 

لم تقبل منظومة  جرائم الحرب انتصار الارادة الوطنية الفلسطينية ، والكلمة الفصل  التي جسدها  أصحاب الحق  والتاريخ  عمليا  ، فشنت حملة عسكرية دامية  على المصلين في الحرم القدسي ، فبدا للعالم مدى انسجام  وتناغم  سلطة الاحتلال العسكرية مع رئاسة حكومة المنظومة وسلطة الكنيست التي اعتبرت هزيمة عضوها  الارهابي ايتمار علامة ضعف وجب تعويضها باستعادة زمام الأمور والسيطرة عبر إراقة دماء الفلسطينيين في الحرم القدسي وكسر ارادة  الفلسطينيين تمهيدا لغزو المستوطنين ( جماعة المعبد ) الارهابية  للحرم المتوقع بعد غد ، ، وقد تستخلص سلطة الاحتلال العبرة من صمود المواطنين الفلسطينيين في القدس وتضحياتهم ودفاعهم المستميت عن مقدساتهم  وقدسهم العربية  ( ليلة (الجمعة - السبت )  ومواجهتهم لقواتها المدججين بالسلاح والرصاص بأنواعه والقنابل في باحات الحرم القدسي وعند بوابات الأقصى ، فتمضي قدما في قرار منع دخول المستوطنين ، لكن المرجح خضوعها لتوجهات المستوطنين لاعتبارات متصلة بعمليات شد وجذب  وحشد في مسار تشكيل الحكومة الاسرائيلية . 

نشهد في القدس معركة الحفاظ على هويتها  الوطنية  الفلسطينية ( عاصمة فلسطين ) وتراثها العربي الانساني الروحي ( مدينة السلام )  وحماية مقدساتها ومنع تنفيذ مخططات تهويدها ، وتهجير اهلها  وتحديدا في هذه اللحظات المواطنين في حي الشيخ الجراح منها ، أما بالنسبة للغزاة المحتلين المستوطنين العنصريين فالأمر مرتبط  ( بمزاد مفتوح على سفك دماء الفلسطينيين ) فلهؤلاء مفاهيم وتعاميم مخالفة لقيم ومبادئ الانسانية وشرائعها السماوية وقوانينها ، لذا سيباشرون  المساومة واستغلال  التنافس بين معسكري نتنياهو ولبيد للضغط والتأثير للفوز بقرار من حكومة المنظومة للسماح لهم  من استباحة الحرم القدسي  في اللحظة الأخيرة  ولا نستبعد اقدامهم على ارتكاب مجزرة بحق المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى والمدافعين القدس العربية بكنائسها ومساجدها وبيوتها العتيقة  . 

 

...

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024