الرئيسة/  مقالات وتحليلات

سنبقى نحبك مادامت فلسطين في قلبك

نشر بتاريخ: 2021-04-13 الساعة: 09:10

 موفق مطر  

 كتبت على فضاء ظاهر في اطار صورة ضوئية ( فوتغرافية ) كنت قد التقطت لحظتها في تونس الشقيقة للقائدين  ياسر عرفات ابو عمار وخليل الوزير ابو جهاد  - رحمهما الله  وهما يتقدمان بخطوة ثابتة  ولحظة تصميم معبرة على محياهما لدخول قاعة اجتماع للمجلس المركزي الفلسطيني في العاصمة التونسية  " سنبقى نحبك مادامت فلسطين في قلبك ) وقدمتها كهدية للقائد الرمز ياسر عرفت بمناسبة عيد ميلاده خلال احتفال نظمه الراحل العميد ابو العبد خطاب – رحمه الله - خلال  دورة  للأشبال والزهرات  الفلسطينيين حملت اسم الشهيد ابو جهاد بعد حوالي عام  ونصف العام على استشهاده  . 

استشهد القائد العام الرمز الرئيس ابو عمار ، لكن فلسطين التي اشترطنا فيما كتبناه على الصورة أن تكون في قلبه حتى آخر نبض في عروقه  لتخليد حبنا له بقيت ، وستبقى مادامت الشمس تشع على الدنيا من المشرق ، فنحن نحب قادتنا الذين يضربون الأمثال في حبهم لفلسطين الحرية والتحرر، على درب الثورة حتى النصر ، درب استقلال  القرار الوطني ،  درب الموائمة  في النضال والتوازي بين التحرر والبناء ، درب الدولة والتقدم  والنمو ، درب الانتماء وتكريس الهوية الوطنية التقدمية الديمقراطية  ، نحب تضحياتهم ، وأفكارهم ، ونظرياتهم  الصائبة ، وإبداعاتهم  في ميادين النضال اللا محدودة  ، نحبهم ماداموا متعاقدين مع فلسطين على الحب الخالص المجرد من المنافع والمكاسب ،  حب متحرر من الرغبة السلطوية الجامحة نحو الكراسي والمناصب على حساب القيم والمبادئ  ، لكننا نحب فلسطين  التي سنراها في قلوبكهم وعقولهم وسلوكهم وأعمالهم ، فالقائد في امتحان دائم ، لا مجال فيه للهبوط عن درجة النجاح بالممتاز جدا  وبامتياز ، ومطلوب منه تقديم  البراهين العملية  كل يوم ليؤكد للجماهير أنه في قلب ومركز قضايا الوطن ، صادق مخلص وفي للعهود والمواثيق ، ونموذج للالتزام النقي . 

ينحرف ( قادة ) عن الدرب أو قد يجدون انفسهم  في متاهات دخلوها لإفراطهم في الاعجاب بوجوههم التي يرونها في المرآة الف مرة مابين الصبح والمساء ويتجنبون رؤية غيرها رغم ضجيجهم في مقولات الرأي والرأي الآخر والديمقراطية  والتعبير عن الرأي .. وغيرها الكثير من المصطلحات المنمقة ، فنحن في بلادنا لا ضريبة على الكلام  حتى لو كان ضربا من العبث بوعي الجمهور ، وقد تصاب قلوب بعضهم بمرض الغرور والتضخم ، وتنمو على ادمغتهم كتل ضاغطة ، فيختلط عندهم  الصواب  بالخطأ  ويفقدون القدرة على التمييز بين  الالتزام  والتشرذم ، بين الانتماء والارتماء في احضان رغبات الذات الجائعة والشهوانية ، ويخضعون لإرادة  الغير أو يقدمون انفسهم كمنافسين في حلبة تقديم الخدمات اللا وطنية لمن يدفع اكثر ، أو لمن يساندهم في تحقيق مآربهم ، ، مثل هؤلاء ستسقط عنهم سمة وصفة ومكانة وهيبة مهمة القيادة  اذا ظنوا ان فلسطين ( الوطن ) بحجم عضلة  لحمية تقبع بين اضلاع قفص صدري عظمي تسمى في اللغة العلمية القلب ، فيحسبون انفسهم عظماء بقامات أكبر من الوطن ، وكأنهم لا يعلمون ان ظل المرء مهما تمدد فإنه في لحظة الزوال سيتلاشى على حواف قدميه ، وان القائد الحقيقي هو الذي لا تأخذه العزة  بطول وعرض ظله ، وإنما بما يثبته ويجسده كحقائق ووقائع مادية على الأرض ، تشع عليها الشمس وتمر عليها كل متغيرات الطبيعة  والعوامل الخارجية  والدخيلة والطارئة والصعبة ، لكنها تبقى خالدة ، كسراج زمن الظلم والظلام  ، تلهم الجمهور، يستقوي ويتقوى بمعانيها الروحية والمادية . 

تخسر حركات التحرر ، والأحزاب والتنظيمات  والقوى كل التضحيات وتذهب دماؤهم وأرواحهم هدرا اذا ظن  واحد في الاطر التنظيمية لها أن الوطن ( الأرض والشعب ) غنيمة ، وأنه حر بفعل ما يشاء بحصته ، فهذه العقلية هي الزلزال بقوة عشر درجات الذي يؤدي الى الخراب  والسقوط والنهاية الأبدية لهذا الكيان السياسي أو ذاك ، ذلك أن أول درس في الانتماء للتنظيم كان الالتزام والوفاء بالعهد والقسم ، فكيف وأن مناضلي حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح قد أقسموا على الاخلاص لفلسطين ( الوطن ) قبل تعهدهم بحفظ اسرار حركتهم وما يعرفون من امورها ، فالذي يقدم مصلحته الشخصية  الفردية على مصلحة الوطن ، ولا يعبأ بمكانة فلسطين في قلب كل مناضل في الحركة ، وجب عليه أن يعلم أنه يطعن فلسطين مهما ادعى وقال وخطب  ورش المنابر بالمبهر من الكلام . 

 

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024