مدرسة أبو مازن السياسية
نشر بتاريخ: 2021-03-30 الساعة: 10:26موفق مطر
سيقرأ الفلسطينيون يوما ما شهادات باحثين ومفكرين سياسيين كبار حول واقعية وعقلانية رئيسهم وقائد حركة تحررهم محمود عباس أبو مازن،وكيف منح الشعب الفلسطيني، منظومة فكر وعمل سياسي وطني ديمقراطي ورفع ركائز مدرسة بمنهج وطني تحرري، قومي، إنساني،وكيف كرس المواقف الصحيحة الصريحة ، والنبل في الخصومة السياسية .
انتصار الحق عند أبو مازن نتيجة حتمية ، لكن لتحقيقه لابد من إيجاد الحلول المنطقية لمعادلة الصراع ، والمواءمة بين المصالح العليا للشعب الفلسطيني مع الشرعية الدولية و القانون الدولي ، والانسجام مابين القيم الأخلاقية ، ومناهج السياسة الضامنة للحقوق الطبيعية للإنسان الفلسطيني المظلوم .
يقضي منهج رئيس دولة فلسطين محمود عباس ابو مازن بتوسيع دائرة الأصدقاء، وتضييق مساحة الخصوم والأعداء، واستخدام أدوات وأساليب الصراع المناسبة للمرحلة وظروفها، بالتوازي مع تعميق الثوابت والحقوق غير القابلة للتصرف في وعي المواطن الفلسطيني ، فالرئيس معني بالإبقاء على بوابات السلام مفتوحة ، ينفذ منها إشعاع أمل ، فصناعة الحرب والكوارث والمآسي بمليون مرة من صناعة الحياة وبعث الأمل عند الناس ، وقد اختار أبو مازن أصعب مهمة قد يتولاها رئيس وقائد ، فرئيس الشعب المناضل من اجل الحرية والتحرر والاستقلال معني بديمومة ألأمل الذي على أساسه ترفع أعمدة العطاء والعمل والإبداع بلا حدود .
لم يفكر أبو مازن بدخول أمجاد التاريخ في صورة بطل ، بسيف يقطر دما ، أو بصور مأساوية فيها من المعاناة ما يدمي القلوب ، ولم يلجأ لقرارات تؤدي إلى لاستدراج الاحتلال لإرضاء غرائزه الوحشية بهدر دماء الشعب الفلسطيني وتدمير مقدراته..
كان ومازال في صفحات التاريخ ما يكفي ليكتب الرئيس دولة فلسطين أبو مازن ما يجعله فخرا للشعب الفلسطيني ، فتفكيك أسلاك الألغام الموقوتة المعقدة في فلسطين المرتبطة بأقطار عربية وبدول الشرق الأوسط وحتى بدول وراء المحيطات ليس ممكنا إلا لرئيس يمتلك الحكمة والخبرة ، والعقل القيادي ، والرؤية التاريخية والواقعية والمستقبلية ، والقدرة على الجمع بين الطاقات الفردية والجمعية وتوظيفهما لصالح الأهداف الوطنية السياسية.. واخذ الكل الوطني إلى بر الأمان.
يدرك القادة العرب، وكل قادة العالم أهمية ومكانة رئيسنا ابو مازن كحافظ وضامن للسلام في منطقة زرعت أرضها بالبارود ، وطالت حتى ما تحت وسائد الناس الطيبين ، حيث تكفي شرارة واحدة لإشعال دائرة وأكثر ، لتخلف كوارث لا تحصى ولا يحمد عقباها ، لكن بعضهم يكابر ، وبعضهم الآخر يتآمر ، فيما يحاول بعضهم أيضا المساندة لتحقيق رؤية رئيس الشعب الذي أنزلت به أفظع المآسي والنكبات ، فهؤلاء يدركون جيدا أن فقدان التواصل مع رئيس العقلانية والواقعية السياسية ، رئيس السلام الإنسان ، سيؤثر سلبا على مصداقية الكبار في العالم ، وسيفقدهم القدرة على صنع سلام متوازن مستقر في الشرق الأوسط .
m.a