الشهيد المناضل العقيد وليد مصطفى عبود أبو مدللةعيسى عبد الحفيظ
نشر بتاريخ: 2021-01-19 الساعة: 09:52
الشهيد المناضل/ وليد مصطفى عبود أبو مدللة (أبو عمر) من مواليد مخيم رفح بتاريخ 29/7/1951م، تعود جذوره إلى قرية عصيرة قضاء نابلس، حضر والده إلى قطاع غزة عام 1948م، حيث كان شرطياً زمن الانتداب البريطاني حيث اشتهر والده بكنية الشاويش.
انتقلت الأسرة للإقامة في جباليا عام 1960م، بسبب عمل والده حيث كان منزلهم مجلساً للجميع وكان وجهة للصلح في المنطقة وحل المشاكل بين الناس.
انخرط وليد أبو مدللة في العمل النضالي، وفي مخيم جباليا الذي يمثل بؤرة العلم النضالي والمقاومة وهو في سن الثامنة عشرة من العمر خلال احتلال إسرائيل غزة.
أنهى دراسته الثانوية ومنع من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي من مغادرة القطاع لاستكمال دراسته الجامعية في الخارج.
عمل في مجال الحدادة وكان له الفضل في تعليم عدد كبير من المواطنين لهذه المهنة والمهن الحرفية الأخرى.
كان تربطه علاقة وثيقة مع أصدقائه المطاردين أمثال/ الشهيد: رجب الشاكر حميد، محمد زيد، ومنير أبو اللبن.
كان وليد أبو مدللة (أبو عمر) يتمتع بشعبية كبيرة في شمال قطاع غزة، حيث عُرف بطيبة قلبه، ومحبوباً لدى الجميع وكان يقدم كل ما يستطيع للفقراء والمحتاجين ويلبي احتياجاتهم دون مقابل.
سافر في عام 1983م، إلى الأردن بعد السماح له بالخروج وذلك لزيارة خاله المناضل المرحوم الدكتور/ زهدي سعيد أحد قيادات القطاع الغربي ومحافظ شمال غزة بعد قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية، وكانت زيارته للأردن محطة فارقة في عمله النضالي حيث تم تكليفه بمتابعة تشكيل بعض النقابات في غزة، وكان بعد ذلك حلقة الوصل بينهم وبين قيادة العمل الوطني في الخارج.
مع اندلاع الانتفاضة المباركة الأولى عام 1987م، اعتقل وليد مدللة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي حيث كان أحد العناصر المؤثرة والتي لعبت دوراً في الانتفاضة وتم الحكم عليه ثلاث سنوات وأفرج عنه في بداية عام 1991م، اعتقل مرة أخرى للتحقيق لمدة (22) يوماً، وأعيد اعتقاله مرة ثالثة لمدة (40) يوماً، وأعيد اعتقاله إدارياً بصحراء النقب في بداية عام 1992م، لمدة ستة أشهر وأفرج عنه، واعتقل في مطلع عام 1993م، لمدة خمسة أشهر في معتقل أنصار (2) بغزة.
كان اسم أبو عمر لامعاً ومعروفاً لدى كافة الأخوة الأسرى والمعتقلين في سجن أنصار في ذلك الوقت. فقد كان ممثلاً للمعتقلين في السجن.
عُرف بمواقفه الوطنية والتنظيمية التي يشهد عليها أبناء الحركة وكافة الأسرى من أبناء التنظيمات الأخرى في سجون الاحتلال، كانت له جهود كبيرة في الدفاع عن الأسرى خاصة من تغول الشرطة العسكرية الإسرائيلية وسياستها بتكسير العظام التي اتبعها المحققون العسكريون وضباط الشاباك وممارساتهم التعسفية بحق الأسرى والمعتقلين.
بعد الإفراج عنه وقدوم القيادة الفلسطينية وقوات الأمن الوطني إلى أرض الوطن عام 1994م، أصبح أبو عمر أبو مدللة مسؤولاً لرابطة مقاتلي الثورة القدامى في شمال غزة، حيث كان يقدم المساعدة لكافة أبناء الشعب دون تمييز أو تحيز.
التحق وليد أبو مدللة (أبو عمر) في جهاز المخابرات العامة عام 1997م، وعمل مديراً في إدارة العلاقات العامة للجهاز.
تميز أبو عمر مدللة بمواقف وطنية رائعة وخدم كل من استطاع خدمته من أبناء شعبه، حيث كان منزله يستقبل الجميع دون تفريق، ويمد يد العون لكل من استطاع.
أصيب بمرض السرطان، حيث وافقته المنية وهو في رحلة علاج في مدينة القدس بتاريخ 22/11/2013م، وووري الثرى في مقبرة جباليا.
أبو عمر أبو مدللة ذلك الرجل الصادق المعطاء، نظيف اليد، عفيف اللسان، وكانت خصاله الحميدة سر محبة الناس له، حيث عُرف بانتمائه الوطني، جريئاً في قول الحق، ملتزماً ومخلصاً للجميع.
رحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
mat