الرئيسة/  مقالات وتحليلات

وثيقة بتسيلم تؤكد المؤكد باسم برهوم

نشر بتاريخ: 2021-01-18 الساعة: 13:55


اهمية الوثيقة التي اصدرها قبل اسبوع مركز حقوق الانسان الإسرائيلي في الارض الفلسطينية المحتلة "بتسيلم" تكمن بأنها اول وثيقة من جهة اسرائيلية تصف اسرائيل بانها دولة عنصرية، دولة فصل عنصري، دولة ابارتهايد. ولان الوثيقة من مصدر اسرائيلي لاحظنا تعامل وسائل  الاعلام العالمية معها، فكثير من وسائل الاعلام هذه قد تبنت او تناولت الوثيقة باسهاب، الامر الذي لم يعد بمقدور اسرائيل اخفاء حقيقتها العنصرية، خصوصا بعد ان اقرت رسميا قانون يهودية الدولة وانها دولة "الشعب اليهودي" وان المواطنة هي حق حصري باليهود وما تبقى هم سكان لا حقوق كاملة لهم.

بالنسبة للفلسطيني الذي يقرأ الوثيقة فهو انما يرى واقعه الذي يعيشه، فهو يلمس يوميا الممارسة العنصرية لدولة الاحتلال، ويشعر بوضوح وفي كل لحظة الفارق في المعاملة بينه وبين اليهودي، الذي كما قالت الوثيقة يعيش واقعا واحدا منسجما من البحر الى النهر، في حين يعيش الفلسطيني واقعا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا مختلفا من منطقة الى اخرى. فقد فرضت دولة الفصل العنصري على الشعب الفلسطيني ان يعيش في معازل، وكل معزل له واقع مختلف، داخل الخط الاخضر، وفي القدس الشرقية، وفي الضفة، وفي قطاع غزة. وحتى في كل معزل هناك معازل اصغر مختلفة في واقعها كما هو الحال في النقب، او في الضفة بين مناطق (أ) التي تسيطر عليا السلطة الوطنية بالكامل ومناطق (ب) ومناطق (ج)، فكل واحدة من هذه المناطق تعيش ظروفا وواقعا مختلفا.

وبالنسبة لحرية التنقل، هناك حرية كاملة ومفتوحة لليهودي من النهر للبحر والى الخارج، في حين الحرية مقيدة، او حتى ممنوعة على الفلسطيني. وفي حين تملأ الحواجز العسكرية الضفة فانك لا ترى حاجزا واحدا داخل إسرائيل، سوى تلك على معابر الضفة مع الخط الاخضر، وهدفها منع الفلسطينيين من دخول اسرائيل او السماح لمن تعطف عليه الدولة العنصرية بتصريح خاص. اما بالنسبة للسفر للخارج، فالفلسطينيون في معزل قطاع غزة ممنوعون من السفر، والمواطن في معزل الضفة ممنوع من السفر عبر المطار والموانئ البحرية، وسفره البري كله مشقة ومكلف ماليا.

ومن الناحية القانونية، فالى جانب سلسلة القوانين العنصرية التي اقرها الكنيست الإسرائيلي، وهي قوانين تميز بشكل واضح بين اليهودي وغير اليهودي داخل الخط الاخضر. اما الفلسطينيون في الضفة فتسري عليهم الاوامر العسكرية باعتبارهم تحت الاحتلال. اما في غزة فهم يخضعون للحصار الاسرائيلي الشامل. هذا اضافة الى سياسة العقاب الجماعي المطبقة على الفلسطينيين في القدس الشرقية والضفة وقطاع غزة.

صحيح ان وثيقة بتسيلم تؤكد المؤكد بالنسبة للفلسطيني، فان هذا المركز الاسرائيلي يستحق الشكر والثناء لأنه يراقب ويحلل ويقدم التقارير الموضوعية، ولان هذا المركز لم يخضع لمنطق الاحتلال والعنصرية الذي يحرك اسرائيل كدولة. لقد كشفت وثيقة بتسيلم الجوهر العنصري لاسرائيل واصبح العالم على اطلاع تام، فالسؤال: هل سيواصل هذا العالم دفن رأسه في التراب عندما يتعلق الامر بإسرائيل ويواصل سياسة ازدواجية المعايير؟

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024