الرئيسة/  مقالات وتحليلات

هذا الرجل مهووس بالضربات القاضية موفق مطر

نشر بتاريخ: 2021-01-14 الساعة: 10:01


أن يلبس بنيامين نتنياهو جلد الحمل فهذا فعل مخادع لإخفاء طبيعته الاستكبارية وعقليته الاستعمارية، فحيله قد تنطلي على السذج، فهذا الذي ربط مصيره بمصير الهابط الى قعر السياسة دونالد ترامب يظن أنه قادر على كسر عنق الحقيقة، واستغباء اكثر من مئة وأربعين دولة في العالم أقرت بأن الأراضي المحتلة منذ الخامس من حزيران عام 1967 هي اراضي دولة فلسطين بما فيها القدس الشرقية، وان المستوطنات اليهودية فيها لا شرعية ولا قانونية بحكم القانون الدولي، حتى وان كانت عائلة ترامب وسفيره فريدمان وكل المستشارين في البيت الابيض والخارجية سيمنحونه كل يوم توقيعا على شهادة مخالفة لمواثيق الشرعية الدولية.

يساوي نتنياهو بين المستوطنين والمواطنين الفلسطينيين العرب في مدن وقرى فلسطين التاريخية كالناصرة ويافا وحيفا والجليل وغيرها، فبدا كالواقف على رجل واحدة على حبل مشدود على عمود المصالح الاستعمارية الكبرى من ناحية، وعمود الخرافات والاساطير المسماة زورا وبهتانا بالدينية من الناحية الأخرى، واقف ومتأرجح ويحاول في الوقت نفسه مصارعة التاريخ، فهذا الرجل مهووس بالضربات القاضية دونما اعتبار للقوانين التي اثبتت استحالة الوصول الى لحظة توازن تمكن اصحاب المفاهيم المعادية للانسانية من تحقيق اهدافها!

 قد يحتاج نتنياهو المشغول باعداد خطط (الهجوم المعاكس) على رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة التحرر الفلسطينية ابو مازن الى من يقرأ له ولو صفحة واحدة من تاريخ فلسطين الانسان الفلسطيني وجغرافية ارضنا المقدسة، وصفحة اخرى من كتاب الاستعمار والحروب الدينية والعرقية والجرائم العنصرية وضد الانسانية، فلعله يقتنع بفشل الرهان على القوة والاستكبار وسياسة فرض الأمر الواقع، فينسحب، ويجنب المنطقة بما فيها اسرائيل حريقا اضافيا ونوعيا ايضا نظرا لخصوصية فلسطين وقضيتها. فقبل اسرائيل استعمرت دول ذات جذور حضارية، ومنابع قوة ذاتية اعظم من اسرائيل، الا انها لم تترك على هذه الأرض الا آثارا عمرانية رغم ان موجاتها الاستعمارية كانت مسبوقة بدعايات ومبررات دينية وتاريخية لاحتلال واستيطان فلسطين واقطار في الوطن العربي، كما فعلت الحركة الصهيونية ويفعل ورثتها من المستوطنين واليمين المتطرف.

 يدرك نتنياهو جيدا ان الرئيس محمود عباس ابو مازن قد وضع ملف دولة اسرائيل على طاولة الجنائية الدولية، عندما قدمت القيادة الفلسطينية ملف الاستيطان كجريمة حرب، وجريمة ضد الانسانية، لمحكمة الجنايات الدولية، فالمستوطنات لم تبن على المريخ ولا على جزر مهجورة في المحيطات، وانما بنيت على اراض يملكها فلسطينيون، واخرى حكومية تملكها دولة فلسطين، وتم تهجير اصحاب هذه الأراضي بعمليات (ارهاب دولة) مخططة ومبرمجة، بدأت مع مرور جنزير اول دبابة لجيش الاحتلال على اراضي دولة فلسطين في العام 1967 واستمرت حتى وان كان المنفذ بعد ذلك بلباس مدني يدعى في وسائل الاعلام (بالمستوطن) فالتطهير العرقي والقتل المدفوع بمنهج عنصري بدأ مع زحف جيش الاحتلال، وما زال مستمرا بغطاء من قيادته، وبقرارات من حكومته وبقوانين برلمانه الكنيست.

يعبث نتنياهو في استقرار وأمن المنطقة، وتحديدا في فلسطين، حيث وضع الرئيس محمود عباس الذي نال احترام شعوب وقادة دول العالم، حجر الأساس لمنارة السلام، ليس كمبنى، وانما كمعنى وثقافة تتوارثها الأجيال العاقلة، القادرة على حل صراعاتها ومشاكلها بالحوار والاعتراف بحق كل ذي حق في الحياة اولا والكرامة والحرية والاستقلال والسيادة، فنتنياهو يعرف جيدا أن انتصار عقلية رئيس السلام الفلسطيني يعني بالمقابل تحرير عقلية دول وحكومات وشعوب ذات مكانة مهمة جدا في الحفاظ على توازن العالم، تحريرها من زيف وخداع دعايته المرتكزة على قاعدة الاحتلال والاستيطان والتطهير والقتل المدفوع بتعاميم عنصرية ودينية ايضا، كما يعني انتصار عقلية السلام بالنسبة لنتنياهو وائتلافه المتهور انزياح القناع عن وجه (اله الحرب) الذي يتبعون ويعبدون وينتهكون باسم الديمقراطية حقوق الانسان.. ويكفرون علنا بشريعة وقوانين الأمم الحضارية المسالمة.

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024