سطو مسلح ..!!
نشر بتاريخ: 2021-01-06 الساعة: 08:26كلمة الحياة الجديدة
لم يكن جنود جيش الاحتلال في مسافر يطا جنوب الخليل قبل يومين في "مهمة" الذرائع الأمنية التي يفبركونها في كل مرة، ليواصلوا سياساتهم العنيفة، ضد صمود أبناء شعبنا، وإنما كانوا هناك وعلى نحو سافر، وكمثل أية عصابة إجرامية، في عملية سطو مسلح، لسرقة مولد كهربائي، يعود للمزارع الخليلي هارون أبو عرام، وكأي عملية سطو مسلح، لا يتردد اللصوص بإطلاق الرصاص على من يتصدى لهم، لمنعهم من سرقة ممتلكاته، وهذا ما كان من أمر هارون الذي تصدى لهؤلاء الجنود اللصوص، لمنعهم من سرقة مولده الكهربائي، حتى أطلق واحد منهم رصاصة عليه، ومن مسافة جد قريبة، فأصابته الرصاصة في رقبته، وأدت إلى تهتك في فقراتها، وتمزيق النخاع الشوكي، ما أسفر عن إصابته بشلل رباعي ..!!!
لم يعد واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي غير هذا الواقع، جيش للسطو والقتل، وبعد أن "اعتاد على قتل الأبرياء" والجملة هذه للكاتب الصحفي الإسرائيلي "جدعون ليفي" كما كتب في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، وهو يكشف عن تفاصيل جريمة جنود الاحتلال في منطقة الركيز بمسافر يطا، المنطقة التي يمنع الاحتلال أن تتصل بأية تقنيات حضارية، ومنها الكهرباء، وهو ما جعل البعض من أهلها يشترون المولدات الكهربائية، لتعينهم في أعمالهم الزراعية، وعلى هذا النحو لم يمنع الاحتلال مسافر يطا من أن تمد خطوطا للكهرباء فحسب، بل إنه يسرق ما يشترون بأموالهم من بدائل لتوليدها، ويطلق الرصاص على من يقاوم هذه السرقة، وهارون أبو عرام خير شاهد ودليل على ذلك.
ليست جريمة جنائية، هذه التي ارتكبها جنود الاحتلال في مسافر يطا فقط، وإنما هي جريمة حرب مكتملة الأركان، والطلب الفلسطيني اليوم المقدم لمحكمة العدل الدولية في "لاهاي" للتحقيق بهذه الجريمة، إنما هو لتكريس الملاحقات القانونية، والإنسانية، لجرائم الاحتلال، خاصة وهو يدعو في ذات الوقت الاتحاد الأوروبي، والمجتمع الدولي، للمشاركة في هذه الملاحقات، عبر المشاركة بالتحقيق الدولي، وفي ذات الوقت حث مجلس الأمن الدولي على توفير الحماية لشعبنا، وقد بات تغول الاحتلال الإسرائيلي في سياساته العنيفة، والإجرامية، ضد أبناء شعبنا، تغول غير قابل لأية تأويلات سياسية، ولا أية ذرائع أمنية، ولا حتى أية ذرائع عنصرية ..!!!
ستبقى المنظومة الأخلاقية للمجتمع الدولي، بكل خطاباتها، وبما أنجزت من شرعة حقوق الإنسان، بلا أي معنى، ولا أية جدوى، ما لم تعبر عن حضورها الفاعل في ملاحقة إرهاب الدولة الذي تواصله إسرائيل اليمين العنصري المتطرف، والذي ما زال لا يخلف لنا سوى المزيد من المعاناة والعذابات التي يصعب وصفها، وهو يواصل عمليات القتل والعدوان ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل من كل سلاح من أسلحة الإرهاب، والعنصرية، والقتل والعدوان، والذي لا يتطلع سوى للعدل والحق والسلام، وفي الوقت ذاته يظل صامدا يتحدى هذا الإرهاب العنيف، ويقاومه بما يملك من إرادة حرة، وعلى المجتمع الدولي أن يصدق ذلك تماما، لعله لا يضيع مزيدا من الوقت على صحوة الضمير، وحماية منظومته الأخلاقية وشرعة حقوق الإنسان، وأن يثق تاليا دون هذه الصحوة، فالعنف والإرهاب سيظلان حاضرين في كل مكان.
رئيس التحرير
m.a