الشهيد المناضل يوسف أحمد ريحان
نشر بتاريخ: 2021-01-06 الساعة: 08:24بقلم /عيسى عبد الحفيظ
الشهيد المناضل/ يوسف أحمد محمد ريحان (أبو جندل) من مواليد بلدة يعبد بتاريخ 15/5/1965م، لعائلة متدينة حيث تربى فيها على حب وطنه والوفاء لدينه وشعبه، أنهى يوسف ريحان دراسته الأساسية والإعدادية في مدارس البلدة، وكذلك حصل على الأوَّلِ الثانوي، غادر بلدته متوجها إلى عمان حيث أكمل تعليمه المهني في معهد البولتكنك الصناعي قسم الكهرباء.
بعد انتهاء دراسته في المعهد التحق بقوات جيش التحرير الفلسطيني، ومن ثم انتقل للعمل ضمن وحدات الجيش في سوريا، حيث حصل على دورة عسكرية في المدفعية، ومن ثم توجه إلى لبنان.
شارك يوسف ريحان بالدفاع عن وجود الثورة الفلسطينية خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982م.
أصيب يوسف ريحان خلال حصار بيروت بعدة إصابات في الصدر وأماكن أخرى في الجسم، كما أصيب في يده اليمنى نُقل على إثر هذه الإصابات إلى المشفى.
بعد خروج قوات الثورة الفلسطينية من العاصمة اللبنانية بيروت عام 1982م، غادر يوسف ريحان مع القوات المتوجهة إلى العراق حيث خدم في معسكر العزيزية (قوات الأقصى).
بعد عودة قوات منظمة التحرير الفلسطينية والقيادة إلى أرض الوطن عام 1994م، عاد يوسف ريحان ضمن قوات الأقصى القادمة من بغداد إلى الضفة حيث عمل في قوات الأمن الوطني في محافظة أريحا، ومن ثم نقل للعمل في محافظة بيت لحم حيث مكث سنتين ونصف السنة.
خلال انتفاضة النفق عام 1996م، حدثت مشادة كلامية بين جنود الأمن الوطني وجنود الاحتلال المتواجدين على مدخل مدينة بيت لحم، حيث قام بعدها يوسف ريحان بإطلاق النار على جنود الاحتلال ما أدى إلى إصابة أحدهم، حيث غادر المكان بعد ذلك، وعلى إثرها قام جيش الاحتلال بمطالبة السلطة الوطنية بتسليم يوسف ريحان لهم، وبعد تنسيق ومباحثات تم الاتفاق على نقله لمدينة جنين.
مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000م، كان ليوسف ريحان (أبو جندل) دور كبير في المقاومة الوطنية ضد أهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث أشرف وخطط لبعض العمليات العسكرية، ومع اقتراب موعد لمواجهة في مخيم جنين وقف يوسف ريحان (أبو جندل) مع رفاقه الذين عقدوا العزم على الصمود والرباط حتى آخر رجل منهم في ساحة المخيم وأقسموا مجتمعين قسم الشهادة والرباط، فإما النصر واما الشهادة.
منذ الاجتياح الإسرائيلي أصبح يوسف ريحان (أبو جندل) مطلوبا حيا أو ميتا للوحدات الخاصة الاحتلالية المهاجمة، فهو الذي شكل محور قيادة المعارك إلى جانب الشهيد/ الطوالبة حيث كان يملك أبو جندل قاذف R.B.G والعديد من القذائف.
في يوم الأحد الموافق 14/3/2002م، فجرا استشهد/ يوسف أحمد ريحان (أبو جندل) بعد أن نفدت الذخيرة التي بحوزته بعد معركة بطولية وحصار، حيث قام جنود الاحتلال باعتقاله وإعدامه بعد أن تعرف عليه أحد الجنود.
الشهيد/ أبو جندل ذلك المقاتل الذي أحبه الجميع، كان جل اهتمامه المقاومة والشهادة وحب الوطن، كان قريبا من الجميع وعمل مع العديد من المقاتلين والكوادر لجميع الفصائل والتنظيمات خلال حصار مخيم جنين.
كان الشهيد/ أبو جندل يحب العمل المقاوم الجاد والهادف متجاوزا البعد التنظيمي، فكان نعم قائد.
الشهيد/ يوسف ريحان (أبو جندل) كان أحد قادة معركة مخيم جنين الأبطال، الذي دافع عن المخيم حتى آخر لحظة من حياته وسقط شهيدا على ثرى المخيم، هذا المخيم الذي أصبح أسطورة هزت العالم، حيث دخل التاريخ من أوسع أبوابه وبات يحتل من ذاكرة النضال الوطني الفلسطيني حيزا مرموقا في صموده الأسطوري.
لقد قدم الشهداء الذين دافعوا عن المخيم الضريبة لحما ودما خلال المقاومة إيمانا بعدالة قضيتهم.
الشهيد/ يوسف أحمد ريحان (أبو جندل) متزوج ورُزق بثمانية أولادٍ وعند استشهاده كانت زوجته حاملا في شهرها الأخير.
رحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جنانه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
m.a