الرئيسة/  مقالات وتحليلات

عائلة أبو عمار الكبرى .. الحذر من الجريمة التالية

نشر بتاريخ: 2021-01-03 الساعة: 08:19

موفق مطر  

نعتقد ان شخصية الرئيس القائد الرمز ياسر عرفات ابو عمار السياسية والإنسانية والاجتماعية بعد استشهاده ستبقى ملكا للشعب الفلسطيني كما كان في حياته ، مع حق الأقرباء – الاصول والفروع – وفق الأحكام الشرعية القانونية . 

مازالت قضية اغتيال القائد الرمز ابو عمار في عهدة نيابة الشعب الفلسطيني وقيادته الرسمية المدركة لأهداف مجرمي الحرب في منظومة الاحتلال  الاستعماري العنصري وأدواتهم المستخدمة في اغتياله بالسم ، ونحن على يقين أن واحدا في العالم لن يكون احرص من القيادة على رأسها الرئيس ابو مازن لبيان الحقائق للشعب الفلسطيني صاحب الحق العام والخاص أيضا ، ونستطيع القول  أن عائلة ابو عمار المعنوية  متفرعة ومتنوعة  حتى بلغت الأحرار في اتجاهات الأرض ألأربعة وقاراتها ، فأبو عمار رمز نضالي تحرري عالمي يعتبره الأحرار المناضلون من اجل الحرية والعدالة  في العالم على تنوع جنسياتهم وأعراقهم أبا روحيا ، وقيمة عظيمة لا تقل عن قيمته ومكانته لدى أي فرد في عائلته الصغيرة !. 

يبقى الشعب الفلسطيني عائلة ياسرعرفات الكبرى، وتبقى القيادة الفلسطينية الشرعية الرسمية الوريث الرئيس، مالك الحق في مقاضاة مجرمي الحرب الذين قرروا وخططوا ونفذوا جريمة اغتياله ، دون اغفال حق عائلته الصغرى في متابعة مصير ملف القضية ، لكن ليس من حق أحد مهما كانت صلة قرابته من الشهيد ابو عمار التصرف بهذا الملف بمعزل عن الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني ، ولا باتخاذ هذا الملف لولوج مسارات سياسية او دعائية او اعلامية من شأنها اسقاط الملف في متاهات صممتها منظومة الاحتلال الاسرائيلي سلفا ، لتحويل الانظار عن القاتل ، وحرف اتجاهات التحقيق ، أو للحصول على شهادات براءة من أشخاص يظنون أن بمقدورهم تغيير الحقيقة الثابتة وهي أن منظومة الاحتلال الاسرائيلي لم تكن صاحبة المصلحة الأولى والأخيرة من اغتيال  رئيس الشعب الفلسطيني وقائد ثورته امعاصرة  وحسب ، بل وحظيت بتغطية من مجرمين كبار في دولة عظمى كانوا جميعا معنيون بتغييب رمز الكفاح الوطني الفلسطيني ياسر عرفات عن الوجود ، تحت دافع ظن بأن قتل ابو عمار سيوفر لهم فرصة الحصول على راية بيضاء يحملها من سيخلفه في قيادة الشعب الفلسطيني، وقد اثبتت السنوات والأيام مدى جهل هؤلاء المجرمين ، فرغم ذكائهم في تحضير عملية اغتيال دقيقة للغاية ، إلا أنهم لم يستطيعوا معرفة شخصية الرئيس محمود عباس ابو مازن  فناقل ، اذ غاب عن بالهم أن المناضل في خلية حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح  ألأولى التي فجرت الثورة في يناير كانون الثاني  من العام 1965 ، والتي عملت سنوات لتأسيس تنظيم وطني قبل اطلاق شرارتها سيبقى امينا على قسم الاخلاص لفلسطين ، وظنوا أن قناعته بمسار المفاوضات قد طمست ايمانه بحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والطبيعية بأرض وطنه فلسطين ، وان الشعب الفلسطيني لا يمكن ان يقبل بأقل من المتفق عليه في وثيقة اعلان الاستقلال التي صدرت عن المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988 ، ونعتقد أنهم واجهوا صلابة وحكمة وحنكة ودهاء وشجاعة من رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية ابو مازن لم يتوقعوها . 

إن المجرمين الذين اغتالوا ابو عمار كانوا اذكياء في تهيئة ادوات الجريمة لأنها مهنتهم التي اتقنوها وورثوها كمنهج حياة ، فناقل السم للرئيس ابو عمار – رحمه الله مازال حتى اللحظة مجهولا – حسب آخر المعلومات المتوفرة حتى اللحظة –، وبمعرفة هذا المجرم تكتمل اركان الجريمة ويصبح اعلانها واجبا وطنيا تجاه لعائلة ياسر ابو عمار الكبرى  وحقا لا جدال فيه للشعب الفلسطيني  وعائلته الصغرى . 

لا يحق لأحد ايا كانت صلته المادية او الروحية أو المعنوية الحديث عما يفيد أو قد يفسر أنه تبرئة لمتهم سواء كان ثابتا عليه الاتهام أو متهم محتمل ، فملف القضية في عهدة لجنة وطنية مكلفة بمتابعة قضية اغتيال رئيس الشعب الفلسطيني ، فالقضية هي اغتيال سياسي مقصود به شعب ، وليست قضية جريمة قتل جنائية مقصود منها فرد بشخصه بذاته !. 

سيكون مفيدا التذكير أن وسائل الاعلام الاسرائيلية لن تكون في  يوم من ألأيام مرجعا للحقيقة ونعتقد بانتفاء صفة النزاهة والعدل في طرح القضية الفلسطينية  وتفاصيلها والأحداث المتعلقة بها بمهنية وحرية مطلقة ، ولا نتحدث هنا عن مقالات رأي قد نجد فيها بعضا من الاقرار بالحقائق والوقائع على الأرض ورؤية  ورغبة بسلام حقيقي مشترك ، وإنما نتحدث عن  شرائط وثائقية وبرامج نعلم جيدا براعة القائمين عليها في تقديم الروايات الخادمة لمشروع منظومة الاحتلال الاسرائيلي الاستيطاني العنصري ، وعليه بات واجبا الحذر الشديد ، تجنبا للسقوط في فخ هذه الوسائل ، فليس كل متحدث قادر على ضبط كلماته ، بما يمنع على مزوري التاريخ من تزوير وحرف حديثه وتجييره ليخدم أهدافهم ، فكيف ونحن نتحدث عن اعلام اسرائيلي عندما يتناول قضية جريمة اغتيال ياسر عرفات الذي كان اسمه بحجم وطن ، فهدف مجرمي الحرب في منظومة  الاحتلال كان ومازال اغتيال عائلة ابو عمار الكبرى،حتى بعد اغتياله شخصيا ، وهذا ما يجب ان يعرفه  كل من يتحدث في هذه القضية ، ونعتقد أن أي حديث يوحي او يؤشر لبراءة  منظومة الاحتلال من جريمة اغتيال ابو عمار سيسهل على مجرمي الحرب جريمتهم التالية، فالرئيس ابو مازن في دائرة استهدافهم ونعتقد انهم ينتهزون الفرصة  لاغتيال الشجاع الوحيد في هذا العالم الذي قال لهم لا كبيرة بحجم وطن بقوة الشعب الفلسطيني ، عندما استهدفوا مصيره ومقدساته  وأرضه وحريته وحق في الاستقلال والسيادة   !!. 

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024