وصفة هذا الدكتور
نشر بتاريخ: 2020-12-22 الساعة: 09:48موفق مطر
نعيش في فلسين حالة صعبة وحرجة بوجهيها الصحي والاقتصادي حيث هاجمتنا جائحة الكورونا وارهقتنا وتكاد تعطل مفاصل حياتنا ، وبنفس الوقت تترك آثارا اقتصادية لا يستهان بخطورتها على مستقبل فلسطين الاقتصادي الذي عملت القيادة السياسية على رفع علامات استشراف ، ونظم الخطط والبرامج لتجسيده وفق الرؤية الشاملة للمشروع الوطني .
قبل حوالي عشرين شهرا تصدى الدكتور محمد اشتية لمهمة رفع قواعد الاقتصاد الوطني منذ اليوم الأول لتسلمه مهمة رئاسة مجلس الوزراء ، وعندما ادى القسم لم يكن العالم يعرف شيئا عن وباء الكورونا ، الذي تم نشره في بلادنا كعملية نشر الاستيطان الاحتلالي ، خاصة بعد نجاح الحكومة في تطويقه ومنعه من التوسع والاجتياح ، وواجهت الحكومة التي رأسها صعوبات وعراقيل ومتغيرات فجئية ما كان ممكنا لرئيس وزراء فلسطيني الاستمرار بالمهمة وبأقل الخسائر لو لم يكن أكاديميا خبيرا متخصصا جعلته سياسيا ورجل دولة من الطراز الرفيع والمتقدم.
ربما لا يعرف عامة الجمهور الفلسطيني بعضا مهما عن شخصية المناضل الدكتور محمد اشتية ، ونحن نطلق عليه هذه التسمية ، لأنها – حسب منظورنا كمناضلين في حركة تحرر وطنية ، فإن هذا مسمى المناضل رئيس مجلس الوزراء يليق بمن استطاع حتى اللحظة ابقاء قطار الحكومة على سكته وفي الاتجاه الصحيح رغم ألغام الاحتلال الاسرائيلي المرئية وتفجيراتها العلنية وكذلك المخفية التي تزامنت مع هجمات الرئيس الأميركي الحالي العنصري دونالد ترامب السياسية وتشديد حصاره المالي والاقتصادي على السلطة الوطنية الفلسطينية ، فالمناضل اشتية عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح يحمل شهادة الدكتوراه في التنمية الاقتصادية من جامعة ساسكس البريطانية ، وكان رئيسا للمجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والاعمار ( بكدار ) ووزيرا للأشغال العامة والاسكان ومن قبل عميدا في جامعة بيرزيت ، اما مؤلفاته في المجالين الاقتصادي والسياسي ، والمهم جدا أنه كان عضوا في الوفد الفلسطيني المفاوض مع الجانب الاسرائيلي في مفاوضات مدريد ومباحثات واشنطن والمفاوضات الاقتصادية ما سهل له معرفة عقلية سلطة الاحتلال تجاه مشروعنا الاقتصادي ضمن عملية بناء مشروعنا الوطني قبل ان يستقيل من الوفد قبل سبع سنوات من اليوم .
يمتلك الدكتور اشتية خبرة واسعة بالاقليم فقد رأس وفد فلسطين للمفاوضات المتعددة الأطراف المتعلقة بالتعاون الاقتصادي الإقليمي REDWG والتي تتناول مواضيع التجارة والمالية والبنية التحتية والسياحة في منطقة الشرق الأوسط، فعمل مبكرا على تهيئة مكانة لفلسطين علي الخارطة الإقليمية ضمن دائرة الرؤيا الإقليمية في الاقتصاد، التجارة، المالية، البنية التحتية، المياه والعلوم والتكنولوجيا إضافة الي رئاسة لجنة السياحة وتأسيسه "المركز الفلسطيني للدراسات الإقليمية". وهو مؤسسة للعصف الفكري تهتم بدراسات وأبحاث حول الشرق الأوسط. كما ساهم ساهم بوضع رؤى تطويرية وتدريبية للعديد من الدول العربية المستفيدة من برامج المعهد العربي للتخطيط /الكويت بحكم عضويته في مجلس امنائه ، وشارك في مجلس الاجتماعات الدورية لمجلس الحكماء الدولي الذي كان يترأسه المناضل نيلسون مانديلا – رحمه الله - ونعتقد أن كل مواطن فلسطيني سيكون فخورا بعضوية الدكتور اشتية منذ العام عام 2002 في مؤسسة الإبداع العالمي التي معظم اعضاؤها حائزون على جوائز نوبل للسلام وتعنى بالتعاون الاقتصادي العلمي.
نعتقد ونحن بكامل وعينا السياسي وإدراكنا وبما نلمسه بحواسنا ، وبما نعرفه جيدا عن شخصية الدكتور أننا نمتلك فرصة ذهبية للشفاء من بعض امراضنا الاقتصادية المستعصية ، إذا ما اتبعنا تعليمات ونصائح الدكتور في السياسة والاقتصاد صاحب الخبرات التي ذكرناها ، فالرجل يعمل وفق منهج علمي في واقع تكاد تكون فيه فرص النجاة والنجاح اقرب للمستحيل ، خاصة مع تلازم الجائحتين الاحتلال والاستعمار الاستيطاني الاسرائيلي الترامبي المزدوج من جهة ، والكورونا القاتلة بلا رصاص ولا قذائف ، والمعطلة لعجلة الاقتصاد ، فقيادة حكومة السلطة الوطنية تمضي بما يمكن وصفه بإعجاز في ظروف ووقائع لا تخفى خطورتها على مواطن فلسطيني في الوطن ، او حتى ممن يتابعون اخبار فلسطين المحتلة من خارج الوطن ، ونعتقد في هذه اللحظة بوجوب وقوفنا مع والى جانب الدكتور الذي يمتلك - بفضل خبرته النظرية والعملية – امكانية نقلنا من حافة التشاؤم الى قلب الأمل ، ليس هذا وحسب ، بل الوقوف ضد محاولات اغتيال هذه (الفرصة ) التي يعمل عليها جيش الطابور الخامس المنشور وفق منهج استخباراتي معاد بين شرائح المجتمع ، فأعداء المشروع الوطني الفلسطيني معنيون بانهياره ،ويتصيدون اخطاء هنا او هناك ، فيبثون الاشاعات ، وروح الاحباط لدى من المواطنين ، لأن مستخدميهم هدفوا لمنع نجاح تجربة عقل فلسطيني ريادي قيادي يتمتع بمكانة وطنية وإقليمية ودولية .
إن التزامنا بتوجيهات وقرارات الحكومة حتى وصولنا الى بر الأمان ، وترك فايروس الكورونا خلفنا مدمرا سبيلنا الذي لابد منه للانتقال الى مرحلة حصد ثمار التخطيط العلمي والعقلاني ، والبرامج الاقتصادية التي اعلنها رئيس الحكومة الدكتور اشتية بعد توليه المهمة ، ونعتقد في هذا السياق أن مسئولية ايصال المواطنين الى بر الأمان في هذه المرحلة بالذات ، أو الى الهبوط في انتكاسة صحية واقتصادية ستقع على عاتق كل مواطن في البلد بغض النظر عن موقعه ، فنحن نشهد تراجعا في المنظومتين الصحية والاقتصادية في دول عظمى حتى ، رغم امتلاكها لثروات والأرصدة بآلاف المليارات في خزائنها ، اما نحن فليس امامنا إلا العمل بلا كلل ولا ملل بعقلية الانتماء والالتزام ...فلنعمل مع الدكتور المناضل إن أردنا حقا المستقبل والأمان ،فهو يكتب وصفته بقلم العلم والمحبة .
m.a