الرئيسة/  مقالات وتحليلات

(الوثيقة الفتنة) لوعظ وإرشاد حماس

نشر بتاريخ: 2020-12-20 الساعة: 10:02

 موفق مطر  

لو رأيتم رئيس المكتب السياسي لحماس على ظهر فراشة  محلقا في فضاء  البلاد بطولها وعرضها وهو يقول أن  (جماعته  الإخوانية ) جزء من حركة التحرر الوطنية الفلسطينية فلا تصدقوه ، أو حتى لو شق المحيطات الأطلسي مشيا على قدمية ، فهذه الجماعة ما صُنِعَت إلا كعنصر شقاق وانشقاق في الشعوب وألأمم . 

كيف يدعي هؤلاء الانتماء لحركة التحرر الوطنية فيما مذهبهم الشيطاني ينخر عظام مجتمعهم ، ومسعاهم  نقل فايروس الضغينة والكراهية والأحقاد بين افراد الشعب الواحد ، والتفريق بين المواطنين في الوطن الواحد ، وفرز المواطنين بسكين العقيدة الروحية  ( الدين ) . 

أمس ألأول أحدثت وثيقة صدرت عما يسمى وزارة الأوقاف والشئون الدينية ردود افعال وانفعالات على منصات التواصل الاجتماعي لا يصدق وطني فلسطيني أن القضية قد حدثت عندنا في فلسطين ، خاصة وان البعض لم يكلف نفسه عناء تدقيق النظر والفحص جيدا في محتوى الوثيقة التي  عرضت كورقة رسمية مروسة باسم دولة فلسطين  وزارة ألأوقاف والشئون الدينية  ومضمونها  مخاطبة من المدعو  مدير عام  الادارة العامة للوعظ والارشاد ( وليد احمد عويضة )  وللأسف يحمل شهادة دكتوراه ، الى مايسمى  وكيل وزارة الأوقاف والشئون الدينية  المدعو عبد الهادي سعيد ألآغا  وهذا للأسف يحمل شهادة دكتوراه أيضا ،  وابتدئت المذكرة المخاطبة  بعنوان الموضوع " فعاليات  الادارة العامة للوعظ والإرشاد للحد من التفاعل مع الكريسماس ، وتضمنت مقترحات لفعاليات مع الجهة المكلفة بالتنفيذ ، وعلى الوثيقة تاشيرات وأختام  بعد مقارنتنا اياها بوثائق سابقة فيها اختام وتوقيعات المذكورين تأكد لنا صحتها. 

 انفعل البعض وصب جام غضبه على السلطة الوطنية والحكومة الفلسطينية الشرعية  متسائلا عن مبررات وجود هكذا مسئولين بمثل هذه العقلية في مثل  المواقع الرسمية الحساسة ، فالموضوع يتعلق بموقف سلبي من احتفالات المواطنين بأعياد الميلاد (  الكريسماس )  وكيفية اشغالهم  عنها بالتعمية عليها وإغراق وسائل الاعلام بمواد اعلامية وبرامج تؤثر على مستوى التفاعل المعتاد من المواطنين على تنوع عقائدهم الروحية مع هذا العيد ، فهذه ميزة يعيشها المجتمع الفلسطيني كحالة طبيعية  ونعتقد ان بيت لحم الفلسطينية مثلا خير شاهد على الحضور الوطني بدون تمييز في هذا الاحتفال السنوي حتى وأن كان مناسبة دينية خاصة بالمواطنين الفلسطينيين المسيحيين . 

بعد نظرة فاحصة على الورق الرسمي المروس والمعلومات والأسماء والعناوين ورقم  الهاتف وموقع الوزارة يثبت لنا أن الوثيقة صادرة عن سلطة حماس الانقلابية ، سلطة ألأمر الواقع في قطاع غزة ، وأن الشخصين وهما الوكيل والمدير العام اعضاء في جماعة الاخوان المسلمين فرع فلسطين المسمى حماس  في قطاع غزة ، وبهذه الوثيقة التي اصبحت منشورا كاشفا يتأكد للقاصي والداني ولكل باحث عن الحقائق  كذب جماعة حماس مشايخها في قضية الانتماء الوطني  ومقولات الاخاء والتسامح وغيرها من العبارات التي تستتر بها لتمرير مشروعها  الانقسامي  الذي ندرك جيدا أنه لم ولن يقتصر على المستوى الجغرافي والسكاني وحسب ، بل سيمتد ليمزق النسيج الاجتماعي الفلسطيني ويضرب السلم ألأهلي ، عبر اثارة النعرات الدينية والطائفية بين المواطنين  والتمييز بينهم على اساس ديني ... فهذا وعظ وارشاد جماعة الاخوان الحمساوية كان ولم يزل منذ نشأة الجماعة وسيشتد ويبلغ ارهابا غير مسبوق إن سمحنا باختراق فكرنا وعقلنا الوطني وقيمنا وأخلاقياتنا الجامعة . 

كشفت لنا هذه الحادثة عن ضعف واضح في كيفية تعامل نسبة كبيرة من  جمهور وسائل التواصل الاجتماعي ، وانتشار المواقف والانفعالات السلبية على حساب التأمل والتفكير والبحث والتدقيق ، وهذا يدعونا كمسئولين عن صنع رأي عام ، ومسئولين في مواقع حكومية رسمية عليا ، للتفكير مليا بكيفية انشاء سدود منيعة وردود مسريعة مقنعة في وسائل الاعلام تمنع فيضان المواقف والانفعالات السلبية التي قد تتجاوز منصات التواصل الاجتماعي لتبلغ أرض الواقع ، ,وهنا لابد من تصريحات من جهات مختصة معروفة وبوسائل اعلام مباشرة ، وبيان الحقائق للناس من جهة الاختصاص دون انتظار للغد  او حتى بعد ساعة ، فبعد انتشار الموضوع كانتشار النار في الهشيم  قد لا تنفع البينات والحقائق التي غالبا ما تقدم للجمهور  بعد بلوغ نزعة التمييز العنصري لدى جماعة الاخوان والتعصب لدى البعض  وكذلك الانتهازيين الذين يستغلون ضعف قدرة الجمهور على البحث والتأكد من الحقائق حدا يتجاوز العقلانية والانتماء الوطني ، مايرفنفسي وخع وتيرة الفزع والخوف على المستقبل  ، ولاننكر اننا لمسنا  هذا في نصوص تعليقات مواطنين على المنشور ( الوثيقة الفتنة ) . 

 

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024