حكمة الرئيس ابو مازن في اجتياز حقول الألغام
نشر بتاريخ: 2020-12-10 الساعة: 08:06موفق مطر
السفير الروسي أناتولي فيكتوروف نطق بخلاصته الشجاعة في قلب تل ابيب ، أي من مركز منظومة ( اسرائيل ) الاستعمارية الاستيطانية الاحتلالية على ألأقل كما نعتبرها نحن ، فتصريحه قولا :" إن إسرائيل تزعزع استقرار الشرق الأوسط أكثر من إيران " ... وأن :" المشكلة في المنطقة هو نقص في التفاهم بين الدول وعدم امتثال اسرائيل لقرارات الأمم المتحدة في النزاع الإسرائيلي-العربي والصراع الإسرائيلي-الفلسطيني ".. مؤشر قوي على ارادة دولية وعربية رسمية مرتكزة على صلابة موقف القيادة الفلسطينية وشجاعة الرئيس ابو مازن وحكمته وواقعيته وعقلانيته وتمسكه بثوابت الشعب الفلسطيني الذي ينطق باسمه ويمثل ارادته وطموحاته وأهدافه النبيلة ، ارادة بتحرير سهم بوصلة اوقفت الحكومات الاسرائيلية رأسها وثبتته عن قصد وسوء نوايا عند مقولة (( الخطر الوجودي الذي يهددها من الفلسطينيين والعرب والمسلمين )) وذلك لتضليل العالم ومنعه من معرفة الاتجاهات الحقيقية للصراع الفلسطيني العربي - الاسرائيلي ، فسفير روسيا الاتحادية الصديق للشعب الفلسطيني تاريخيا فيكتوروف قد حمل حكومة منظومة تل أبيب الخارجة على القانون الدولي والرافضة لقرارات الشرعية الدولية المسئولية كافة عن تدهور الأمن في منطقة لم تهدأ الصراعات فيها ، وبهذه الرؤية لسفير دولة عظمى هي روسيا الاتحادية يثبت للعالم صحة ما ذهب اليه الرئيس في خطاباته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي مجلس الأمن حول الخطر الفظيع الذي تخلفه سياسة حكومات اسرائيل القائمة على الاحتلال والاستعمار والاستيطاني والاستيلاء على موارد الشعب الفلسطيني بقوة السلاح ، ومنعه من حقه في تقرير مصيره وانجاز استقلاله في دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران من العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ، ولعلنا هنا نذكر نصا من كلمة الرئيس ابو مازن رئيس دولة فلسطين العضو المراقب في الأمم المتحدة في اجتماع لمجلس الأمن الدولي في 11 شباط من هذا العام 2020 اذ قال :" واصلت حكومات الاحتلال الإسرائيلي المتعاقبة ومستوطنوها، تدمير كل الفرص لصنع السلام، وسرعت نشاطاتها الاستيطانية الاستعمارية، في كل مكان في الضفة الغربية وكل الأراضي التي احتلت عام 1967 وغيرت ملامح مدينة القدس المحتلة، واستمرت بالاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وصادرت الأرض، وواصلت الحرب والحصار على شعبنا في قطاع غزة، متسلحة بالمساندة القوية مع الاسف للإدارة الأمريكية التي أصدرت عدداً من القرارات المخالفة للقانون الدولي، والتي لم يقبلها العالم، ولم يقبلها عدد كبير من أعضاء مجلس النواب الأمريكي الحالي، والعديد من منظمات السلام، بما فيها منظمات يهودية أمريكية" .
تصريح سفير روسيا الاتحادية لدى ( اسرائيل ) واحدة من علامات هامة تؤكد التغيير الذي سنراه حتميا ولو بطيئا وليس سريعا كما يعتقد البعض خاصة أن منظومة الاحتلال مازالت تمتلك أوراقا سياسية وأمنية في المنطقة كرستها في اختراقات لا يمكن لأحد التقليل من شأنها ، ونقصد توغلها التطبيعي الأمني ألاستخباراتي في الامارات والمنامة .
يبدو أن سقوط الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية ألأميركية ، قد اضفى على العالم مناخا متناسبا مع بيئة مهيئة للتغيير في المواقف والسياسات في الشرق الأوسط تحديدا وفي العالم عموما ، لكن بذات الوقت نجد الذين اندفعوا بسرعة البرق لإتباع دين ترامب الجديد ( التطبيع ) في وضع متأرجح غير متوازن لا يحسدهم عليه احد .
سفير روسيا أناتولي فيكتوروف، الذي نقلت تصريحاته صحيفة اسرائيلية قال بلغة التأكيد :" إن إسرائيل تزعزع استقرار الشرق الأوسط أكثر من إيران " ونعتقد هنا بانسجام خلاصة فيكتوروف الروسية الحكيمة مع شجاعة وحكمة توصيف رئيس الاستخبارات السعودية السابق وسفير المملكة الأسبق في لندن وواشنطن الأمير تركي الفيصل في منتدى حوار المنامة وصدم بها أحلام نتنياهو بتوسيع دائرة التطبيع لتشمل مكة قبل الرياض ، فأظهره عاريا أمام جمهوره اليميني كمسوق لأضغاث احلام عندما كان يتحدث عن دخول المملكة العربية السعودية دائرة التطبيع مع منظومة الاحتلال الاستعماري العنصري (اسرائيل ) الذي قال : "جميع الحكومات الإسرائيلية تعتبر آخر قوى العالم الغربي الاستعمارية". وكتبنا مقالا خاصا يوم امس الأول الثلاثاء حول ابعاد كلمته التي القاها كقنبلة في قلب العاصمة العربية الرسمية التي اطلقت منها حملة ( صفقة القرن ) الاستعمارية التي ابتدأها ترامب بقصف اقتصادي تشبه ألوان دخانه قوس قزح الربيعي المغري ليتبعها بقصف نال مقدساتنا وثوابتنا الوطنية وقدسنا عاصمة وطننا فلسطين الأبدية .
تصريح سفيرروسيا فيكتوروف :" يجب ألا تهاجم إسرائيل أراضي دول أعضاء الأمم في المتحدة ذوي سيادة " يعزيز موقفنا وروايتنا ونضالنا الدبلوماسي والقانوني في المحافل الدولية ، ويمدها برؤى مساندة تعتبر من حيث المبدأ جذور لمواقف سياسية ثابتة ومهمة جدا ، ففلسطين دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة بصفة مراقب ،وعلمها مرفوع مع اعلام الدول الأعضاء ، وكثيرة جدا هي قرارات الأمم المتحدة التي تؤكد حق الشعب الفلسطيني في سيادته على موارده الطبيعية ، وحقه في انجاز استقلاله بدولة فلسطينية ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران من العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ، ونعتقد أن توجه الرئيس ابو مازن في تشبيك الحق القانوني مع الموقف السياسي والتسلح بهما لدخول معترك المؤتمر الدولي الذي طرح فكرة عقده مطلع العام القادم قد بدأت تباشيره تظهر رغم قساوة وشدة ألأنواء السياسية التي تشهدها المنطقة والعالم على حد سواء ، وفي الغد لقريب سنرى نتائج الصبر والحكمة اثناء اجتياز حقول الالغام.
m.a