اهالي قرية الخان الأحمر ... الحق بالعودة وبناء المستقبل
نشر بتاريخ: 2020-12-03 الساعة: 08:38موفق مطر
" نعم فهذا يجسد حق العودة " ، كانت هذه اجابتنا على سؤال عما اذا كانت عودة اهالي قرية الخان الأحمر البدوية من ( عرب الجهالين ) الى موطنهم الأصلي في النقب يكرس مبدأ حق العودة للفلسطيني الى ارض موطنه الأصلية ، فالحق بالعودة يشمل ليس اللاجئين في عامي 1948 و1967 وحسب بل كل من اجبرته سلطات الاحتلال الاستعمارية العنصرية الاسرائيلية على مغادرة ارضه وبيته وموارده لكنه بقي ضمن حدود اراض فلسطين التاريخية والطبيعية .
يحسب لأهالي قرية الخان الأحمر البدوية وعيهم وحسهم الوطني العالي ، تماما كما يحسب لهم صمودهم وثباتهم على مواقفهم ودفاعهم المستميت عن حقوقهم وأولها عدم استبدال موطنهم الأصلي بأي بقعة أخرى في فلسطين المحتلة ، فموطنهم الأصلي بادية القدس التي هجروا منها قسرا مابين العامين 1952 و1953. كما سيكتب في سجل التاريخ رفضهم المطلق اغراءات سلطة الاحتلال الاسرائيلي وتصديهم ومواجهتهم إرهابها بالصمود والثبات في أرض قريتهم في الخان الأحمر ، رغم وعود سلطة الاحتلال بتأمين مكان تتوفر فيه ظروف عيش بإمكانيات وتقنيات حديثة لهم ولعائلاتهم و حلالهم ( مواشيهم ) التي تعتبر المصدر الرئيس لأرزاق معظمهم ، حتى أن سلطة الاحتلال قد بنت فعلا قرية قرب مكب للنفايات ببلدة أبو ديس (شرق القدس) مجهزة بمستلزمات عيش- تحرمهم منها ، وتمنعها عليهم في قرية الخان الأحمر .
اعضاء حكومة منظومة الاحتلال الاستعماري العنصري الاسرائيلي يكذبون كما يتنفسون ، ويتخذون من الخروج على القوانين الدولية والتمرد على الشرعية الدولية وجرائم الحرب اسلوبا في حيواتهم ، فهؤلاء قد تذرعوا قبل حوالي العامين أن اراض قرية الخان الأحمر أملاك دولة وأنهم كسلطة احتلال يحق لهم استغلالها ، لكن أهالي قرية الخان ألأحمر اثبتوا أن الأرض أملاك خاصة، ومسجلة في دائرة "الطابو".
هدف حكومة منظومة الاحتلال الحقيقي هو ضم أراض القرية لصالح مستوطنة "معلية أدوميم" وتوسيع التمدد الاستيطاني في المنطقة الممتدة من شرق القدس المحتلة والمعروفة بـ"E1″ وصولا الى منطقة البحر الميت وذلك لقسم الضفة الغربية الى شطرين يفصلهما شريط مستوطنات عريض" ضمن مشروع "القدس الكبرى" في خطة عشرية ، اطلقت مرحلة جديدة في العام 1993 ولتحقيقه سعت وتسعى سلطة الارهاب في دولة الاحتلال لإخلاء الخان الأحمر من سكانه وكذلك التجمعات البدوية المحيطة بغربي القدس المحتلة وشرقها ، كالتجمع السكاني البدوي "جبل البابا" ببلدة أبو ديس ،و"خلة الراهب" في أبو ديس، شرقي القدس، والعيزرية، فالسكان الفلسطينييون في هذه المناطق الواقعة شرقي القدس بلغ عددهم 7 آلاف نسمة26و يسكنون في 26 تجمعًا تعتبرهم منظومة الاحتلال عائق كبير مانع لتنفيذ مشروع عنصري خالص ، وبالمقابل فان الوطنيين الفلسطينيين الذين يناضلون لتثبيت القرية وسكانها على خريطة الجغرافيا السكانية والطبيعية في دولة فلسطين يدركون أن تهجير المواطنين من هذه المناطق ابتداء من بوابة القدس الشرقية ( الخان الأحمر ) سيمكن المشروع الاستعماري الاحتلالي من التمدد والاجهاز على روح المشروع الوطني الفلسطيني ومنع قيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا .
" لا تدعوهم يهدمون مدرستنا " قرأت هذه العبارة المخطوطة في يافطة معلقة على جدار مدرسة الخان ألأحمر المختلطة ، التي انشئت عام 2009 بالتعاون مع منظمة مساعدات إيطالية "Vento Di Terra" وتضم حوالي 180 تلميذا يداومون في مدرسة انشئت بمواد اولية بدائية كالطينن واطارات السيارات المستعملة ومساند خشبية وسقفت بألواح تصلح لأي امر إلا ان تكون سقفا لمدرسة يتلقى فيها اطفال بعمر البراعم تعليمهم ، لكن نظرة سريعة على المدرسة ووسائل التعليم التكنولوجية المستخدمة فيها توحي لنا مباشرة بالمدى الذي يذهب اليه الفلسطيني لتعميق تجذره في أرض وطنه وتعزيز وتمتين هذه العلاقة الأبدية بالعلم والمعرفة ، وقد لا يصدق البعض ان وسائل التعليم التكنولوجية المتاحة في هذه المدرسة تنافس في تقدمها ونظامها وسائل تعليم في مدن متقدمة ، فهنا لدى كل تلميذ وتلميذه جهاز ( لوح ) الكتروني مع نظام ملابس موحد وزي جمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية بشعاره المعروف ( كن مستعدا ) على زهرة اللوتس التي يتوسط تويجتها الوسطى علم فلسطين .ويرتاد المدرسة للتعلم ابناء خمسة تجمعات سكانية بدوية كتجمع أبو فلاح، وأبو رائج عراره، والتبنه، أبو الحلو، سكنت بمحيط موقع المدرسة لتمكين ابنائها من فرص التعلم المنهجي . الى جانب أبناء سكان قرية الخان الأحمر الواقعة جغرافيا مابين مستعمرتي "معاليه أدوميم" و"كفار أدوميم" على مساحة 40 دونمًا، يعيش فيها أكثر من 50 عائلة في بيوت انشئت من خيام وصفيح، و"كرفانات" متنقلة ممولة من الاتحاد الأوروبي، لتعويض فقدان مقومات البنية التحتية والخدمات الأساسية التي لا تسمح سلطات الاحتلال لوزارات السلطة الوطنية الفلسطينية بإنشاء أي منها ، لذا تعمل هيئة مقاومة الجدار والاستيطان على مد القرية بكل اسباب الصمود باهتمام ومتابعة خاصة من الرئيس محمود عباس ابو مازن .الذي يعتبر معركة الخان الأحمر مصيرية بخصوص انجاز الاستقلال الوطني وتجسيد المشروع الوطني ... وعد ببذل كل ما يمكن اهلنا في قرية الخان الأحمر وجوارها من الصمود واستمرار منهج التعليم وتوفير الرعاية الصحية بكل الوسائل الممكنة .
حكومة منظومة الاحتلال العنصرية وعدت جمعية "رغافيم" اليمينية المتطرفة بتنفيذ قرار هدم قرية الخان الأحمر ، رغم اعتبار الجنائية الدولية لعملية الهدم ان تمت جريمة حرب ، ستدمر مستقبل آلاف الأطفال والفتيان والشباب الفلسطينيين الذين تعمل سلطة ارهاب الدولة في اسرائيل على الحيلولة بينهم وبين العلوم والمعرفة بهدم مدرستهم ، وإبقائهم مقطوعي الصلة مع المحيط والعالم.
m.a