الرئيسة/  مقالات وتحليلات

كفوا عن الجعجعة وابعدوا ضجيجكم عنا !!

نشر بتاريخ: 2020-11-22 الساعة: 08:31

موفق مطر 

يسعى معارضون لقرار القيادة بإعادة العلاقات مع الجانب الاسرائيلي كما كانت عليه قبل 19 ايار مايو الى تبرئة  المطبعين ، عبر منحهم ذرائع – لم يفكر بها المطبعون ذاتهم – لتبرير طعناتهم للشعب الفلسطيني من الخلف ، ونكثهم لقرارات القمم العربية . 

المعارضون الذين نقصدهم هنا يقدمون انفسهم في وسائل اعلام عربية يصرف عليها المطبعون  أو في وسائل دولية ناطقة بالعربية على انهم أكاديميون أو رؤساء مراكز ابحاث متخصصة أو قادة في فصائلهم ، نراهم يتفننون في كي ذاكرة ووعي المتلقي ، ويطلقون لألسنتهم العنان في مشاهد مسرحية انفعالية وأحيانا غاية في الهدوء كالتلاميذ الذين حفظوا الدروس عن ظهر قلب ، يلقونها بلا ادنى تفكير وتفكر بمعاني كلامهم ، ولا يعنيهم فيما اذا كانت ذاكرة الجمهور مستيقظة ، ذلك أنهم يظنون أو يفترضون غفلة الجمهور عن الأحداث ، فجل اهتمامهم تغطية وسيلة الاعلام التي تستضيفهم في هجومها المبرمج على القيادة الفلسطينية  والمشروع الوطني وحركة التحرر الوطنية  الفلسطينية  ، حتى أن هذه الوسائل تتجرد من ثوب المهنية تماما ، بلا ادنى حياء وتفتح  بتقاريرها التي تسبق ظهور هؤلاء على الشاشات العابثة بعقل الجمهور العربي  والفلسطيني ، حيث تفوح منها رائحة الحقد والكيدية لمنظمة التحرير الفلسطينية وقيادة الشعب الفلسطيني الشرعية. 

  منذ ايام ونحن نسمع ذات النغمة  النشاز وهي أن قرار القيادة اعادة العلاقة مع الجانب الاسرائيلي جاء " ليبرر ويمنح الشرعية " لتطبيع دولة الامارات ومملكة البحرين مع حكومة منظومة الاحتلال والاستعمار الاسرائيلي ، ليس هذا وحسب بل يذهب هؤلاء ( المحللون المتخصصون  ) ومدراء  المراكز الاستراتيجية في استخفافهم بالجمهور الى تصوير انفسهم ككاشفين عن نوايا الرئيس ابو مازن والقيادة الفلسطينية ، وأن معلوماتهم موثوقة ولم يبق لهم سوى القول أنهم كالمشايخ  الدجالين الذين يكتبون  (الحجب ) للمساكين التعساء من الناس ، يتواصلون مع  الجن الأزرق الذي يخترق النفوس ، ويفتح الخزائن وبوابات مغارات الكنوز ويزودهم بالمعلومات. 

نحن لا نحتاج لتبرير قرارات قيادتنا السياسية ، لإدراكنا أن الرئيس ابو مازن سياسة واضحة صريحة ، وهو شجاع بما فيه الكفاية ليتخذ القرارات الوطنية بوضح النهار، ولا يأت بما يخالفها في السر كما يفعل البعض ، الذين يقولون كلاما في الغرف ويخالفونه في العلن ، فالمصالح العليا للشعب الفلسطيني هي ناظم قرارات الرئيس ودافعها ، حيث الانسجام بين استقلالية القرار الوطني الفلسطيني ومبدأ  مركزية القضية الفلسطينية لدى الأمة العربية، فالرئيس أبو مازن لم ولن  تمنعه قوة في الأرض عن اخذ قرار يحقق مصلحة وطنية فلسطينية عليا  ، تماما كما لا تقدر قوة في الأرض على منعه من اخذ موقف مضاد من أي قرار يتعارض مع مصالح الشعب الفلسطيني العليا وثوابته وأهدافه ولنا في موقفه الشجاع من  صفقة القرن الاستعمارية وصاحبها فرعون هذا الزمان ( دونالد ترامب) مثال حي ، ونعتقد أن هؤلاء المستثمرون بالقضية الفلسطينية ( بالجعجعة الكلامية ) يعلمون جيدا موقف الرئيس ابو مازن من الذين سقطوا في مستنقع التطبيع ، وكيف أنه هدد بأخذ ذات الموقف من أي مطبع جديد .  

يجب ان يعلم كل من يبدي الحرص على القضية الفلسطينية بغض النظر عن نواياه  ومقاصده ، أن للشعب الفلسطيني قيادة رشيدة ، تمد بلا حدود الحكمة ومعاني الثبات والعقلانية والواقعية في القيادة على من تنقصه التجربة والخبرة فيها ، وأن الشعب الفلسطيني لا يحتاج أوصياء عليه وعلى قضيته ، فقد بلغنا مئة عام ونيف من النضال جعلت من الصغير فيه رجلا قبل الأوان ، أما ولنا رئيس قد شاب شعره وهو ماض في دروب الكفاح والنضال والسياسة والدبلوماسية والفكر والثقافة  والكتابة للتاريخ ، فإننا لن نصغ إلا لكلمة حق ومنطق نلمس فيها اخلاصا وصدقا  ومساندة ، ومن ليس لديه من هذا فليوفر جعجعته ويبعد ضجيجه عنا ، فقد سئمنا هذا النوع من النفاق . 

ما نحتاجه في الحقيقة أن يكف ( الدجالون ) المستترون بمسميات كبيرة عن تزييف مفكرة الجمهور الفلسطيني والعربي على حد سواء ، لأن التطبيع لم يأت بعد  قرار القيادة بإعادة العلاقة مع الجانب الاسرائيلي ، وإنما جاء في ذروة انقطاع علاقة فلسطين المحتلة ، مع منظومة حكومة الدولة القائمة بالاحتلال ،وان هذا التطبيع كان بمثابة اعلان ولادة  بعد علاقة لا شرعية دامت سنوات يبلغ عددها اكبر من عدد اصابع اليدين الاثنتين اللتين ستقبضان ثمن هجماتهم الفضائية المنظمة على الرئيس ابو مازن وقيادة حركة فتح ..وفي هذا السياق نذكرهم بافتتاح ممثلية إسرائيلية ترقى لقنصلية في العاصمة الإماراتية أبوظبي. متخفية بيافطة الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "إيرينا" التي تضم 145 دولة، بدون بعثات دبلوماسية في أبوظبي ، ونعتقد أنهم يعلمون أن وزير البنية التحتية الإسرائيلي عوزي لندوا شارك في العام 2010في بمؤتمر "إيرينا" في أبوظبي. كأول زيارة لوزير إسرائيلي إلى الإمارات " حيث قتل اغتيل مسئول مالية حماس محمود المبحوح في دبي، بعد شهر من هذه الزيار! أما صور رفع العلم الاسرائيلي في عاصمة الامارات في مناسبات  عديدة  وعزف النشيد الاسرائيلي وزيارة وزيرة الثقافة الاسرائيلية فقد كانت على قدم وساق قبل ايقاف العلاقة مع الجانب الاسرائيلي وأثنائه ومازالت بعد قرار اعادتها .. أما البحرين فإن عشرين سنة من العلاقات السرية مع اسرائيل مرت قبل التوقيع على اتفاقية للتطبيع وإقامة علاقات دبلوماسية !.

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024