الرئيسة/  مقالات وتحليلات

باقون فينا

نشر بتاريخ: 2020-11-12 الساعة: 08:04

بقلم هلا سلامة

 11/11 ليس تاريخ الموت، إنما تاريخ الحياة المتجددة لمن رسموا بأفكارهم النضالية خارطة مسار الشعوب التي تجهد لتحقيق العدالة على هذه الأرض، ولو أنهم أغمضوا عيونهم قبل سلام أنشدوه، وكان بعيداً مناله.

 

وإن الذكرى تبقى ذكرى العظماء الذين صنعوا المجد والعزة لأوطانهم وشعوبهم ... ياسر عرفات في ذكراه السادسة عشرة، ما زال يشكل أحد الرموز الأساسية في أمتنا العربية كما في وطنه فلسطين، وهو الذي جالت به قضية شعبه بين بلدان العالم فكان إنساناً قبل ان يكون زعيماً، يسعى لحريته وكرامته.

 

وإذ بدت مطالب أبو عمار معجزات في أروقة السياسات الدولية، لجأ إلى كل وسائل التصدي لانتهاكات العدو على أرض وطنه، لم يأبه للمواقف العلنية والسرية التي دأبت على معاكسة قراره الصلب في انتزاع الحق الفلسطيني من براثن الاحتلال، ناصره شعبه في محطات نضاله القاسية من الداخل والخارج حتى آخرها بمقره في رام الله وهذا كان مكمن قوته الأساسي فلسطينيا ودولياً.

 

ربما يجد البعض من الغرابة أن يكون الطفل الفلسطيني اللاجئ في بلاد الشتات يهتف باسم ياسر عرفات بعد 16 عاما على رحيله ودون أن يعرفه أو يشاهده، بالطبع هذا لم يأت من فراغ إنما من بصمة بيضاء تركها أبو عمار في حياة الفلسطينيين وأزقتهم وبيوتهم ومخيماتهم.

 

ما زالت ذكريات أبو عمار ومغامراته تعيش في قصص وأحاديث الفلسطينيين حتى يومنا هذا، وصوره المعلقة على مداخل المخيمات وجدرانها تبرز كدليل فخر دائم بقائد عظيم.

 

 الجانب الإنساني الذي ميز أبو عمار وتجلى في تواضعه وقربه من الناس على اختلاف طبقاتهم بالإضافة إلى شخصية القائد الوطني الثابت في مواقفه وعنفوانه جعلا من أبو عمار شخصية محببة ولو ناقضتها.

 

هكذا حين يوجه المسؤول وجهه لشعبه وقضاياه أولا لا يمنى بالخسارة اطلاقاً... أبو عمار، الرئيس الذي قضى عمره متنقلاً بين مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية والمحافل الدولية كما بين الجبال والصخور والوديان، ما عرف ليله من نهاره وقد لاحقه عدوه حتى نبضه الأخير... نجح في أن يكون رمزاً تاريخياً لا تعكس ذكراه إلا إرادة متجددة في حياة الشعب الفلسطيني.

 

واذ كان صائب عريقات أحد خيارات الرئيس ياسر عرفات فلا شك بأن الأخير قد اختار الرقم الصعب على طاولة المفاوضين الدوليين بكل ما يعنى بحقوق فلسطين وشعبها فكان الصائب والأمين عليها.

 

حتى سمي كبير المفاوضين وقد اختار الرحيل في الأيام التي أرخ  فيها استشهاد أبو عمار.

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024