الشهيد "محمد سامي" شريف استيتيه
نشر بتاريخ: 2020-11-12 الساعة: 08:03بقلم - عيسى عبد الحفيظ
الشهيد المناضل/ غازي "محمد سامي" شريف صابر استيتيه (أبو سامي) من مواليد عمان بتاريخ 8/9/1954م، حيث تعود جذور أسرته إلى قرية عتيل (حارة الياسمين) قضاء نابلس، وقد انتقل والده إلى عمان بسبب العمل، التحق غازي للدراسة في مدارس المملكة الأردنية وعلى أثر أحداث أيلول الأسود عام 1970م، وما تلاها من أحداث انتقلت العائلة للإقامة في دمشق حيث إن والده هو العقيد/ "محمد سامي" شريف صاير أستيتيه (أبو غازي) من قدماء حركة فتح تربى غازي ضمن عائلة مناضلة حيث التحق جميع أخوته بالثورة الفلسطينية.
أكمل غازي دراسته الثانوية في سوريا، ومن ثم التحق بحركة فتح بتاريخ 8/9/1972م، وعمل في الإدارة المالية بدمشق، وقد أجتاز العديد من دورات المحاسبة والإدارة، وكان ينتقل ما بين دمشق وبيروت لصالح العمل حيث كان يقوم بتسليم رواتب المقاتلين في تلك الفترة.
بعد اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982م، بقي غازي أستيتيه في دمشق لصالح العمل حتى عام 1985م، حيث قرر مغادرة دمشق وأسرته إلى الأردن، والتي غادرها فيما بعد عام 1988م، إلى تونس حيث عمل في سفارة فلسطين بالعاصمة التونسية حتى عام 1994م، تاريخ عودة قيادة المنظمة إلى أرض الوطن.
عاد غازي أستيتيه إلى عمان ومنها إلى غزة ومن ثم إلى الضفة وعمل في الإدارة المالية بالمحافظات الشمالية حيث عُين فيما بعد مستشاراً مالياً.
تقاعد بتاريخ 1/3/2008م، وقرر الانتقال إلى عمان حيث تقيم أسرته هناك وذويه، عاش فيها حتى تاريخ وفاته. فهو متزوج ورُزق بأربعة أبناء (سامي، سامر، أميرة، إبراهيم).
انتقل إلى رحمة الله تعالى اللواء المتقاعد/ غازي محمد سامي أستيتيه (أبو سامي) المستشار المالي في الإدارة المالية بالمحافظات الشمالية سابقاً في العاصمة الأردنية عمان بتاريخ 26/10/2016م، على أثر مضاعفات في القلب جراء عملية القلب المفتوح التي كان قد أجراها في العام 2005م، وعلى أثر التجلط الدماغي، حيث كان رحمه الله قد صلى آنذاك صلاة العشاء وجلس ليشاهد التلفاز وفجأة وبكل هدوء أعاد رأسه للخلف ليتوفاه الله دون أن يشعر أحد بذلك. تم مواراة جثمانه الطاهر بعد الصلاة عليه في مقبرة سحاب أحد ضواحي العاصمة الأردنية عمان.
كان رحمه الله نشيطاً للحركة وواصلاً للرحم، عابدا الله تعالى، خلوقا هادئا، صاحب قرار لاسيما في حل النزاعات بطريقة الصلح والاقتناع بما أمر الله عز وجل.
يُعد غازي أستيتيه مرجعية وذاكرة لجهاز الإدارة المالية الذي خدم به، كان محبوباً من كل زملائه في العمل. وقد كان الفقيد معطاءً صادقاً لفلسطين وللقضية، دائماً مبتسماً رغم قسوة الحياة ووعورة دروبها، وكان المثل في المحبة والعطاء والوفاء.
لقد كان غازي أستيتيه من خيرة الشرفاء الخلوقين، مخلصاً في عمله وفياً لزملائه، مناضلاً بكل ما تعنيه الكلمة، كيف لا وقد أمضى جل حياته ومنذ ريعان شبابه في خدمة وطنه وحركته الرائدة، كيف لا ووالده رحمه الله عليه عاش وانتقل إلى جوار ربه وهو مناضل كبير، كيف لا وكل أشقائه مناضلون يخدمون في قوات الأمن الوطني الفلسطيني، عائلة جميعها مناضلين، جيل بعد جيل، وسوف نبقي نناضل حتى تحقيق كل أهدافنا في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
رحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جنانه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
m.a