الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الشهيد المناضل/ فهمي زكي مسلم ندى (أبو زكي)

نشر بتاريخ: 2020-11-04 الساعة: 10:46

بقلم عيسى عبد الحفيظ

الشهيد المناضل/ فهمي زكي مسلم ندى من مواليد قرية الخيرية قضاء يافا عام 1937م، تلقى تعليمه في المرحلة الابتدائية في مدرسة القرية، وفي شهر أيار عام 1948م، بدأت العصابات الصهيونية من (شتيرن والهاغانا) بمهاجمة قرية الخيرية من خلال معسكر كان للإنجليز تم تسليمه لهم قريبا من محيط القرية، مما أدى إلى مغادرة أهالي القرية النساء والشيوخ والأطفال وبقاء مجموعة تقاتل العصابات الصهيونية دفاعا عن القرية ومنهم زكي مسلم ندى والد فهمي ندى والذي أصيب في هذه المعارك وتوجه بعدها إلى قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس مع باقي عائلته حيث مكثوا أسبوعا على أمل العودة بعد ذلك إلى قريتهم إلا أن الإقامة طالت دون العودة حيث مكثوا أربع سنوات في اللبن الشرقية، انتقلت الأسرة بعد ذلك للإقامة في مخيم بلاطة في نابلس وعاشوا مثل باقي أبناء شعبنا الفلسطيني المشرد والمهجر من مدنه وقراه، حيث كان الفقر والبؤس يلُفهم من كل اتجاه وعاشوا عيشة الخيام حيث تفتحت عيناه على هول نكبة عام 48 وهو لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره فعاش عيشة المخيم والبؤس والتشرد والشقاء منذ نعومة أظفاره.

 

في تلك الفترة بدأ يبحث عن عمل لمساعدة العائلة فبدأ مع صديق له في بيع القماش، وتمكن من جمع مبلغ من المال وقام بإصدار جواز سفر أردني له دون علم ذويه وتوجه إلى العراق وذلك عام 1956م، حيث لم يتجاوز التاسعة عشر من عمره، مكث في العراق أربع سنوات عمل في مطعم صغير وبعدها قرر العودة إلى الأردن وقام باستئجار محل في جبل اللويبده ليكون مقهى صغيرا للعمل به.

 

بعد هزيمة حزيران عام 1967م، كان بعض الفدائيين يترددون على ذلك المقهى ونسج أبو زكي علاقة معهم ومن ثم التحق بحركة فتح، عمل مع الأخ/ أبو عمار كمرافق وكان من أوائل المرافقين له، وشارك في معركة الكرامة الخالدة بتاريخ 21/3/1968م، وأصبح لا يفارق الأخ أبو عمار إلا قليلا لمشاهدة أسرته.

 

غادر الأردن بعد مغادرة الأخ/ أبو عمار لها وحصول الاشتباكات بين الجيش الأردني والمقاومة الفلسطينية عام 1970م واستقر في دمشق، حيث أحضر عائلته للإقامة في مخيم اليرموك. فهو متزوج وله من الأبناء تسعة (أربعة أولاد وخمسة بنات).

 

استمر بالعمل مع الأخ/ أبو عمار طيلة وجوده حتى الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982م، غادر على أثرها إلى تونس حيث مقر القيادة الفلسطينية بعد الخروج من بيروت، وبعدها عاد إلى دمشق، وخلال فترة الانشقاق الذي حصل عام 1983م، والضغوطات التي تعرض لها أبو زكي من قبل المنشقين عليه وعلى أسرته قرر مغادرة دمشق والتوجه إلى الأردن للإقامة الدائمة حيث بدأت صحته في التراجع، وبقرار من الرئيس/ أبو عمار تسلم أبو زكي مقر الضيافة الخاص بالمنظمة في الأردن.

 

انتقل أبو زكي إلى رحمة الله تعالى بتاريخ 5/1/1990م، في العاصمة الأردنية عمان أثر مرض السرطان، ووري جثمانه الطاهر في مقبرة سحاب الإسلامية، وقد صادف وجود الأخ/ أبو عمار في عمان ليلة وفاته حيث قام بزيارة العائلة لتقديم واجب العزاء بالمناضل/ أبو زكي.

 

ظل المناضل/ فهمي زكي ندى (أبو زكي) أمينا على الأسرار لكل ما كان يسمعه ويشاهده خلال مسيرته الطويلة مع الأخ/ أبو عمار، التحق ابنه عماد بالحركة ليكمل مسيرة والده بدلا منه وقد تم تعيينه مرافقا مع الأخ/ أبو عمار في تونس وبقي معه حتى استشهاده عام 2004م.

 

كان المناضل/ أبو زكي ذا سمعة طيبة، وعلى خلق، يحب الجميع وكان أبا لمعظم مرافقي الأخ الرئيس/ أبو عمار. ويمتاز بطيبته وشجاعته ومحبته وحنيته، كان مبتسما دائما في وجه الكل كالشمس المشرقة. ويتمتع بثقة عالية من الأخ/ أبو عمار حيث عمل بكل جد وإخلاص وتفان وأمانة.

 

كان عاشقا لقريته الخيرية التي كان يتمنى أن يعود إليها في المستقبل القريب عندما التحق فدائيا.

 

رحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جنانه. إنا لله وإنا إليه راجعون

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024