الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الشهيد المناضل جمال سليم محمد عبد النبي

نشر بتاريخ: 2020-10-27 الساعة: 12:09

بقلم:عيسى عبد الحفيظ

الشهيد جمال عبد النبي أحد الشهداء الأبطال العمالقة الستة الذين رووا بدمائهم الطاهرة أرض الوطن، حيث استشهدوا على أيدي القوات الخاصة الإسرائيلية في مخيم جباليا الثورة، وكان كادراً في حركة فتح ومجموعاتها السرية، وبرز بجهده الكبير وعطاؤه اللامحدود في خدمة الوطن والشعب وحركته الرائدة.

 

الشهيد المناضل/ جمال سليم محمد عبد النبي (أبو رمزي) من مواليد مخيم جباليا عام 1957م، لعائلة تنحدر أصولها من قرية سمسم، هاجرت إلى قطاع غزة إثر النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948م، وهجر من أرضه وقراه ومزارعه، واستقرت العائلة في نهاية المطاف في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين ومن ثم انتقلت بعد ذلك إلى منطقة بئر النعجة للسكن هناك.

 

ترعرع الطفل/ جمال عبد النبي وتربى على القصص والأحاديث والحكايات التي كانت تحكى له ويسمعها من والدته عن شهداء عائلة عبد النبي عمه وابن عمه وقصص وروايات الكبار وعن حبهم للأرض التي عشقوها وطردوا منها وتم تهجيرهم ليسكن فيها شعب آخر، هذه القصص والروايات رسخت في عقله وفي وجدانه فيما بعد عندما احتلت إسرائيل قطاع غزة بعد عام 1967، وهو لم يتجاوز العاشرة من العمر.

 

أنهى جمال عبد النبي دراسته حتى الصف الثالث الإعدادي في مدارس وكالة الغوث للاجئين، ونظراً لظروف أسرته الاقتصادية الصعبة الخارجة عن إرادتهم وحياة الفقر والبؤس للاجئين في المخيمات، اضطر لترك مقاعد الدراسة وذلك للعمل ومساعدة عائلته، حيث عمل حارساً في مصنع أبو الخير لتغليف الحمضيات.

 

التحق جمال عبد النبي بصفوف حركة فتح مبكراً حيث كان يقوم بإيصال ونقل السلاح للمقاتلين من زملائه حسب تعليمات قيادته.

 

ولنشاطه المتميز مع مجموعاته قامت قوات من الجنوب الإسرائيليين بمداهمة منزله لاعتقاله، إلاّ أنه لم يكن بالمنزل وعليه تم اعتقال أشقائه وتعرضوا للتعذيب والضرب المبرح، وذلك للاعتراف عن مكان وجود شقيقهم جمال وطالبوهم أن يقوم شقيقهم جمال بتسليم نفسه حيث كان مطارداً لسلطات الاحتلال لفترة طويلة من الزمن.

 

تم إلقاء القبض على جمال عبد النبي بتاريخ 11/11/1984م، وخضع لتحقيق مكثف في زنازين سجن غزة المركزي ولمدة أكثر من شهرين، إلاّ أنه كان صامداً صمود الأبطال رغم بشاعة التعذيب، وقد صدر الحكم من المحكمة العسكرية الإسرائيلية عليه بالسجن لمدة سبع سنوات، تنقل خلالها المناضل/ جمال عبد النبي في العديد من السجون الإسرائيلية مروراً بسجن غزة المركزي ولمدة سنتين وسجن في عسقلان لمدة سنتين وسجن شطة لمدة سنة واحدة وباقي محكوميته قضاها في سجن نفحة.

 

المناضل/ جمال عبد النبي أصبح في تلك السجون أحد قادة الحركة الأسيرة. أصيب بمرض القرحة وتم الإفراج عنه بتاريخ 11/11/1991م، حيث عاد لممارسة عمله التنظيمي الحركي وشغل مسؤولية تنظيم الحركة في منطقة شرق وغرب مدينة غزة، وساهم في تشكيل لجان المقاومة الشعبية لمقاومة قوات الاحتلال.

 

بتاريخ 9/12/1993م، قامت قوة من الجيش الإسرائيلي بمحاصرة منزله حيث كان متواجداً مع مجموعته، واشتبك ومجموعته مع تلك القوة، حيث أصيب على أثرها إصابات خطيرة وتم اعتقاله ووضع في السجن مدة خمسة وأربعين يوماً خلالها رغم التعذيب الشديد وإصابته خلال الاشتباك في رقبته ومن ثم أفرج عنه.

 

يوم الإثنين الموافق 28/3/1994م، طالت يدر الغدر المناضل/ جمال عبد النبي مع زملائه الآخرين من قبل القوات الخاصة الإسرائيلية والمستعربين في منطقة القطاطوة بجباليا حيث استشهدوا جميعاً. وعند سماع الأهالي بنبأ استشهادهم خرجوا من منازلهم عن بكره أبيهم إلى منطقة الحدث مرددين الهتافات بحياة الشهداء الستة ومطالبين بالانتقام لهم.

 

الشهيد/ جمال عبد النبي متزوج ورزق بأولاده (رمزي، رامز، نبيل، نضال، سمير، سليم، حنين).

 

لقد كان الشهيد/ جمال عبد النبي بحق كادراً فتحاوياً أصيلاً ومميزاً وكان عنوان الإخلاص والنشاط لقضيته وشعبه، حيث كانت سيرته وسمعته العطرة والطيبة هي محبة الآخرين له.

 

رحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جنانه. إنا لله وإنا إليه راجعو

m.a

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024