الرئيسة/  مقالات وتحليلات

اليقين الفلسطيني بحقوقه مهم جداً لوجود الأمة

نشر بتاريخ: 2020-10-11 الساعة: 13:35

علامات على الطريق- يحيى رباح

منذ أكثر من مئة سنة، حين ظهرت المؤشرات الأولى للقضية الفلسطينية من خلال تقسيم سايكس بيكو، و من خلال وعد بلفور المشؤوم " الذي لا يملك أي حق أعطى لمن لا يستحق"، والشعب الفلسطيني يخوض صراعاً كبيراً مع الحركة الصهيونية، ثم مع إسرائيل وحلفائها الكبار الذين وقفوا إلى جانبها لأسباب مزيفة عديدة، ابتداء من التداخلات الدينية، وانتهاء بمحاولات قوى الاستعمار القديم والإمبريالية الحديثة استمرار وجودها في المنطقة من خلال العمل بلا حدود لجعل هذا الكيان المفتعل يصبح حقيقة راسخة بل جعلها توزع الأدوار على الآخرين، وتحدد لهم من عدوهم ومن صديقهم، كما كشفت عن ذلك مساقات التطبيع المجاني، بغض النظر عن الأكاذيب الملونة التي يتسربل بها المطبعون، والمؤيدين لهم، والعازفين على أوتارهم، ونحن نكاد نرى ونسمع كل يوم أشخاصاً منطفئين لا ذكر لهم يلبسون ملابس الشجاعة المدعاة، والعلم الزائف، والاتهامات التي سمعناها على لسان قادة الاحتلال الإسرائيلي قبل أن نسمعها على لسان هؤلاء المطبعين.

هل هذا جديد؟
لا.. إنه ليس جديداً على الإطلاق ، الفرق بين حاكم وآخر، والفرق بين مسؤول وآخر، فالبعض تربى على يد أبويه بطريقة عميقة، ويخجل من نفسه إن هو تهاوى في منحدرات التطبيع المجاني، بلا حدود، فتراه عند نقطة معينة يردع نفسه بنفسه حتى لا يكون مثالاً لا يتحذى به في العار الذي ليس له قرار.
شعبنا الفلسطيني بكل قياداته مستمر في الاشتباك مع هذه الهجمة الصهيونية، بعمقها الآخر الذي وصل إلى ذروته في عهد دونالد ترمب، الذي يصنع مشاهد مثيرة للعجب داخل أميركا نفسها، يصاب بالكورنا الذي استهان به فيخفي الإصابة عن شعبه ودولته، ثم يعترف نصف اعتراف ويشكر الله على إصابته بكوفيد 19، ثم يفتعل مشاكل قبل الانتخابات الأميركية التي لا يفصلها عنها سوى أيام، وفي حين أن الرجل يضيق الخيارات على نفسه، فإما حرب أهلية في أميركا وإما انتحار مؤكد، لكن في هذا الوقت الحرج يصبح هو المرجعية الأساسية بل الوحيدة لبعض إخواننا العرب، وردنا على ذلك هو تنفيذ برنامج العمل الذي اتفقنا عليه في اجتماع أمناء الفصائل الذي عقد في وقت واحد متزامن في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله ومقر السفارة الفلسطينية في بيروت، والمحددات كثيرة وعميقة ورائعة، قيادة موحدة لفعاليات المقاومة الشعبية، إنهاء الانقسام الذي صنعته أياد كثيرة إسرائيلية وغير إسرائيلية، صياغة المصالحة والوحدة الوطنية الفلسطينية على قاعدة الشراكة الكاملة، وإجراء الانتخابات على قاعدة بناء نظام سياسي فلسطيني واحد قادر على الدفاع عن الوجود الفلسطيني الذي بدونه يكون الوجود العربي مجرد افتراضية في الفراغ.
حتى الآن، المسار جاد، والنتائج مثيرة، والأمل كبير، شعبنا مر كالسهم من مخانق كثيرة، ومن تواطؤات مرة، نشكر ونقر بالجميل لكل عربي وقف إلى جانبنا ولو بجرعة ماء، فهذا أصل العرب الذي جعل منهم أمة تستحق أن يكون إمامَها محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم، و انتهينا من نموذج العربي الذي يتفاخر على شقيقه العربي بما لا يستحق أن يذكر، وبنموذج العربي الذي لا يشتهي سوى أكل لحم أخيه العربي نيئاً، لا نريد أن نذكر أسماء ولا مسميات، الحمد لله أن شعبنا من بين مراتبه العليا قوة المعرفة والوعي العميق، وفي انتصارنا لأنفسنا، و عضنا على الجرح، نكون من أقدس العناوين لأمتنا العربية التي لم تبنِ تاريخها بالخيانات.

m.a

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024