الرئيسة/  مقالات وتحليلات

مجرمو العصر والعنصريون الباقون على قيد دولة

نشر بتاريخ: 2020-10-06 الساعة: 07:25

 موفق مطر 

 أطلق العنان للسان شيطانه الكبير ، هذا الذي كان في الأبجدية مسكين فقير ، وبعد ان مكث في واشنطن سفير ، وآخر صار محللا وصاحب رؤى ونظريات ذاك الذي كان على أبواب المشيخات غفير ، وما بينهما وسائل اعلام ناطقة بالضاد كشطت جلدها ، وخلعت نقاب حيائها السياسي ، وانتقلت بكل صلافة الى أرصفة الردة ، بعد نجاحها بعملية خرق الوعي الفردي والجمعي للإنسان العربي  بمثاقيب كوهين وجندلمان ومائير. 

ما أقبح انقلابهم على روح العروبة والمقدسات ، ما اغبى انقلابيين ساعون للتصهين والتفرنج  ( نسبة للافرنج ) عندما يسوقون أنفسهم في سوق الواقعية السياسية ، وهم متكئون في مجالس الرأي ، يتهمون ، ويقيمون ، ويمنحون شهادات وأوسمة رغم عجزهم وعجز حكامهم عن تصنيع غطاء مصرف لمياه  الأمطار فيستوردونه من الصين ، فيما دمغة صنع في فلسطين محفورة قبل انشاء ( الاسرائيل ) التي  يتهافتون على نيل مظلة امنية من موسادها ويتوددون لفاسدها نتنياهو المكروه من مجتمع منظومته السياسي . 

فجأة وبين ليلة وضحاها يكتشف هذا الأمي أو ذاك – رغم تغريداته المكتوبة والمنطوقة بلغة قومه العرب أن فلسطين ليست مذكورة نصا وحرفيا في القرآن ، وان ( اسرائيل ) ذكرت مرات ومرات ، وأنه لذلك يركب (فلك المطبعين)  لعله ينال رضا رب العالمين ، وهو يعرف لكنه يحرف بأن اسم القوم غير اسم الجغرافيا ، وأن هذه الجغرافيا التي اعطوها زورا اسم ( اسرائيل)  طارئة لا رواسي لها في  أرض الانسانية ، لأن  أشرارها الصهاينة قد ناصبوا الحق والعدل والسلام العداء الى يوم الدين ، ولأنهم اغتصبوا أرض الشعب الفلسطيني وشردوه ، ولأنهم – لو قرأ هذا الجاهل المتجاهل للحقائق التاريخية – انهم ما تركوا فرصة للتآمر على السلام في مواطنهم الأصلية إلا واستغلوها ، وذا ظن هذا الناكر لوجود اسم فلسطين انه يستطيع توظيف امواله والتربح بها بالشراكة مع ادمغة وعقول في اسرائيل فعليه أن يعلم أن الأدمغة والعقول التي تتباهى بها اسرائيل مدانة باكثر من سبعمائة قرار صدرت عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات التابعة تدين سلوكهم وجرائمهم وتعتبرهم مستعمرين محتلين عنصريين منتهكون للقانون الدولي ، ومتهمون بجرائم ضد الانسانية ، فهل من انقلاب افظع من الانقلاب على كتاب الله الذي يتم توظيفه واستخدامه لقلب صورة الباطل الى حق ، والظلم الى عدل ، والذل والعبودية الى حرية ، والحرب وسفك الدماء الى سلام ؟!!. 

يذهب هؤلاء الى أبعد الحدود للطعن ليس بوجود فلسطين الجغرافية وحسب ، بل في الارتداد عن دينهم والدخول في  (دين ترامب الصهيوني ) الجديد ، حيث لا يعترف هؤلاء بوجود الشعب الفلسطيني كشعب ونظام سياسي ، ولا يقرون بقيادة تمثل ارادة هذا الشعب الذي لا يرونه اكثر من مجموعات سكانية  تعيش في عدة مناطق وتحتاج الى رعاية واهتمام وبعض المشاريع الاقتصادية التي تشجعهم على ألا يكونوا اكثر من يد عاملة تبني قاعدتهم الاستعمارية المسماة اسرائيل . 

يراوغون ولا يستطيعون نكران القضية الفلسطينية لأنهم سيرون أنفسهم اقزاما أمام مسئولين كبار في العالم يعتقدون بأن القضية الفلسطينية قضية حق ، وان للشعب الفلسطيني مكانة مميزة في المساحة الحضارية  الديمقراطية التقدمية التحررية في منطقة الشرق الأوسط ، وان هذا الشعب جدير بالحرية والاستقلال والسيادة في دولة على حدود الرابع من حزيران من العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية  ، لكنهم – أي المراوغون – يتماهون مع دعاية وادعاء ( نتنياهو وترامب ) فنسمع فحيحهم ، أثناء محاولاتهم المتكررة للدغ قياداتنا الوطنية ، وكأنهم يقدمون خدمة جليلة لسيدهم المصاب بعقدة نفسية لن يشفى منها ابدا من فشله في ارغام  رئيس الشعب الفلسطيني ابو مازن على الاستسلام ، فهو يرى رؤساء وملوك وأمراء عرب وعجم يأتونه صاغرين إلا الرئيس محمود عباس الذي ظل على عهده مع الشعب الصامد الصابر ، وظل وفيا لقسمه ، ولأرواح الشهداء ولعزيمة وصبر ألأسرى ، لذا تراهم كالكائنات اللادغة السامة موجهين بأوامر عليا ليكونوا عند كل نافذة اعلامية عربية وأعجمية، لاحداث الاختراق الأعظم لصفقة القرن الاستعمارية .. لكن وجب عليهم سؤال الأدمغة وأصحاب الاختراعات والعلوم الأمنية اولا ، وقراءة ابحاث المراكز والجامعات الاسرائيلية التي تخلص إلا ان الشعب الفلسطيني كان المعطل الأساس لمحرك الصهيونية الاستعمارية الاستيطانية ، وسيبقى كذلك حتى تتفكك اسرائيل من داخلها وتتآكلها الصراعات الداخلية ... فاقرأ يا هذا الذي تظن ان بني اسرائيل المذكورين في القرآن هم اسرائيل التي انشئت في فلسطين ، فهؤلاء في اسرائيل مجرمو هذا العصر ، والعنصريون الباقون على قيد دولة.    

m.a

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024