حمى ترامب .. ونبل رئيس السلام
نشر بتاريخ: 2020-10-04 الساعة: 07:35موفق مطر
تمنيات الرئيس ابو مازن للرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا بالشفاء العاجل عكست النبل المتأصل في عقل ومنهج رئيس السلام ، الرئيس الانسان رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية ، فالفارس النبيل لا يتردد في منازلة خصمة في ميدان الحق مادام بكامل صحته وقوته ، ويترفع حتى عن مجرد التفكير أو التمني للخصم بالمرض ، فالحكمة والشجاعة والنبل والقوة في انتزاع الفارس حقه وحق من يمثل ( الشعب) فيما خصمه بقوته وسلاحه في يده ، وبذلك يتجسد المعنى الحقيقي للانتصار المرتكز على القوة الذاتية وليس على عوامل خارجية كمرض أو وباء يصيب الخصم أو بسبب موت طبيعي .
ايماننا نحن الشعب الفلسطيني بحقنا التاريخي والطبيعي في وطننا الأزلي الأبدي فلسطين ، وثقتنا بقيادتنا التي عكست ارادة الصبر والتصدي والصمود والتحدي ، والقول لا عندما يقتضي الأمر قولها بشجاعة وصوت عال ، للتعبير عن رفضها المساس بثوابت الشعب ومقدساته ، والقول نعم عندما تلتمس توجهات وسياسيات تمكننا من انتزاع ولو بعض حقوقنا ، لا يمنعنا ابداً من تمني الحياة لخصومنا الذين ظلمونا ليروا بأعينهم كيف ننتزع حقوقنا ونسترجعها منهم ، وليدركوا أن جبروتهم واستكبارهم على الشعوب بالقوة المادية العسكرية والمالية ، واتباعهم الاحتلال والاستعمار والاستيطان والعنصرية منهجا للسيطرة على الشعوب لن يدوم مهما امتلكوا من قوة ، فالعاجز عن مكافحة فايروس غير مرئي بالعين المجردة لا يمكنه الانتصار على شعب لا يرى الحياة إلا كرامة وحرية وعزة وشرف واستقلال ، فهذا الذي تقعده الحمى قد يجد له الأطباء المعالجون عقارا يقضي على الفايروس أو يضعفه ، لكنه مهما استقوى بمساعدين ومستشارين منحازين ومتطرفين وعنصريين ، وبجيوش منظومة الاحتلال والاستعمار العنصري اسرائيل ، ومعها حلفاء ، ومتآمرين في السر والعلن فإنه لن يفلح في القضاء على شعب مؤمن بحقه وله تاريخه وحاضره في ارضه ، ويتطلع الى مستقبله عليها ، فهنا وتحديدا في قضية فلسطين لا تنفع العقارات ، ولا العلاجات الاقتصادية ، ولا خطط الضم ، ولا صفقة القرن ، ولا دفع مشايخ وامراء - تحت ضغط الاكراه - للتطبيع مع منظومة العنصرية الوحيدة المتبقية على وجه الكرة الأرضية ، ومعترف بها دولة كامل العضوية في الأمم المتحدة رغم أنها ناقصة تسمى اسرائيل .. ومن يظن بقدرته على اجهاض كفاح الشعب الفلسطيني فهو مصاب بالحمى ، مريض لايحتاج علاجا طبيعيا كيميائيا ولا طبيعيا من اعشاب ، بل من يقرا عليه سيرة الشعب الفلسطيني والشعوب الحرة ، لعله تذهب عنه الحمى فيعود الى صحته النفسية والعقلية فيرى الأمور بمنظار قوانين وقرارات الشرعية الدولية ، فحمى ترامب الاستعمارية الجديدة اذا لم يتم التصدي لها بحكمة وشجاعة ووضوح كما فعل الرئيس محمود عباس ابو مازن باسم الشعب الفلسطيني ، واذا تركت لتنتشر ، فإن اخطارها وتداعياتها الكارثية وآثارها البعيدة المدى ستجعل من حمى الحملات الاستعمارية التي المت بالمنطقة مجرد نزلة برد او انفلونزا شديدة قياسا الى (حمى ترامب ) الكاسحة لخريطة العالم السياسية الجغرافية ، الاقتصادية ، والمدمرة لمكونات الأمم الثقافية ، حمى جرفت ومازالت تعمل كاعصار لاقتلاع القانون الدولي والمواثيق والأعراف من جذورها وتطييرها جعلها هباء منثورا .
( حمى ترامب ) الاستعمارية العنصرية غير المسبوقة في تاريخ البشرية هي الداء والوباء الذي نريد للشعب الأميركي ألا يكون أول ضحاياها ، فشعب الولايات المتحدة الأميركية الذي عانى من الحروب الأهلية والعنصرية ، قد تعيده ( حمى ترامب ) الى اجوائها ويومياتها ، وقد يجد هذا الشعب نفسه قد اسقط في حالة عداء مع كل شعوب العالم والدول المحبة للسلام ، فتنقلب ثقافة الحرية والديمقراطية بسبب حمى ترامب ، الى منهج استعباد ودكتاتورية ، منهج عنصري بات المثقفون ألأميركيون يحذرون من نموه وتكاثره وانتشاره اسرع من وباء انتشار أي وباء في عهد دونالد ترامب .
استهتر ترامب بفايروس كوفيد 19(الكورونا) فأعجزه ، واستهتر بحقوق الشعب الفلسطيني وبمقدساته فعجز عن ايجاد بديل - ولو مصطنع - يوقع له على الخضوع والاستسلام ، أما الآن فليس أمامه إلا الاعتراف والإقرار بإصابته بفايروس العنصرية الصهيونية، حتى يتمكن المعالجون من تخليصه من حمى هذا الوباء القاتل ، فلعله يحظى بلحظة تفكير وهو في حالة شفاء من (حمى الصهيونية العنصرية) التي باتت لصيقة باسمه وصارت تستحق مسمى ( الحمى الترامبية ). فقد ثبت تغلغلها حتى نخاعه الشوكي وتلافيف دماغه ..لذا نتمنى له الشفاء منها .
m.a