الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الثقافة العنصرية مترسخة في المناهج الإسرائيلية

نشر بتاريخ: 2020-10-04 الساعة: 07:32

عبد الناصر النجار

حرب إسرائيل على المناهج الفلسطينية لم تتوقف خلال السنوات الماضية.. فلم تترك شاردة أو واردة في المنهاج الفلسطيني وخاصة منهاجي التاريخ والتربية الوطنية، إلا وجعلت منها قضية كبيرة، وأكثر من ذلك شنّت حملة تحريض متواصلة على السلطة الفلسطينية ووزارة التربية عند الممولين الدوليين وخاصة الاتحاد الأوروبي، ولكن هذه الحرب امتدت لتطال المناهج في الدول العربية أيضاً!

مراقبة المناهج الفلسطينية أصبحت الشغل الشاغل لإسرائيل، وهناك مؤسسات قائمة بذاتها للرصد والمراقبة وإصدار التقارير، موجهة بالأساس للمطالبة بتغيير المناهج وحذف كل ما يتعلق بالتاريخ الفلسطيني والصراع العربي الإسرائيلي ليتلاءم مع نظرة سلطات الاحتلال لما تطلق عليه «السلام».

بعد التطبيع الإماراتي والبحريني قبل أسابيع بدأت الضغوط من أجل تغيير المناهج في هاتين الدولتين ودول أخرى بحجة أن هناك مضامين فلسطينية في هذه المناهج، وأن ما فيها لا يتلاءم مع روح السلام الترامبي.

يبدو أن سلطات الاحتلال بدعم أميركي قد نجحت في العمل على بدء التغيير والتعديل في هذه المناهج ولا ندري إن كانت ستستبدل خارطة فلسطين التاريخية وعاصمتها القدس، وماذا سيكون شكل الخارطة الجديدة؟

السؤال الأهم، من يراقب المناهج الإسرائيلية المحشوة بالعنصرية وحتى بنظرية التفوق بالاعتماد على مقولة «شعب الله المختار»؟!.

وللتأكيد على عنصرية مناهج الاحتلال نشير الى تسجيل انتشر مؤخرا على شبكات التواصل لحصة تعليمية لطلبة يهود متدينين، وسنحاول هنا ترجمة ما جاء فيها نصاً:

المعلمة: حين أقول كلمة يروشلايم (القدس) ماذا يخطر ببالكم؟

إجابات: البيت المقدس، الهيكل.

المعلمة: من يعتقد أن البيت المقدس - الهيكل سيبنى في سنوات قريبة؟

جميع طلبة الصف يرفعون الأيدي بالموافقة دون استثناء!!

المعلمة: ماذا يوجد مكان الهيكل؟

إجابات: المسجد الأقصى.

المعلمة: ماذا سيحصل للمسجد؟

إجابات: سيتحطم، سينفجر، سيختفي.

المعلمة: من منكم قابل طفلاً عربياً في السنة الأخيرة؟

المعظم يرفع يده.

المعلمة: أين قابلتم طفلاً عربياً في السنة الأخيرة؟

إجابات: بجانب الكوتل - حائط المبكى (البراق).

المعلمة: ماذا يحصل عندما تقابلون طفلاً عربياً؟ بماذا تشعرون؟

إجابات: شعور بالغضب، أشعر بأنني أريد قتله!!!

المعلمة: كيف ترون القدس خلال عشر سنوات؟

إجابات: كلها يهود متدينون!! كلها يهود متدينون وهناك عرب ولكنهم عبيد لنا.

المعلمة: سيأتي المشيح المخلص؟ ماذا تقولون؟

إجابات: ستكون حرب كبيرة وكل العرب سيموتون، وجزء منهم سيكونون عبيداً عندنا!!

هذا الحوار الصفي يعبر عن عمق الثقافة العنصرية التي يتمتع بها طلبة المدارس اليهودية، هم لا يرون في الفلسطيني أو العربي سوى عبد لهم، وأن من حقهم قتله والتخلص منه.

الفلسطيني في المنهاج الإسرائيلي أقرب إلى الحيوان، يقتل العزّل من النساء والأطفال، العربي لا يعرف الرحمة مجرم والقتل غريزة لديه، بل أكثر من ذلك فإن المناهج المستمدة من نصوص التوراة والتلمود تساهم بشكل أساسي في خدمة الاستيطان، وهي تهدف بالأساس لتشكيل أجيال مشبعة بالديانة اليهودية لخدمة المشروع السياسي الاحتلالي، ولا شك في أن قانون التعليم اليهودي الذي سن في العام ١٩٥٣ ينص في مادته الثانية على «أن التعليم في دولة إسرائيل يجب أن يرتكز إلى قيم الثقافة اليهودية والولاء لدولة إسرائيل والشعب اليهودي وتحقيق مبادئ الريادة في العمل الطلائعي الصهيوني».

وعودة إلى بحث أجراه البروفيسور داني بار طال بعنوان «تأثير عملية السلام على مضامين كتب التدريس» الذي صدر في العام ١٩٩٧ بعد ٣ سنوات من اتفاقية أوسلو ، أكد فيه أن كتب اللغة والأدب العبري والتاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية، المقررة كلها تؤكد على بطولة الشعب اليهودي، وتبرزه بشكل فوقي «سوبرماني» وأنه صاحب قضية عادلة، يحارب عدواً عربياً ومسلماً يرفض الاعتراف بوجود الشعب اليهودي... واليهودي تنطبق عليه جميع الأوصاف الإيجابية ومنها أنه صاحب أخلاق، يبشر بالتطور والازدهار، بينما العربي تفكيره نمطي سلبي، والتعامل معه يجب أن يتم من خلال إلغاء شرعيته وإنسانيته، هكذا خلص البروفيسور طال.

هذه هي المناهج الإسرائيلية وهذه هي الثقافة التربوية في المدارس الإسرائيلية، التي لا يسمح بالاقتراب منها أو حتى انتقادها.

في الوقت نفسه نرى اليوم حملة ضاغطة على أكثر من دولة عربية لإعادة صياغة المناهج المدرسية بما يتلاءم مع الوضع الجديد، مناهج تصنع من العربي عبداً ومطيعاً لسيده 

اليهودي؟!! فهل هذا ما يريده البعض؟!! وهل يريدون أن تصبح النكبة الفلسطينية استقلالا للمحتل؟ التاريخ يسجل ولا يرحم...

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024