الحوار الأول بين المتنافسين.. والخروج الفادح عن النص
نشر بتاريخ: 2020-10-04 الساعة: 07:30يحيى رباح
برغم أن العادة في أميركا جرت على هذا النحو في الحوارات الانتخابية بين المتنافسين، لكن الحوار الأول بين دونالد ترامب الموجود حالياً في البيت الأبيض، ويفعل كل ما لا يخطر على البال للبقاء في فترة رئاسية ثانية، وبين جو بايدن الذي يطمح إلى الفوز وطرد ترامب خارجاً ليواجه مصيره الأسود، وسائل الإعلام الأميركية والدولية صنفت هذا الحوار الأول الذي جرى يوم الأربعاء الماضي بأنه حوار سيطرت عليه الفوضى والمقاطعات الحمقاء والاتهامات المتبادلة إلى حد مريع، فقد قال جو بايدن لمنافسه دونالد ترامب بصريح العبارة : "اخرس"، ووصفه بأنه ليس سوى مهرج، حتى أن ترامب الذي كان يوحي لأنصاره أنه قلعة صامدة لا تهزها الريح، اشتكى بعد الحوار الذي دام ساعة ونصف، وأداره المذيع الأميركي البارع "والاس" بأن جو بايدن كان ضده "يا سلام" وأن المذيع "والاس" كان ضده أيضاً.
ما علينا، فهذه ليست النقطة الجوهرية في هذا الحوار بين المتنافسين، وخاصة أن دونالد ترامب تتتابع ضده الانفجارات الكبرى التي تليق به وتثبت أنه مجرد شخص بائس لا جدوى منه ولن تكون أبداً، فبعد الانفجار الذي سببه هو نفسه من خلال إعلانه بأنه إذا سقط في الانتخابات فمعناه أن هذه الانتخابات مزورة، ولن يعترف بها، ولن يسلم السلطة، وهذا معناه أن يتدخل الحرس الوطني الأميركي، المخول في هذه الحالات، أن يسحبه من أذنه، و يلقي به خارج البيت الأبيض، جاءت الضربة القوية الأخرى، أنه خلال عشر سنوات لم يدفع للضرائب الفيدرالية سوى 750 دولارا، وأنه تحايل على مصلحة الضرائب، وهذا التحايل "كما قال هو نفسه" يدل على أنه شديد الذكاء!!! وجاءت جولة الحوار الأولى لتثبت أنه غبي جداً وليس شديد الذكاء.
هناك في الشرق الأوسط، من تابعوا هذا الحوار أكثر من غيرهم، وهما بطلا التطبيع الخياني المجاني، محمد بن زايد وإخوانه، وملك البحرين ومؤيدوه، فمعروف أن التطبيع جاء بأمر مباشر من ترامب وهما ارتميا تحت الأقدام ونفذاه ووقعا عليه دون أن يعرفا على ماذا يوقعان!!!
وها هما بعد أن انتهى عرس التطبيع المجاني يريان بأعينهما أن الذي أمرهما بالتوقيع وهو ترامب يمكن أن يخرج من البيت الأبيض، فماذا يفعلون عندها؟؟؟ الله أعلم، وفي السياق نفسه اضطر حليف ترامب وحبيبه الذي يتبادل معه التصفيق والتقبيل بنيامين نتنياهو، أن يتحالف مع كوفيد 19 حتى يهرب من المظاهرات المطالبة بطرده، كأنه الآخر يعتمد على ترامب، وها هو ترامب لا يعتمد على نفسه، فماذا يفعل نتنياهو؟؟؟
m.a