الرئيسة/  مقالات وتحليلات

ترامب والكورونا.. نموذج الاستخفاف

نشر بتاريخ: 2020-10-04 الساعة: 07:25

باسم برهوم

لا أحد يتمنى لأي انسان المرض او الاصابة بوباء، كما ليس هناك من هو غير معرض للإصابة، ولكنَّ هناك اشخاصا هم يذهبون للعدوى بأرجلهم إما لأنهم "متوكلون" على الله بطريقة خاطئة، أو انهم مستخفون ومستهترون، وبالتالي لا يحترمون ولا يلتزمون باجراءات السلامة، والرئيس الاميركي ترامب هو افضل نموذج  لهؤلاء. ولكن عندما تكون رئيسا وتستخف فهذا أمر خطير لأنك تقدم نموذجا سيئا للشعب، كما انه دليل على الاستخفاف بالمسؤولية والمهام الملقاة على عاتقه وبالتالي هو يلحق الضرر بشعبه وبلده وبالعالم لأنه يسهم في نشر الوباء بنموذجه الرديء.

 

في حالة الرئيس ترامب، الذي لم يستخف بالإجراءات وبارتداء الكمامة، وانما استخف بالفيروس منذ البداية واطلق علية تهكما "الفيروس الصيني" في حالة هذا المستخف وبهذا الموقع الأهم من المسؤولية في العالم، يجب ان يحاسب من قبل شعبه، كما من حق العالم ان يسائله، خصوصا انه أوقف الدعم عن منظمة الصحة العالمية.

 

وفي مراجعة لأداء هذا الرئيس الذي فشل في حماية شعبه ونفسه والمقربين منه، ارتكب كل الأخطاء الممكنة في سياق المواجهة المحلية والعالمية لجائحة كورونا، الأمر الذي جعل الولايات المتحدة في قمة الدول من حيث عدد الاصابات والوفيات، ومن حيث الخسائر الاقتصادية، ولأن هذا البلد هو الأعظم اقتصاديا، فإن تأثير الفشل الاقتصادي هناك له تداعيات على الاقتصاد الدولي وعلى افقار ملايين البشر، لذلك يجب ان يحاسب على استهتاره.

 

ترامب لم يكن مستخفا عاديا.. إنه يمعن بالاستخفاف مما اعطى انطباعا لشرائح واسعة في العالم لتبرر هي الأخرى استهتارها، الامر الذي ادى الى مضاعفة انتشار الوباء، والى إضعاف قدرة الحكومات على المواجهة وفرض الاجراءات، وبالتالي نتساءل: ألم يكن ترامب مسؤولا بطريقة او باخرى عن الخسائر البشرية والمادية للبشرية جمعاء؟ المشكلة في هذا الرئيس انه حتى خلال حملته الانتخابية اصر على نموذج الاستخفاف وكان يتهكم على منافسه جون بايدن، الذي بالمقابل كان يصر على نموذج الالتزام بالاجراءات.

 

وفي مراجعة اوسع، فإن ترامب كان مستخفا بكل شيء، بالقانون الدولي، بالعلاقات الدولية. يتصرف بتعال مع زعماء العالم. ولعل الشعب الفلسطيني هو اكثر من دفع الثمن من تصرفات هذا الرئيس.

 

المشكلة الاكثر خطورة انه لا يرى انه هو من يمارس الظلم والعدوان على الفلسطينيين، بالمقابل يتهمهم بأنهم يكرهون الولايات المتحدة الاميركية، ليس هناك فلسطيني واحد يكره الشعب  الاميركي انما نحن ضحية السياسات الاميركية المنحازة لإسرائيل، وفي عصر ادارة ترامب هي تتبنى مشروع اليمين الصهيوني وليست منحازة وحسب. المستخف ترامب يجب ان يحاسب على استخفافه اولا من قبل الشعب الاميركي ومن ثم من العالم

 

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024