الرئيسة/  مقالات وتحليلات

آآآآآخ

نشر بتاريخ: 2020-09-13 الساعة: 10:47

موفق مطر  

ستتعزز ثقة الشعب الفلسطيني برئيسه وقائد حركة تحرره الوطنية محمود عباس ابو مازن وبمنهج سياسته كلما طوت الادارة ألأميركية نظاما رسميا عربيا ووضعته في ركن من اركان متحفها الخاص بالتبعية . 

سيصبح استقلال القرار الوطني الفلسطيني نموذجا في قاموس العلوم السياسية وستكون حيثيات هذا القرار بمثابة علامات فارقة تهدي الشعوب الاصيلة ذات الجذور الحضارية المتضررة من الحملات الاستعمارية  للاستدلال على المعنى الحقيقي والكامل للحرية والاستقلال . 

صحيح أن فلسطين هي أحدث دولة عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة ، لكن على أرضها أقدم مدينة مأهولة في تاريخ  البشرية ، وفيها أقدس مدينة في العالم لكل اتباع الديانات السماوية ( القدس مدينة الله ) ، وهي مركز تقاطع خطوط الإمبراطوريات الحضارية والدول العظمى قديما وحديثا ، وفيها جذوة نضال وكفاح لم تنطفئ منذ اكثر من مئة عام ، ناهيك عن انها المصدر الرئيس والأول للتعليم لدول عربية تعتبر حديثة جدا انقضى من عمرها عشرات السنوات فقط ، قياسا مع دول عربية ومع فلسطين بالذات انقضى من عمرها مئات القرون أي ما يعادل آلاف السنين . 

تستمد الشعوب الحرة  وعلى رأسها شعبنا الفلسطيني الثقة بذاتها من تجارب هذا العمق والمدى التاريخي المتجسد بمعالم حضارية ، منها مازال غير مكتشف تحت الأرض ومنها الماثل فوقها، وتستمد سر قوتها للبقاء والاستمرار في الحياة بعنفوان وكرمة وعزة وشموخ من روح خلاصة تجارب تاريخية مضت وحديثة نعيشها ، رغم ظروف تاريخية قاسية مرت عليها  وعلى المنطقة منعتها من تحقيق  الاستقلال المادي المعروف بالعلوم السياسية  والمعرف بالقانون الدولي ، وأهمها السيادة على حدود جغرافية معلومة وسلطة قانون تمثل ارادة الشعب  ، وهذه جميعها مقومات ( الدولة  ) المستقلة ..ولكن  

هل كل الدول في العالم تتمتع بالمعنى الجوهري للحرية واستقلالية  القرار والسيادة  رغم كونها مسجلة في ألأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية وحدودها معلومة  ولها نظام  وسلطة لشعب بغض النظر عن عدد افراده ، الجواب بالتأكيد ( لا ) وهذا الجواب هو خلاصة  تجاربنا المؤلمة مع حكام دول عربية ، امتلكوا كل مقومات الدولة إلا انهم افتقدوا الفهم الحقيقي والتطبيق العملي الصحيح لمعنى استقلالية القرار والسيادة . 

درست  قيادة الشعب الفلسطيني وحركة تحرر وطنية كل تجارب الشعب وثوراته  وانتفاضاته وحركاته الشعبية بعقل تجريبي منفتح ، ومارست النقد الذاتي ، ونظمت مبادئ وأهداف قابلة للتطبيق والتحقق ، ورفعت كل مقدراتها على قواعد الارادة الشعبية التي لا قدرة لأي قوة في العالم من تكسيرها وتحطيمها حتى لو استطاعت خدشها في جانب ما  وفي وقت ما ، لذا فان أي باحث عن الحقائق التي مكنت الشعب الفلسطيني من اثبات وجوده رغم المؤامرة  الاستعمارية الكونية عليه ، ورغم تنكر ( الحركة الصهيونية ) التي هي رأس حربة القوى الاستعمارية المتعاقبة حملاتها على فلسطين لوجود الشعب الفلسطيني ليس هنا على أرض  فلسطين وحسب بل تنكرت لوجدوه اصلاً ، وزاد عليها أنها استطاعت خلق منظومة حكومات  رسمية عربية خاضعة لها  عبر  الوكالة اليهودية  التي انطلقت تجوب  البلاد العربية منذ العشرينات من القرن الماضي لتحبك المؤامرة  على الشعب الفلسطيني ووطنه فلسطين رغم خضوع  البلاد العربية حينها لسلطات استعمارية ( دول الانتداب ) ، ونجحت فعلا في ايجاد مرجعيات في انظمة حكم تابعة تم تحديثها خلال العقود التالية وبقيت الى يومنا هذا ، منهم ما كان يتلذذ بممارسة هواية التبعية والخضوع سرا ، ومنهم من راوغ ، ومنهم من اعلنها صريحة ، ومنح صفة 0 الاعلان التاريخي ) لإشهار خضوعه وتبعيته وبيعه لوطنه لقوى الاستعمار الجديد المنكه بخلطة الصهيونية اليهودية الاحتلالية العنصرية . 

كانوا يكذبون على شعوب حكموها لعقود ، لكنهم هذه المرة باطلاقهم وصف التاريخي على اعلان تصديق الاستعماري البلفوري الجديد ترامب على اضافتهم الى ( متجره ) الرخيص ، فخيانة العهد علامة تاريخية فاصلة مابين الخير والشر في حياة أي انسان.  

كان للقيادة الفلسطينية موقفها الشجاع واعتبرت انضمام أي دولة عربية التطبيع مع منظومة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني العنصرية ( اسرائيل ) قبل تحقيق شروط المبادرة العربية كاملة غدرا  وطعنة في ظهر القضية الفلسطينية  وآمال وطموحات ألأمة العربية ، لننسى ان لسوريا ارضا محتلة( الجولان )  وكذلك لبنان ( شبعا ) ،لكن أمام قيادتنا الوطنية المخلصة  والمتمسكة بالثوابت والقرار الفلسطيني المستقل ومعها نحن الشعب الفلسطيني مهمة عاجلة وهي البرهان لشعوب امتنا العربية  وتحديدا المبيوعة اوطانها للمستعمر الصهيوني  الجديد أن المال لا يشتري حرية وكرامة واستقلال ، وان الخضوع لا يحمي وإنما يذل ويفني ببطء ، وأن قضايا تحرر الأمة واستقلالها ونموها وتقدمها لا تحل بالاستثمارات وفي قطاع المصارف والبنوك والشركات ألأمنية مع منظومة لا تقيم وزنا لكرامة الانسان ، ولا تقر بقوانين ، ولا تعترف لأحد بحق ، وانما تشرعن السطو على حقوق الآخرين وتعتبره انجازا عقائديا !!  

علينا الحرص ونحن في خضم البيان لشعوبنا العربية أننا رفضنا اغراءات مادية اكثر مما اعلن لكننا رفضنا لأنها بمعيار حريتنا وكرامتنا واستقلال قرارنا الوطني وسيادتنا الحقيقية لا تساوي مثقال شعر طفل رضيع من عائلة دوابشة احرقه المستوطنون اليهود المجرمون ، وعلينا أن نعلمهم في السياسة كما علمهم آباؤنا  ألأساتذة والمدراء في مدارسهم معنى القيم  ومعنى المعادلات الحسابية ، ومعنى  الجغرافيا السياسية التي لا مكان فيها إلا لأصحاب القرار الوطني المستقل ، فالدولة الحقيقية لا تقوم على المال اولا وإنما على المبادئ ، وويل لشعب يضع مصيره ووجوده كسندات واسهم في بورصة المستعمر العنصري الجديد ترامب بإدارة رئيس فرعه الخبيث في المنطقة بنيامين نتنياهو.  

 سنعلم اخوتنا العرب أننا عندما نصرخ ( آآآآآخ ) من طعنة حكامهم فإننا نتألم على حالهم  وعلى مآلهم وليس على حالنا فنحن قد تعودنا الجروح في الصدر والجبهة ، فهم اخوتنا، صرختنا تنبههم وتنذرهم من مصير لا نتمناه لأخ أو شقيق أو صديق >  

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024