الرئيسة/  مقالات وتحليلات

لماذا ننتظر الانتخابات الرئاسية الأميركية؟؟

نشر بتاريخ: 2020-08-31 الساعة: 09:30

باسم برهوم

في حالة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي كل تفصيل هو مهم، لانه صراع شامل يدور حول كل شيء، ومن بين التفاصيل المهمة هذه الانتخابات الرئاسية الأميركية، لان طبيعة ومواقف الشخص الذي يحتل المكتب البيضاوي تؤثر مباشرة علينا. والدليل الرئيس ترامب الذي اصابنا واصاب القضية الفلسطينية بطعنة غادرة، خصوصا عندما اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وخنق وكالة الاونروا، وقلب رأسا على عقب مرجعيات عملية السلام، حيث نحى جانبا القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وانهى مبدأ حل الدولتين. وهذا ما لم يقدم عليه اي رئيس أميركي قبله.

قد يقول قائل: ان الولايات المتحدة وبغض النظر عن الرئيس الموجود في البيت الابيض، هي منحازة لإسرائيل ولا يمكن ان تسمح بالمس بها. وتحافظ على تفوقها الامني والعسكري والتكنولوجي في المنطقة، وان واشنطن هي صاحبة المشروع الصهيوني الفعلي والحقيقي. هذا صحيح بالمجمل ولا خلاف عليه، ولكن ومع ذلك هناك فوارق بين رئيس واخر في النظر الى المصالح الأميركية من هذا المشروع، ولذلك نهتم بهذا التفصيل، لان هذا الفارق، اما ان يكون فسحة نأخذ من خلالها نفسا لتعزيز وجودنا وصمودنا على ارضنا، او ان يكون سنوات عجافا وحملة من الضغوط والخنق، كما حصل مع سنوات حكم ترامب.

وبغض النظر عن مواقف اي رئيس أميركي، وبغض النظر عن تبني الولايات المتحده للمشروع الصهيوني، فالشعب الفلسطيني ليس امامه خيار سوى المضي قدما بمشروعه الوطني، مشروع الصمود والكفاح ضد الاحتلال ومن اجل تحقيق الحق بالعودة وتقرير المصير والحرية والاستقلال الوطنى. ولكن في المساحة التكتيكية هناك اهمية للانتخابات الرئاسية الأميركية، وهناك اهمية لهذه الانتخابات تحديدا لاننا امام رئيس أميركي لا يمزق بوحشية الجسد الفلسطيني ويعمل على القضية الفلسطينية، وحسب وانما يقوم باخضاع العرب للمشروع الصهيوني اخضاعا كاملا، لذلك وبغض النظر عن الشخص الذي ينافسه، فإن لنا مصلحة مباشرة بألا يفوز ترامب لفترة رئاسية ثانية.

وفي التفاصيل، سواء ما تعلق منها بالقضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني والعربي مع إسرائيل، او من زاوية المصلحة الإنسانية، مصلحة البشرية جمعاء نرى ان استمرار ترامب في الحكم لأربع سنوات قادمة سيلحق ضررا فادحا بالجميع وفي مقدمتهم ذلك الشعب الأميركي نفسه. هذا الرجل لا يقيم وزنا للمناخ والبيئة، ولا يقيم وزنا لتعاون دولي يستند لمبدا توازن المصالح، ولروح القانون الدولي. وفي الداخل الأميركي، هو يحطم فكرة وجود شعب أميركي، وهي الفكرة التي ناضلت من اجلها كل مكونات هذا الشعب، فهذا الرئيس يغذي العنصرية ويحرض على الغالبية العظمى من الشعب الأميركي، فهو ينافق حتى في شعار "أميركا اولا" لان ما يعمل من اجله ليس أميركا وانما من اجل عصابته الضيقة جدا ومن اجل الصهيونية العالمية.

اما عن السؤال لماذا ننتظر الانتخابات الأميركية؟

اننا كشعب دفع ثمنا باهظا من وجود ترامب، ننتظر الخلاص من هذا الرئيس، لانه كان وقحا جدا معنا كبشر وكشعب يكافح من اجل حريته، متمسكا بالقانون الدولي والشرعية الدولية.

لسنا وحدنا من يريد ازاحة هذا الرئيس، بل العالم كله، ربما باستثناء عصابة نتنياهو وبعض المغفلين العرب، وبقايا الحقبة الاستعمارية العنصرية، التي اخذت نفسا قويا من وجود هذا الرئيس في البيت الابيض.

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024