التقاء وطني فلسطيني على خطوط ابو مازن الحمراء
نشر بتاريخ: 2020-08-20 الساعة: 08:01موفق مطر
اذا كانت خيانة وطعنة اشقاء عرب أو مسلمين قد دفعت الاخوة الفلسطينيين أبناء العائلة الوطنية الواحدة للتآلف ونبذ الفرقة والالتقاء على موقف واحد تحت علم فلسطين وسقف منظمة التحرير الفلسطينية فهذا يعني خسران وفشل للذين راهنوا على تعميق فرقتنا وخلافاتنا ، وفوز لعقلية وحكمة وشجاعة وواقعية الرئيس ابو مازن ، وبينة قاطعة على صواب منهجه السياسي الوطني والعربي والدولي .
فوجيء المتسارعون للسقوط في الخضوع لمنظومة الاحتلال الاستعماري العنصري بكلام وموقف الرئيس ابو مازن خلال اجتماع القيادات الفلسطينية أول امس ، كلام تاريخي يوازي بثقله وشدة وضوحه خطر اللحظة وتبعاتها ، ، كما فاجأهم كما نعتقد اجماع فصائل منظمة التحرير والقوى والفصائل الفلسطينية التي مازالت خارج أطر هيكلها الرسمي كحماس والجهاد على نص البيان الصادر عن الاجتماع الذي تلاه امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. صائب عريقات ، ما يدفعنا للقول بكل ثقة أن المؤتمر كان علامة فارقة في العمل الوطني يجب التوقف عندها والبناء عليها بعقلية وطنية متحررة من الولاءات الحزبية ومنطلقة نحو الولاء التام للوطن ، وتعزيز مبدأ استقلالية القرار الوطني الفلسطيني ، ووحدانية التمثيل الشرعي للشعب الفلسطيني ، فالمستهدف في هذه اللحظة التاريخية أرض وشعب فلسطين ، وكيانه السياسي الذي استطاع تجسيده كحقيقة مادية وقانونية لا يمكن لقوة في العالم ازالته أو اضعافه أو تدميره .
نعتقد ان رسالة رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية التي بعثها على الملأ وبلسان فصيح ، لا تأويل ولا تفسير لها غير معانيها الأصلية قد وصلت للقاصي والداني ، العربي والأعجمي فالرئيس قد أدخل اليأس والإحباط الى نفوس المتآمرين الذين وجهوا طعنة من الخلف للقضية الفلسطينية وخانوا انفسهم والشعب الفلسطيني أو الذين يفكرون بفعلة خيانة تالية ، عندما رحب بحضور قيادات من حماس والجهاد الاسلامي والقيادة العامة والصاعقة في هذا المؤتمر قائلا :" هذا يدل على أن الشعب الفلسطيني وحدة واحدة ضد المؤامرة، بصرف النظر عن كل الاختلافات التي بيننا، ولكننا عند الشدائد نقف صفا واحدا وموقفا واحدا ضد كل من يريد أن يعتدي على قضيتنا ".
ذهب الرئيس الى ابعد حدود التحدي والإصرار على منع أي واحد في هذا العالم يفكر بمس استقلالية القرار الوطني الفلسطيني أو يمس كرامة الشعب الفلسطيني ، وأضاء الرئيس ابو مازن شارة تنبيه حمراء ، ورسم خطاً احمر وحذر كل من يتجاوزه اذا قال :" نؤكد مرة أخرى أن موقفنا من هذا الاتفاق الثلاثي الاماراتي – الاسرائيلي الأميركي - سينسحب على أية دولة عربية أو إسلامية تبرم اتفاقا مثله ، فهناك دول بدأت تتحرك في السر وفي العلن "
لم يغفل الرئيس ابو مازن العمق العربي الاستراتيجي للقضية الفلسطينية , ومكانة الأشقاء العرب ودورهم تجاهها ، بما يؤمن مساندتهم للشعب الفلسطيني والوقوف معه والى جانبه ، لكنه نبه الجميع لعدم التفكير بالسطو على القرار الوطني الفلسطيني اذ قالها بمنطق قوة :" نحن فقط الفلسطينيون هنا الذين نتكلم باسم القضية الفلسطينية " ثم قال :" صحيح أن القضية الفلسطينية، قضية عربية وإسلامية، لكن أنتم عليكم أن تساعدونا وأن تقفوا إلى جانبنا، لا أن تحلوا محلنا، لا أحد يستطيع أن يحل محلنا، هذا الزمن ولى من وقت طويل ولن يعود إلى الوراء" .
جميع الفصائل في الاطار الرسمي لمنظمة التحرير ومعها القوى التي مازالت خارجها قد وافقت وأقرت تأكيدات القيادة الفلسطينية في بيانها الختامي التي يمكن اعتبارها عناوين رئيسة لبرنامج سياسي وطني فلسطيني ( محدث ) متفق عليه بإجماع يعزز برنامج المنظمة السياسي الأصل للمضي قدما في النضال لتحقيق اهداف الشعب الفلسطيني إذ اكد بيان القيادة :" تمسك دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطيني بخيار تحقيق السلام العادل والشامل على أساس الشرعية الدولية والقانون الدولي ومبادرة السلام العربية كأساس ومرجعية لأية عملية سياسية تتعلق بالقضية الفلسطينية وضمن إطار مؤتمر دولي للسلام، وتحت رعاية الرباعية الدولية أو الرباعية الدولية" .
انجاز وطني عظيم ما كان ليتم لولا قناعة المشاركين في المؤتمر الوطني بمصداقية مواقف الرئيس ابو مازن وصواب وتمسكه بالثوابت ، وبرؤيته للحل السياسي العاكسة لطموحات وآمال الشعب الفلسطيني ، وكذلك شجاعته وحكمته وصلابته في مواجهة ( العدوان الثلاثي ) على القضية الفلسطينية ومؤامرات صفقة القرن وأزلامها !!. ورفضه اي تجاوز من اي كان لخطوط حمراء رسمها الشعب الفلسطيني بدمه ، فما فعله ساسة الامارات العربية خطأ تاريخي وهدية مجانية لترامب ونتنياهو تعزز مخططهما الاستعماري وانتهاك منظومة الاحتلال للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس خصوصا وفلسطين عموما " .
ما حدث اول امس في مقر الرئاسة الفلسطينية إجماع وطني يجب أن يتوج " بشراكة سياسية حقيقية " تؤكد للعالم أن الوحدة الوطنية الفلسطينية ليست تكتيكا او خيارا وإنما عقيدة وطنية متحررة من تأثير تقلبات المناخ السياسي، وبدون ذلك سيتجرأ صغار اقزام على اغتصاب شرفنا الوطني بتشجيع من اسيادهم المستعمرين المستكبرين العنصريين ، ومن يغدر بهذا الاجماع فانه سيعتبر حتما خائنا ويوالي الذين طعنوا الشعب الفلسطيني وغدروا به ، فالقيادة الفلسطينية التي اجتمعت ادراكا للمسئولية في لحظة تاريخية أكدت أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهي وحدها صاحبة الحق بالحديث باسمه وتمثيل آماله وتطلعاته الوطنية، وأنها لن تسمح لأي كان أن يتدخل في الشؤون الفلسطينية أو التقرير نيابةً عن الشعب الفلسطيني في حقوقه الوطنية ، فاستقلالية قرارنا الوطني يوفر علينا نصف مسافة الطريق في كفاحنا ونضالنا نحو تحقيق النصر والحرية والاستقلال.
m.a