عباس زكي يوجه رسالة الى الاحزاب والقوى العربية .
نشر بتاريخ: 2020-08-18 الساعة: 10:03
الأخــوة الأعزاء الأمنـــاء العامين للأحزاب والقــوى الوطنية في العالم العــربي حفظهم الله أصــحـــــــــــــــاب الوجــــــــــــــــدان النـــظـــــيــــف فــــــــــــــــــــــــي أمتــــنــــــــــــــــــا العــــــــربــــيـــــــــــــــــــة المـــجيـــــــــــــــدة
تحية العروبة والنضال ... تحية القدس ... تحية فلسطين،،،
في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي حصار شعبنا الفلسطيني بهدف تجويعه وحرمانه من أبسط حقوقه الإنسانية، ويستمر في عمليات القتل والاعتقال وهدم المنازل ويستبيح باحات المسجد الأقصى المبارك بجنوده ومستوطنيه ويستمر في حفر الأنفاق تحت الأماكن المقدسة وخاصة تحت المسجد الأقصى للبحث عما يسميه هيكل سليمان المزعوم، واستمراره بالاستيلاء ومصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية لبناء مزيد من المستعمرات الصهيونية فوقها، ويمنع المصلين من دخول الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، ويقتحم يوميا المدن الفلسطينية كافة بقواته العسكرية، ويواصل حصاره لقطاع غزة ويقصفها بطائراته وقنابله، يعلن الرئيس الأمريكي ترامب وقادة دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس الوزراء الإسرائيلي عن توقيع اتفاق التطبيع الكامل مع دولة الاحتلال الإسرائيلي والإمارات العربية المتحدة خلال الأسبوعين القادمين، والذي جاء برعاية الرئيس الأمريكي الذي يمثل أكثر الرؤساء الأمريكيين عداء للعرب والمسلمين وبخاصة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المظلوم، بعد أن أعلن عن صفقته المشئومة ويختار يوم السادس من ديسمبر 2018 يوم اعترافه بالقدس عاصمة موحدة لدولة الكيان الصهيوني، تأكيدا لوعد بلفور الذي صدر قبل مئة عام، ونقل سفارته من تل أبيب إلى القدس ليؤكد بذلك تنكره التام لحقالشعب الفلسطيني في القدس، ضاربا بعرض الحائط قرارات الشرعية الدولية وقرارات
الأمم المتحدة ومتحديا بذلك مشاعر الأمتين العربية والإسلامية تجاه مقدساتهم في القدس وبخاصة المسجد الأقصى المبارك مسرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وقيامة السيد المسيح عليه السلام.
أيتها الأخوات ... أيها الأخوة
إننا في حركة فتح وجميع فصائل الثورة الفلسطينية والعمل الوطني والإسلامي ومعنا شعبنا الفلسطيني نرفض وندين بشدة الإعلان الثلاثي الأمريكي الإماراتي الإسرائيلي لتوقيع اتفاق بين الدول الثلاث لإقامة علاقات تطبيعية بين قادة الإمارات والكيان الصهيوني برعاية الرئيس الأمريكي ترامب، ونعتبره خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية وخروجا صارخا عن المبادرة العربية للسلام التي أقرتها القمم العربية والإسلامية، وهو بالتالي تفريط بالحقوق الوطنية الفلسطينية ومقدساته المسيحية والإسلامية، وجريمة أخرى ترتكب بحق شعبنا الذي يناضل من أجل الحرية والاستقلال الوطني... وهو تنكر واضح لموقف شعب الإمارات العظيم الداعم والمساند لنضال شعبنا، ولإرث الراحل الكبير الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله الذي كان عاشقا للقدس وفلسطين، ولم يصدر عنه يوما كلمة تمس الحقوق الفلسطينية ونضاله الوطني المشروع لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران / يونيو للعام 1967.
لقد استخدم قادة الامارات القضية الفلسطينية غطاء لتنفيذ دورها في المنطقة في إطار إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط المنسجمة معما خططت له الإدارة الأمريكية سابقا مبررة خطوتها بأنها عملت على تعليق ضم جزء من الأراضي الفلسطينية للسيادة الإسرائيلية، بينما جاءت الصفعة من نتنياهو عندما رد مباشرة بعد الإعلان " أن مخطط الضم ما زال قائما وسيتم تنفيذه في الوقت المناسب وان الاتفاق يتيح لدولة إسرائيل بالسيادة على مساحات واسعة من أراضي ( يهودا والسامرا) .
أيتها الأخوات والأخوة الأعزاء
إن المرحلة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني خاصة والأمة العربية خطيرة جدا بعد هذه الهرولة باتجاه التطبيع العربي الرسمي مع الكيان الصهيوني بشكل علني قافزين عن كل قراراتهم في جامعة الدول العربية ومبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز التي تبنتها مؤتمرات القمم العربية ومنظمة التعاون الإسلامي التي التزموا بها، وهكذا دون خجل ودون مراعاة للقيم والأخلاق العربية والعقيدة الإسلامية. لذلك فإن شعبنا الفلسطيني يعول على صموده في أرضه ومواجهة الاحتلال بما يملك من قدرات ذاتية... فشعبنا إذا فقد الأمل يصنع المعجزات...وهو يعتمد على صوت أحزابكم الوطنية والتقدمية وقواكم الحية وشعوبكم التي نثق بأنها لم تفقد الأمل في النهوض من جديد وفاء لتاريخ العربي والإسلامي الأصيل ولكل شهداء الأمة الذين ضحوا بحياتهم من أجل كرامتها وحريتها من التبعية للقوى الاستعمارية والتي تمثلها بثوب جديد الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة ترامب لتفتيت هذه الأمة وتشتيتها وننهب ثرواتها ومقدراتها... ومن هنا فإننا نوجه شكرنا الجزيل لمواقفكم الوطنية والقوميةوالتي عبرتم عنها من خلال بياناتكم المنددة والمستنكرة للإعلان الثلاثي الأمريكي – الإسرائيلي – الإماراتي الذي يمس جوهر القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا المشروعة في أرضه ووطنه.
رفاقنا الأعزاء .. إن شعبنا الفلسطيني ماض في كفاحه وسيواصل مسيرته النضالية رافضا الخنوع والذل والمهانة دفاعا عن حريته وكرامة أمته العربية...ولن يفرط بذرة تراب من القدس، وهو دائما يتطلع لأمته العربية والإسلامية الحاضنة الأساسية والداعمة والمساندة لنضالنا ...
مرة أخرى اخواني ورفاقي الأعزاء نحييكم أجمل تحية من رحاب المسجد الأقصى المبارك..
عاشت فلسطين حرة عربية .... عاشت القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين ...
والمجد والخلود لشهداء شعبنا وأمتنا العربية
أخـــــــوكـــــــــم
عبـــــــــــــــــاس زكـــــــــــــــــي
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح
المفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية
m.a